المسؤولة الإعلامية في حزب الحوار الوطني الأستاذة آمنة القرا، عضو المكتب السياسي للتيار الوطني الحر د. ليلى الرّحباني بحضور حشد من الكوادر والفعاليات النسائية ومهتمين.
الحوار الذي أدارته سكرتير تحرير في محطة NBN الإعلامية ايفا بوملحم قدمت خلالها فخري مداخلة ضمن محور: صناعة النصر، "المقاومة اللبنانية أنموذجًا" فرأت فيها انه عندما أخذ المقاومون في لبنان قرار مواجهة العدو الإسرائيلي كانوا يؤمنون بأنهم يمارسون واجباً دينياً، وطنياً، إنسانياً، ومن غير المسموح تركه من قِبل أي شعب تُحتلّ أرضه وتنتهك مقدساته، بغض النظر عما ستكون النتيجة: استشهاد أم انتصار.
ولفتت الى انه ما حوّل المقاومة في لبنان إلى نموذج مسألتان:
الأولى: أن المقاومين هم في قمة التضحية والوفاء والصدق والإخلاص والترفُّع عن السعي وراء المكاسب المادية فقاومواوحاربوا، بل يقاومون ويحاربون في أي حرب قادمة، لنصرة الوطن والمستضعفين فيه، في سبيل الله تعالى وهذا ما حوّلهم إلى نموذج يحتذى عند كل شعوب المنطقة وحتى عند كل المستضعفين في العالم.
الثانية: الانتصار، الذي ساهم من تمكّن المقاومة في لبنان من تحقيق الانتصارات على العدو الإسرائيلي، في جعلها محط أنظار الجميع، والصديق والمحب، إضافة إلى كل ثائر ومجاهد يبحث عن تجربة ناجحة يدرسها ليقتدي بها.
وأشارت فخري إلى انه يوماً بعد يوم، وطيلة سنين المقاومة، وصولاً إلى التحرير عام 2000 وإلى عدوان وحرب 2006، رأى المقاومون ومعهم العالم، بالصورة، صورة الجندي الإسرائيلي الخائف المرعوب الذي كان يصرخ في كل وادٍ من أوديتنا وأظهرت وأثبتت المقاومة قدرتها وفعاليتها في تحرير لبنان من العدو الإسرائيلي، وكذلك قدرتها على حماية لبنان.
ورأت انه لولا المؤامرات التي تحاك ضد هذه المقاومة، مؤامرات الداخل والخارج، لرأينا أن القوة التي يُؤمنها مثلّث: الشعب ـ المقاومة ـ الجيش، كفيلة بتحويل لبنان إلى واحة ازدهار وأمان، لكن في الحقيقة يُراد ضرب نموذج المقاومة اللبنانية من خلال ضرب المقاومة وإضعافها فلا إسرائيل ولا من معها وحولها من أنظمة دولية وحتى عربية, يرضى بأن تهتز صورة إسرائيل (القوة التي لا تقهر)، فما بالكم بأن تهتز قوتها نفسها وقدرتها على الردع وعلى بث الرعب في محيطها، وصولاً اليوم إلى تهديد نفس وجودها.
واعتبرت ان بعد كل الضربات التي وجهتها المقاومة لإسرائيل، لا سيما بعد هزيمة 2006، وبعد الظروف التي استجدّت في المنطقة، لا سيّما ثورتي مصر وتونس، تعيش إسرائيل ظروفاً حساسة ودقيقة:
- فهي اليوم كيان مردوع وليس مطلق اليدين قادر على توجيه ضربات عسكرية لأي هدف يريد كما كان في السابق.
ـ يعتبر الإسرائيليون أن محيطهم اليوم غير مستقر وغير واضحة معالمه، ومن غير المعلوم إذا ما كان سيستقر لمصلحتهم كما كان أيام مبارك في مصر مثلاً، أم ستستمر التغيرات وتتجذّر لمصلحة محور المقاومة.
ـ إن محور المقاومة يتابع بناء قوته واستكمال استعداداته لمواجهة أي عدوان إسرائيلي.
وختمت فخري بالقول ان هذه العناصر وغيرها تؤهل المقاومة اللبنانية لأن تقدّم نموذجاً حقيقياً لمجموعة وطنية، صارت من عناصر قوة وطنها، أمّنت لوطنها الحرية الحقيقية والاستقلال، حمت إنسان هذا الوطن، وقادرة على لعب دور في تحقيق الازدهار والرقي للوطن إذا ما تمت حمايتها من مؤامرات الداخل والخارج.
من جهتها القرا وضمن محور: "أيار 2000 _نقطة تحول في التاريخ" فرأت ان نصر العام 2000 وضع حجر الأساس ليس لوقف مشروع إسرائيل الكبرى فحسب بل صنع التحوّل الكبير في مسألة الصراع العربي الإسرائيلي، واعتبرت ان المقاومة الإسلامية في لبنان التي قادت النصرين في الـ2000 والـ2006 صنعت تحوّلاً على مستويات عدّة اهمها انها أسقطت في لبنان نظرية قوّة لبنان في ضعفه، فأصبح لبنان قويّاً بمقاومته وجيشه وشعبه ووضعت حداً نهائياً لمسار الإعتداءات الإسرائيلية المجانية فإسرائيل باتت تدرك أن مقابل كل عدوان هنالك مواجهة خاسرة لها في لبنان ولها أثمان باهظة، وأيضا لمنطق التفاوض عند أطراف لبنانية مع العدو الإسرائيلي ومبدأ تقديم التنازلات والتطبيع.
ولفتت الى ان الأسير العربي والفلسطيني أصبح أمله بالإفراج عنه مرتبطاً بفعل المقاومة وأسر جنود من جيش العدو.
وختمت القرا مداخلتها بالقول لقد أنهى إنتصار العام 2000 وإلى الأبد مشروع إسرائيل الكبرى، فكيف لا يكون نقطة تحوّل في مسار الصراع العربي-الإسرائيلي فيما أثبتت المقاومة في لبنان أن القضية الفلسطينية في صلب برنامجها كما يجب أن تكون في صلب برامج حركات التحرر العربي والإسلامي، لا سيما في زمن الثورات الشبابية الشعبية العربية، وعلى رأس أولوياتها.
بدورها الرّحباني وضمن محور: "لبنان المقاومة بين ثقافة النصر وضمانات الوحدة الوطنية "
رأت انه إذا كانت توصيات ميثاق الأمم المتحدة تنص على حق تقرير المصير وعدم خضوع الشعوب للاستعباد الأجنبي أو سيطرته أو استغلاله أو احتلاله ويكفل حقنا بالمقاومة فكيف يمكن أن نقرر مصيرينا دون مقاومة الظلم وبأي عرف وأي مبدىء وبأي قانون يمنع اللبناني والفلسطيني والعربي من أن يقاوم إسرائيل وان يطردها وان يعتبرها احتلالا، مشيرة الى انه ليس هناك من قانون طبيعي ولا أنساني ولا حتى دولي يقول انه يجب ان نتخلى عن مقاومتنا طالما هناك عدوان على منطقتنا وطالما حقوقنا وسيادتنا منتهكة .
وقالت ان من يعتبر ان صراعنا مع إسرائيل صراع حدود فهو غلطان وأكدت ان الصراع بينا وبين العدو الإسرائيلي ليس صراعا حدوديا بل أصبح صراعا وجوديا لاننا في لبنان الرسالة وتفاعل الحضارات نعيش مع بعضنا اخوة. كما ان هذا المزيج من الحضارات الذي يعيش في هذه المنطقة هو نقيض لدولة إسرائيل العنصرية التي يريدون ان يصنعوها في فلسطين .
تقرير مصور