فقد استفاقت بنت جبيل وقراها مع ساعات فجر الثالث والعشرين من ايار عام الفين على أصوات الهتافات والشعارات من مكبرات الصوت ومآذن المساجد، معلنة دخول حزب الله العلني بعد ليل مشتعل بإطلاق النار كان مصدره بنادق مجاهدي المقاومة من جهة ورشاشات حامية مركز الـ (17) الذي كان حتى هذه اللحظة يشكل العصب الأمني لجيش العميل انطوان لحد. ومع سقوط الـ(17) بدأت مقرات العملاء تسقط، واحدة تلو الأخرى.
أكملت المقاومة انتشارها العسكري في قرى القطاعين الغربي والأوسط، بدءاً من الناقورة وحتى حدود بلدة الخيام التي أُجل اقتحامها العلني خوفاً على حياة المعتقلين داخل معتقل الخيام.
أدرك الجميع أن جيش العملاء انتهى كقوة عسكرية، ولم تبق سوى جيوب صغيرة في بعض القرى حيث تحولت إلى عناصر متخفية بين المدنيين.
قرعت أجراس الكنائس وصدحت المآذن، وأمنت الثقة المتبادلة بين حزب الله والحكومة اللبنانية أرضية سليمة لمعالجة تسلم العناصر اللحدية في القرى المسيحية، فعمدت الأجهزة الرسمية إلى تولي هذه المهمة لقطع الطريق على أي ادعاءات بحصول تجاوزات بحق المدنيين.
سقطت أوراق الإسرائيليين بتحقيق أي مكسب حتى ولو كان بحجم تشويه صورة حزب الله أمام الرأي العام العالمي. صورة عكستها الصحف الفرنسية التي امتدحت رقي الأسلوب الذي تعاطت به المقاومة الإسلامية في الجنوب.
نوع جديد من الانتصار شكل دافعاً إضافياً للنظر باتجاه المزيد من المواقع، حتى ولو كان أحدها معتقل الخيام.
مجموعة من الصور في ذكرى التحرير تعيدنا الى مشاهد ذلك العرس الاستثنائي.. و مجموعة اخرى تذكرنا بحقبة جيش العدو الاسرائيلي و مركز ما كان يسمى بـ ال 17 .
مركز الـ 17 قبل التحرير ( من الانترنت)
جندي اسرائيلي في مركز الـ 17 قبل التحرير (من الانترنت)
دورية اسرائيلية بين شلعبون و مركز الـ 17 قبل التحرير بايام ( من الانترنت)