هكذا، ازدحمت واجهات المحال بالشعارات الويكيليكسية، فهنا على واجهة محل التاجر علي جمعة «تقرير ويكيليكس للألبسة يكشف عن هبوط الأسعار إلى ما بعد بعد 50%». وعلى واجهة أخرى «أسقطت حكومة الأسعار بنحو لافت إلى ما بعد بعد 50%»، وعلى واجهة ثالثة لم تعد تظهر من خلفها البضائع المعروضة، كُتب «الشعب يريد إسقاط الأسعار، ولأنه يريد ذلك نحّيت الأسعار لصالح الصولد الذي سيطر كلياً».
هذه «الطفرة» في الشعارات كان «سببها الوثائق التي نشرتها وسائل الإعلام والتي كان لها الدور البارز في جذب القراء»، يقول جمعة. لهذا السبب، وُلدت فكرة الاستعانة بهذا الأسلوب «لجذب المتسوقين والعمل على تصريف البضائع المرصوصة في محالنا»، يتابع.
أما التاجر أبو حسن سعد، فعلّق على استخدام هذا النمط من الشعارات بالقول إن «استخدام هذه الشعارات يساهم في توقف الزبائن أمام محالنا ودخولهم إليها، فالشعارات مهضومة ولافتة ومغرية في رأيي». ما يقوله التاجر، تؤكده فاطمة بزّي، فهي ترى أن «الأهالي تستهويهم هذه الشعارات المضحكة، وقد تدفعهم للدخول إلى المحال التجارية والتأكّد من تدنّي الأسعار، فهذه الشعارات بات يستخدمها تجار بنت جبيل مثلما تستخدم الشعوب العربية الفايسبوك، لأنها تنتشر بين الأهالي بسرعة ويتداولونها، ما يجعل الكثير منهم يأتون الى هذه المحال لقراءة اللافتات ودخول المحال التجارية».
لكن، ما الذي دفع التجار إلى اتباع هذا الأسلوب الويكيليكسي؟ يجيب جمعة أن «التجار بنت جبيل لجأوا إلى استخدام هذه الشعارات لكونها تتماشى مع الذوق العام للزبائن وتجذبهم أيضاً». ثمة أسباب إضافية، منها «ضعف القدرة الشرائية على المواطنين، خصوصاً بعدما انخفضت العائدات المالية للمغتربين التي كان يعتمد عليها أبناء بنت جبيل، إضافة إلى تدنّي فرص العمل». كل تلك الأسباب «دفعتنا إلى اتباع هذا الأسلوب وعرض البضائع بأسعار متدنية لأجلنا ولأجل الزبائن، فلا سبيل للرزق إلّا بمراعاة الأوضاع المالية الصعبة لأبناء المنطقة الذين يعتمدون على الزراعة في معيشتهم». لكن، لم تكن هذه الشعارات جديدة على المنطقة، فمع كل حدث تأتي، «ولربما بعد ويكيليكس قد تأتي أساليب جديدة ومن الطبيعي أن نلجأ إليها». أما السبب فواحد وهو «جذب الزبائن إلى محالنا وتحريك العجلة الاقتصادية التي تكاد تتوقف»، يختم الرجل.