أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رحيل كاملة سمحات: أيقونة تموز 2006

الجمعة 22 تموز , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 5,059 زائر

رحيل كاملة سمحات: أيقونة تموز 2006

إعلانها أن البيتين اللذين هدما هما «فدا المقاومة والسيّد حسن» مثّل إحدى إشارات النصر المبكرة للمقاومة على إسرائيل في عدوان تموز 2006.
الشريط التسجيلي الذي تعقب جولتها وحيدة في الضاحية المدمرّة ذات يوم من شهر تموز، تحوّل إلى مادة عزّزت من صمود الأهالي النازحين، وذكّر بها سيّد المقاومة في أكثر من مناسبة، مؤكداً معادلة الشعب والمقاومة. فتحوّلت السيّدة إلى أيقونة للنصر وعبارتها إلى شعار يردّده كل المناصرين لخط المقاومة.
في اليوم ذاته، وفي الذكرى الخامسة لتقديمها بيتيها «فدا للمقاومة»، أغلقت الحاجة كاملة عينيها للمرة الأخيرة واختارت العودة الدائمة إلى تراب عيناتا. تزامُن وفاتها مع وقفتها في الضاحية، أدهش الكثيرين بقدر ما أدهشتهم جرأتها على الوقوف سابقاً في قلب الضاحية. هنا في دار الأمان للمسنين في بلدة العباسية (قضاء صور) التابع لجمعية المبرات الخيرية، أمضت سنواتها الثلاث الأخيرة حتى توفيت ليل الأحد الفائت. الأمر قد يستفز الكثيرين ممن رأوا فيها رمزاً للصمود والمقاومة، بأن تنتهي وحيدة في دار للمسنّين. إلا أن الجلطة التي أصابتها وسببت لها شللاً نصفياً وصعوبة في النطق، أجبرت أقاربها على الاستعانة بمؤسسة رعائية مختصة؛ لأن لا أولاد لديها للاعتناء بها. الشلل كان قاسياً على المرأة الحديدية التي قهرت كل الظروف التي واجهتها، إلا أنها لم تصمد أمام المواجهة الأخيرة، ما منعها من إنجاز إعادة إعمار بيتيها.
كلّ من في دار المسنين يفتقد الحاجة كاملة التي عوّضت تعابير وجهها عن نطقها في التواصل معهم. وبحسب الاختصاصية الاجتماعية غزوة حيدر، فتحت الدار أحضانها لتؤمن بيتاً لها. واستقبل الزوار والوفود المتلهفة لإلقاء التحية عليها.
في اليوم الثاني لغفوة الجسد المقاوم حتى الموت، تحت تراب عيناتا، استذكر السيد حسن نصر الله صاحبته في معرض تحيته للجنوبيين في احتفال تكريم أبناء الشهداء مساء الثلاثاء الفائت. «الله يسهّل عليها»، قال السيد.

Script executed in 0.21675300598145