الفكرة مأخوذة من الصين، وقد لحظها هناك التجّار الجنوبيون. أحد المغتربين من بلدة حاريص، استفاد من هذه التجربة، وكذلك عدد من مواطني بلدة يارون. واشترى غالب عاشور، أحد تجّار بلدة شقرا، العديد من هذه المولّدات لبيعها لأصحاب المنازل، ويأمل أن تحقق تجارته نجاحاً باهراً.
يتألف المولّد الكهربائي، الذي يعمل على الطاقة الهوائية، من مروحة كبيرة مرفوعة على عمود حديدي ضخم مجهزّة بكوابح للتخفيف من سرعة دورانها، تؤمن الطاقة من خلال تعبئة بطاريات كبيرة تصل الكهرباء عبرها الى المنازل. وإذا ضعفت التيارات الهوائية، فإن البطاريات المشرّجة تستطيع تأمين الكهرباء لأكثر من 12 ساعة متواصلة.
لا تزيد كلفة المولّد الواحد، الذي يؤمن الكهرباء بقوّة 15 أمبير، عن 5000 دولار أميركي مع كفالة لمدّة عامين، وهي تكفي حاجة المنزل، وتزيد هذه الكلفة الى أكثر من 10000 دولار للمولّد الذي يؤمن الكهرباء بقوة 50 أمبير.
يرى عاشور أن بعض الأهالي قد يجدون الثمن مكلفاً، لكنهم سيدفعون هذا المبلغ لمرّة واحدة فقط، وأكثر من سيلجأون إلى شراء هذه المولدات هم أصحاب المعامل والمزارع النائية التي لا تصل إمدادات الكهرباء إليها، وكذلك الأغنياء الذين لا ترهقهم هذه المبالغ.
يذكر أن الهيئة الإيرانية لإعادة إعمار الجنوب كانت قد أعدّت دراسة ميدانية أكدت من خلالها أن جميع المناطق الجنوبية صالحة لاستخدام الطاقة الهوائية، لذلك عمدت الى تأمين خمسة مولدات عاملة على الطاقة الهوائية لبلدة مارون الرّاس، لإنارة الحديقة العامة التي أنشأتها على الحدود مع فلسطين المحتلّة. ويرى عاشور أن التجارب الفردية في استخدام هذا النوع من المولدّات في كل من حاريص ويارون والنبطية أثبتت نجاحها، وهو استطاع أن يحصل على أفضل أنواع المراوح الموجودة في الصين، وهي مزودة بكوابح تستطيع ضبط سرعة الرياح لأكثر من 80 كلم في الساعة.
