أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

الفرنسـيون هـدفاً لاعتـداء إرهـابـي يـوقـع 5 جـرحـى

الأربعاء 27 تموز , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,667 زائر

الفرنسـيون هـدفاً لاعتـداء إرهـابـي يـوقـع 5 جـرحـى
مرة جديدة ضرب الارهاب قوات «اليونيفيل» في الجنوب وهذه المرة الكتيبة الفرنسية وذلك عند المدخل الجنوبي لعاصمة الجنوب صيدا.
فقد هزً صيدا حوالي الساعة السادسة مساء أمس دوي انفجار كبير تبين أنه ناتج عن عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق البحري قرب محطة لتعبئة الغاز جنوب المدينة وتبين انه تم تفجيرها عن طريق جهاز تحكم عن بعد ومن نقطة مطلة على المكان، واستهدفت ملالة تابعة للكتيبة الفرنسية العاملة ضمن «اليونيفيل» كانت تسير في مقدمة قافلة من أربع ملالات اثناء توجهها من الناقورة الى بيروت.
وقد تصاعد الدخان الاسود وأدى الانفجار إلى سقوط خمسة جرحى فرنسيين بينهم مصاب بجروح خطرة وجريحان عولجا في مكان الانفجار من قبل طبيبة فرنسية ووصفت إصاباتهما بانها «طفيفة». واصيبت مقدمة ناقلة الجند باضرار طفيفة وبدت عليها آثار حريق كما أدى الانفجار إلى سقوط مدفع رشاش من عيار 12.7 كان منصوبا فوق الناقلة.
وقد ضربت عناصر من الجيش اللبناني طوقا امنيا حول مكان الانفجار الذي تفقده مدير فرع مخابرات الجيش في الجنوب العميد علي شحرور وقائد منطقة الجنوب في قوى الأمن الداخلي العميد الركن منذر الأيوبي ومدير فرع مخابرات الجيش في منطقة صيدا العقيد ممدوح صعب والنائب العام الاستئنافي في الجنوب القاضي سميح الحاج ووفد من السفارة الفرنسية ومحققون من «اليونيفيل». وحضرت سيارات اسعاف تابعة للهيئات المحلية شاركت في نقل المصابين للمستشفيات. وقامت فرق الصليب الاحمر اللبناني بمعالجة مصابين في مكان الانفجار هما سبتون وجاندو، ونقل جريح ثالث ويدعى بوديم اوليفيه إلى مستشفى حمود الجامعي في المدينة لخطورة إصابته وحراجتها.
وقالت مصادر امنية لـ«السفير» ان السبب في عدم وقوع عدد كبير من الإصابات مرده الى أن العبوة زرعت في قلب التراب الاسود بجانب الطريق وليس فوق صخر او ارض صلبة قاسية وقد ادى هذا الامر الى امتصاص قوة الانفجار التي توغلت في التربة.
في المقابل، تشير المصادر الى ان الانفجار بحد ذاته يحمل اكثر من دلالة سياسية وأمنية وخطورته تكمن في انه الاول الذي يقع في المدينة وليس في ضواحيها ويستهدف القوات الدولية كما حصل قبل نحو شهرين عندما استهدف انفجار مماثل القوات الايطالية في الرميلة في 27 ايار الماضي. وهذا يعني ان المنفذين توغلوا الى قلب المدينة مع ما يحمل ذلك من مخاطر خاصة وانه يقع على بعد عشرات الامتار من مخيم عين الحلوة مع ما تحمله هذه الدلالة بحد ذاتها من تفسيرات والتباسات امنية كما ان خطورته في كونه يقع على طريق الجنوب الحيوية.
وأعلن المتحدث باسم «اليونيفيل» في لبنان نيراج سينج أن عدد الجنود الذين اصيبوا في التفجير الذي استهدف آلية تابعة للكتيبة الفرنسية في صيدا ارتفع إلى خمسة جنود, نقل ثلاثة منهم إلى المستشفى، موضحا أن خبراء جنائيين تابعين لـ«اليونيفيل» (والجيش) باشروا مسحا ميدانيا لمكان الانفجار. وأكد أن قوات «اليونيفيل» تنسق بشكل وثيق مع الجيش اللبناني للوصول إلى حقيقة الأمر.
وصدر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه بيان جاء فيه أنه عند الساعة 17,45 من بعد ظهر اليوم (أمس)، وأثناء مرور وحدة لوجستية تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، على طريق عام صيدا - سينيق، تعرضت إحدى آلياتها لانفجار ناجم عن عبوة ناسفة، ما أدى الى إصابة ثلاثة عناصر بجروح، تمت معالجة اثنين منهم ميدانيا، ونقل الثالث الى مستشفى حمود، وهو الآن بحالة مستقرة وجيدة.
وقد فرضت قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، طوقا أمنيا حول مكان الانفجار، كما حضر عدد من الخبراء العسكريين للكشف عليه، وتولت الشرطة العسكرية التحقيق بالحادث لكشف ملابساته.
استنكارات واسعة: استهداف للاستقرار
وما إن شاع خبر الاعتداء على «اليونيفيل» حتى سارعت المرجعيات والقوى السياسية إلى الاستنكار والادانة، فأجرى رئيس مجلس النواب نبيه بري اتصالا هاتفيا بالسفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، مستنكرا «الجريمة الارهابية» ومعربا عن اسفه لوقوع عدد من الاصابات في صفوف الجنود الفرنسيين.
كما تابع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي موضوع الانفجار واتصل بوزيري الداخلية مروان شربل والعدل شكيب قرطباوي وطلب فتح تحقيق عاجل في الاعتداء لكشف ملابساته. كما اتصل ميقاتي ببييتون معرباً له عن شجب الحكومة اللبنانية للاعتداء الاثم.
وأجرى ميقاتي إتصالا هاتفيا بنائب قائد قوات «اليونيفيل» الجنرال سانتي بونفانتي معربا عن تضامنه، وأكد ان هذا الاعتداء «يزيدنا تصميما على تقوية التعاون مع القوات الدولية»، مشددا «على إجراء التحقيقات اللازمة لكشف الفاعلين».
وأدان الرئيس السابق سعد الحريري بشدة الحادث، مشيرا إلى أن مثل هذه الاعتداءات الإرهابية هي بالتأكيد ضد مصلحة لبنان وأمنه واستقراره وتشكل اعتداء صارخا على القرار 1701، وعلى الالتزامات التي تعهدها لبنان ولا يصح أن يخرج عنها تحت أي ظرف من الظروف. وأعرب عن تضامنه مع قوات «اليونيفيل» لا سيما الكتيبة الفرنسية، مشددا على أن لبنان بكل مكوناته الوطنية سيبقى وفيا لالتزامات فرنسا تجاه قضاياه وللدور الذي تضطلع به الكتيبة الفرنسية في نطاق المهمات الموكلة إليها في إطار قوات الأمم المتحدة للحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان.
واتصل وزير الخارجية عدنان منصور ببييتون معربا له عن ادانته «الشديدة لهذا العمل الاجرامي الذي لا يشكل اعتداء على «اليونيفيل» فقط، بل اعتداء على لبنان واستقراره وامنه».
واعلن النائب عبد اللطيف الزين «أننا في الجنوب نتعامل مع هذه القوات تحت عنوان المحبة والله يعلم كم تعمل هذه القوات على خدمة أهلنا في جنوب لبنان».
واعتبرت النائب بهية الحريري في تصريح ان استهداف قافلة الكتيبة الفرنسية عند مدخل صيدا الجنوبي عشية تمديد مجلس الأمن لتنفيذ القرار 1701هو استهداف لمدينة صيدا ولأمنها واستقرارها».
وقال النائب ياسين جابر «إنّنا كلبنانيّين موحّدين متكاتفين في الحفاظ على «اليونيفيل» وتأكيد التعاون بينها وبين الجيش اللبناني»، وتابع أنّ لبنان ملتزم القرار 1701 ويؤكّد مجددًا التعاون مع «اليونيفيل» التي تبقى شاهدة على العدوانية الإسرائيلية. وطالب القوى الأمنية اللبنانية ببذل أقصى الجهود لكشف الفاعلين ومن يقف وراء هذا الانفجار الآثم، الذي يستهدف بدون أدنى شكّ توتير العلاقات بين «اليونيفيل» ولبنان.
ورأت حركة «أمل» ان «الجريمة تشكل عبثا بأمن لبنان وخدمة مباشرة للعدو الاسرائيلي وهدفها زعزعة استقرار لبنان وادخاله في حال من القلق على المصير، مترافقة مع اضعاف المظلة الدولية المتمثلة في القرار 1701 فوق لبنان وجنوبه، وهو أمر لن نسمح باستمراره لانه يفتح لبنان والجنوب على المجهول».
وقال رئيس بلدية صيدا بالتكليف إبراهيم البساط ان التفجير ينعكس سلبا على مجمل الأوضاع في الجنوب خصوصا ولبنان عموما».
وأكد الدكتور عبد الرحمن البزري أن صيدا هي عاصمة الجنوب وبوابته، وأن استقرارها وأمنها من الضرورات الوطنية نتيجة لموقعها الحساس ودورها الهام ونسيجها السكاني معتبراً ان التوقيت والمكان يدعوان للشك والريبة.
وأدان الاعتداء مفتي صور وجبل عامل القاضي الشيخ حسن عبدالله.

Script executed in 0.1900839805603