أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الجنوب يودّع مطران التسامح

الثلاثاء 03 أيار , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,725 زائر

الجنوب يودّع مطران التسامح

غصّ المكان بوفود من صيدا ومناطق لبنانية، ومعهم حضرت «ذكريات» استحضرت إنسانية المطران ومواقفه، فصفات «رجل السلام، العيش المشترك، الاعتدال، المحبة، والتسامح»، كانت جامعاً بين «المتذكرين». فاضت عينا منى فاخوري بالدمع حين قالت «صداقته معنا كسرت حاجز العلاقة بين المواطن ورجل الدين». نقل جثمان الغزال إلى صيدا، وأنزل النعش وسط ساحة النجمة، حيث رفع على الأكف في شارع الأوقاف في طواف أخير. اختلطت تراتيل الكهنة بأجراس الكنائس وصوت القرآن المنبعث من مآذن مساجد المدينة. وأقفل أصحاب المحال التجارية في المدينة محالهم للانضمام إلى الموكب الجنائزي. «سمعونا سورة الفاتحة»، يقول أحدهم.

هكذا شهد الموكب مشاركة شعبية واسعة، إضافة إلى مشاركة الطيف السياسي الصيداوي، فضلاً عن وفود شعبية من قرى شرق صيدا. وزيّنت بوابة المطرانية بألف وردة بيضاء «لكنها بقيت قاصرة عن مجاراة بياض قلب سيدنا المطران»، كما يقول الزميل أحمد منتش. لم يشرّع مذبح المطرانية لـ«أبونا سليم» لإقامة قداس هذه المرّة بل ليسجّى هناك. فتح النعش ودعا الكاهن المشيّعين لإلقاء نظرة الوداع على المطران. دعوة قابلها البعض بتردّد، فسألت الناشطة الاجتماعية ريما الزعزع «كيف لنا أن نراك يا أبونا جثة هامدة واعتدنا عليك حركة وبركة وعطاءً وأملاً لا ينضب».

السورية سميرة جريس حضرت من بلدة معلولا، ألقت بهدوء نظرة الوداع، تمتماتها فوق الجسد المسجى وشت بأنّها تعاتب المطران على هذا الرحيل، لكنها أعلمته «ضوينالك شموع في معلولا، العدرا بتدعيلك، والرب يحميك».

انقضت الساعات الخمس المخصصة للوداع. «دعوه يغادر بسلام»، يقول الكاهن، فينطلق موكب التشييع إلى جون (الشوف) حيث ووري الغزال في الثرى، لكنّه عرّج قبل ذلك على دار العناية في الصالحية في زيارة أخيرة. أما أهالي قرى شرق صيدا فنثروا، على طول الطريق التي سلكها الموكب، الأرزّ والورود على النعش، ليرقد بعدها «قمر مشغرة» بسلام، في تراب دير المخلص.

Script executed in 0.19780993461609