أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

تاريخ شقرا في صُوَر

الخميس 14 تموز , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,223 زائر

تاريخ شقرا في صُوَر

الفكرة هي لمحمد العلي، أو «أبو الفكر» كما يسميه أبناء البلدة الذي بادر، بالتنسيق مع المجلس البلدي، إلى جمع صور تاريخية وتراثية، في مدرسة شقرا الرسمية. في المعرض، عدد من الراحلين الذين تركوا بصماتهم المميّزة في ذاكرة البلدة ووجدانها، فيبدو المدرّس الأول موسى الزين شرارة وهو يعلّم الطلاب تحت شجرة السنديان المعمّرة في عام 1922. وهنا أيضاً تذكّر صورة المهاجر الأول بتأثّر البلدة بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين المحتلّة في عام 1948، عندما اضطرّ العديد من أبنائها إلى الهجرة بحثاً عن الأمن والحياة الرغيدة.
19 ألف صورة تفرّغ العلي لجمعها خلال 5 سنوات، ومن ثم عمد إلى «أرشفتها في أقراص مدمجة». «لم أدع منزلاً أو مغترباً إلا قصدته»، يقول الرجل الذي جهد في لملمة صور وحكايات قديمة تؤرشف تاريخ البلدة منذ عام 1800.
بذلك، بات العلي يملك موسوعة تاريخية مصوّرة تحقق حلمه في إقامة متحف تراثي «يمكّن أبناء شقرا، ولا سيما الجيل الجديد، من مشاهدة صور أجدادهم وطريقة حياتهم وتقاليدهم وعاداتهم، ما يسهم في التواصل بين الأجيال».
ومن يزر المعرض يشاهد فيلماً مصوّراً عن شقرا في الخمسينيات حيث البيت القديم ونمط العيش والظروف القاسية. ويتعرف إلى الطبيب الأوّل في شقرا، الذي كان يقصد البلدة آتياً من بلدة رميش، يحمل معه حقيبة تحوي مقصّاً وحبوباً حمراء وبيضاء، ومعه أحد أبناء شقرا يعينه على حمل الحقيبة ويكون دليله إلى المرضى.
هكذا، يحصل المصاب بمرض مستعصٍ على حبّة حمراء، فيما ينال المصاب بمرض بسيط حبّة بيضاء. ويتوقف العلي في المعرض عند الدور الأساسي لعالم الدين في حياة الأهالي؛ إذ كان يقوم بمهمات وزارتي العدل والداخلية، وقد كان مرجعهم في كلّ شؤونهم. ولا ينسى التذكير بأوّل رئيس بلدية وشرطي بلدي، وأوّل بوسطة وصلت إلى البلدة في عام 1953، وأول معصرة تدار بواسطة الحجر الصخري في عام 1922.
ويعثر الزائر على صور لوجهاء شقرا من الرّاحلين، وهم يجتمعون في الساحة العامة، لمناقشة قضايا البلدة وشؤونها وشجونها. وهنا تذكير بدور الساحة التي كانت مركزاً لكل المناسبات، حيث تقام فيها الأعراس والأتراح، إضافة إلى دورها التجاري.
ولا يغفل العلي القول إنّ المعرض يسعى إلى التركيز على دور الأهالي في مقاومة العدو الإسرائيلي، منذ الرصاصة الأولى مروراً بأبرز المحطات الجهادية، وذلك من خلال عرض صور الشهداء المقاومين الذين تصدّوا للاحتلال ودورهم في تحرير الأرض والإنسان وتصديهم للغزاة في تموز 2006.

Script executed in 0.1706690788269