و تحدث محمد لموقعنا، و هو احد المسعفين في الهيئة الصحية الاسلامية الذي كان متواجداً عند نقطة الشريط: "عندما بدأ الشبان بالعبور من حقل الالغام، راح قلبي يخفق بشدة من الخوف، اذ كنا في كل لحظة نخشى انفجار احد الالغام".
الجيش اللبناني الموجود مكان الاعتصام حاول منع المجموعة الاولى من الشباب اللاجئين الذين جاؤوا من مخيمات لبنان من الوصول الى حقل الالغام، لكن المجموعة الثانية دخلت حقل الالغام و وصلت الى الشريط. ويقول المسعف: "كان هناك جنود اسرائيليين مختبئين خلف السواتر و الاشجار و راحوا يطلبون دعماً بعد ان افزعهم المشهد، وراحوا يطلقون النار على الشبان بالرصاص المتفجر، فيما كانت آلية ميركافا تطلق الدخان الكثيف في محاولة لتفريق هؤلاء الفلسطينيين.
واضاف مسعف آخر: " تزايد عدد الشبان على وقع سمع اطلاق النار من قبل الاسرائيليين. كان الشبان في قمة الشجاعة و حاول البعض منهم قص الشريط، لكنه سرعان ما قضى برصاصة اسرائيلية.
يتحدث علي من مدينة بنت جبيل و الذي كان يقصد نقطة الشريط لصيد الفري قبل عدة سنوات: " كنا نتصيد بعيداً عن الشريط لمسافة 40 متراً و كنا نعرف انه حقل مزروع بالالغام الفردية و المضادة للاليات، و كنا نعلم ان الشريط الشائك الذي وصل اليه الشباب الفلسطيني كان مكهرب.. قلقنا على ارواح الكثير ممن وصلوا للشريط". و ينظر علي بعجب لشجاعة هؤلاء الشباب الذين لم يخافوا من تعرضهم لانفجارات الالغام!.
من جهته، قال احمد فارس من بلدة مارون الراس: "ما حصل اول من امس مر علينا كأنه فيلم وجعل قصة حقول الالغام وكأنها كذبة كبيرة، و حتى الالغام لم تقف بوجه هؤلاء الفتية لذين راهن العدو الاسرائيلي على نسيانهم القضية و انها ستدفن مع كبارهم .