أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

موقع «الحاجة زينة» المُحرَّر: وفاة صاحبة الاسم والمنزل

الخميس 12 أيار , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,075 زائر

موقع «الحاجة زينة» المُحرَّر: وفاة صاحبة الاسم والمنزل

الأمر اللافت كان تسمية أحد المواقع الإسرائيلية، أثناء الاحتلال، باسمها، حتى صار يعرف بـ«موقع الحجّة زينة»، لأنه كان على أرض لها.

رحل الاحتلال قبل أن ترحل الحاجة زينة، فعاد الموقع إليها بعد التحرير، لكنها، وقتها أصبحت عاجزة عن العودة إلى زراعة الأرض العزيزة عليها. في منتصف التسعينيات وبعدما أصبح موقع حولا الإسرائيلي الشهير يتعرّض باستمرار لعمليات المقاومة، وعرّض الجنود الإسرائيليين وعملاءهم للقتل والإصابات المختلفة، قرّر العدوّ استحداث موقع جديد لهم قريباً من الأحياء السكنية، ويطلّ على وادي السلوقي والمحيط المحرّر الذي ينطلق منه رجال المقاومة. اعتقدوا أن ذلك سيخفف العمليات العسكرية ضدهم، لكون الأهالي قد يتعرّضون للرصاص والشظايا والقصف أحياناً. المكان الذي اختير، كان في أرض الحاجة زينة، لا بل كان ملاصقاً لمنزلها المؤلف من ثلاث طبقات. هكذا، استحدث الإسرائيلي موقعاً بواسطة جرافاته، وطبعاً من دون إذن مسبق. جرف أشجار الزيتون والحقل المزروع بشتول التبغ المرّة، الذي تملكه الحاجة زينة، وشيّد موقعه الجديد هناك، فأصبحت الحاجة زينة الجارة الوحيدة الملاصقة للموقع.

كانت تعيش وحيدة هناك، بعدما توفي زوجها، وسكنت ابنتها في منزل زوجها. رفضت الحاجة زينة ترك منزلها، وأصرّت على البقاء رغم المخاطر التي قد تتعرّض لها، ورغم الضغوط المختلفة من الاحتلال وأعوانه، حتى أصبح الموقع الجديد ينعت باسمها. ووفقاً لما تقوله ابنتها أم حسين، فإن «الحجّة حاولت البقاء في المنزل، لكن العدوّ وعملاءه احتلوا المنزل أيضاً وجعلوا من سطحه مركزاً متمّماً للموقع، تُراقَب من خلاله المنطقة المحرّرة، وأصبح المنزل داخل سياج الموقع، فعبثوا به وسرقوا وكسرّوا ما تيسّر لهم». وتبيّن أنها حاولت مع والدتها أكثر من مرّة تنظيف المنزل للسكن فيه، لكنّ المحتلّين كانوا دائماً يترددون الى المنزل. عانت الحاجة زينة طويلاً قبل أن تشهد تحرير الأرض وتعود الى منزلها، لكن وكالعادة، كان مؤسفاً أن أيّاً من المعنيين لم يلتفت اليها، ولم يسمع قصّتها. لم يعوّض عليها أحد ما لحق بها من خراب وقطع أشجار وحرمان من أرضها.


Script executed in 0.19172501564026