أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مشكلة بلدية تبنين وبري نحو الحل: الـ«زاقوق» ممرّاً للمشاة

الجمعة 05 آب , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,330 زائر

مشكلة بلدية تبنين وبري نحو الحل: الـ«زاقوق» ممرّاً للمشاة

الخلاف الذي بدأ قبل نحو شهر، وأقفل الطريق، وصل إلى حدود طلب فتاوى شرعية. ففي 17 تموز الجاري، تلقى العلامة الشيح محمد رضا بري رسالة من أحد أبناء تبنين يطلب فيها فتوى شرعية بشأن جواز الصلاة في صحن جامع ضُمّ إلى وقفه جزء من الطريق العام، اغتصاباً وتعدّياً، أي من دون رخصة من الجهات صاحبة السلطة في ذلك!
في التاريخ نفسه، وردت إلى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رسالة من ابن بلدة تبنين، د. حسن صالح، يشكو فيها بري، الذي ضم من تلقاء نفسه جزءاً من طريق الزاقوق التاريخي، إلى عقار تملّكه من وزارة التربية، لمنحه الى وقف جامع البلدة، وإقامة حديقة تابعة له.
تعبّر هاتان الرسالتان عن حال من الاستياء السائدة في بلدة تبنين الجنوبية، إذ فوجئ أهاليها منذ فترة بأشغال يقوم بها أحد المتعهدين، بتكليف من بري، تنطوي على تغيير في معالم الطريق القديمة المؤدّية الى السرايا، المعروفة باسم طريق «الزاقوق» أو «السابلة»، ويعود عمرها الى مئات السنين. أهمية هذه الطريق لا تنحصر في أنها الممر الأساسي الوحيد نحو السرايا وجامع البلدة والحي السكني القائم قربهما، بل تتعدّى ذلك إلى كونها تمثّل عنصراً أساسياً من عناصر الذاكرة الجماعية هناك. ويشرح حسن صالح أن «الطريق المعتدَى عليها قديمة جداً، وكانت تسمّى طريق «باب السور»، ما يعني أنها كانت مدخل سور تبنين القديم، وتعود الى مئات السنين، وبالتالي فإن إزالتها تُعدّ جريمة، ولا سيما أن المبررات التي قدّمت لذلك واهية».
المفارقة التي يردّدها أبناء البلدة المعترضون على هذه الأشغال، تكمن في أن نجل الرئيس بري «أمر» بهذه الأشغال بذريعة أنه يقوم بعمل «خيّر». فهو، بحسب الروايات المتداولة، تنافس مع عدد من الأفراد لكي يرسو عليه مزاد أجرته وزارة التربية لبيع العقار الذي تقوم عليه المدرسة القديمة، واشتراه بسعر سوقي مقبول، ووهبه لوقف الجامع من أجل إقامة حديقة ملحقة به، إلا أنه «قرّر أن يمارس سلطة لا يمتلكها عبر ضم جزء من الطريق الملاصق للعقار إلى الوقف من دون إذن رسمي بذلك، وخلافاً لإرادة البلدية، التي عدّت تصرّفه بمثابة تعدّ على الملك العام».
هذه البلبلة أخافت المتعهّد فأمر عمّاله بتعليق الأشغال إلى حين الحصول على رخصة تجيزها، إلا أن ذلك حصل بعد حفر الطريق وإزالتها نهائياً، وتحويل السير إلى طريق مستحدثة تلتف حول العقار الممنوح إلى وقف الجامع، علماً أن البلدية طالبت بإعادة الأمور إلى ما كانت عليه، وهذا ما لم يحصل.
ويوضح أحمد فواز أنه «كان قد شارك في مناقصة شراء عقار المدرسة التي هدّمت منذ شهر، بعدما دفع مبلغ مئة مليون ليرة، لكن نجل الرئيس بري دفع مبلغ مئة وخمسة عشر مليوناً، وأصبح العقار من حصته، ويقال إنه سيضمّه الى وقف المسجد لإقامة حديقة عامة، لكن ضمّ طريق الزاقوق اليه يحتاج الى موافقة البلدية، وعدد كبير من الأهالي يرفضون ذلك».
مصادر البلدية أفادت أن التفاوض قائم مع أصحاب العقار من أجل تخصيصه كحديقة عامة، على أن تعود الطريق إلى ما كانت عليه سابقاً.
من جهتها، حرصت مصادر بري، على توضيح خلفية العمل الذي دفعه إلى القيام بهذا العمل: «كلّ ما في الأمر أنه كان يرغب في الإقدام على عمل له منفعة عامة، وتقديم إضافة جمالية في القرية». المصادر أبدت الحرص على التفاوض، مشيرة إلى أن المداولات مع رئيس البلدية تسير في اتجاه إبقاء الطريق (الزاقوق)، على أن تكون ممرّاً للمشاة (pietons) بحيث تمثّل متنفساً لأهالي البلدة والأطفال خصوصاً.

Script executed in 0.18848085403442