الكتاب يحمل عنوان «بنت جبيل ذكريات مصوّرة». وقد جهد بيضون وجمعة على مدى 4 سنوات في تنسيق الصور وتبويبها وأرشفتها وكتابة تاريخها وتنظيم معرض دائم يتهافت عليه يومياً عشرات الأهالي لمشاهدة تراث مدينتهم وأبرز وجوهها. وضم الكتاب، الذي مزج بين السياسة والاجتماع والاقتصاد، عادات المدينة، وعُدّ «إنجازاً تاريخياً لبنت جبيل»، وإن كان بجهد فردي. وكانت رحلة البحث والتقصّي عن الصور، بحسب جمعة، مشوقة ومتعبة في آن واحد. ويلفت بيضون إلى أننا «جمعنا الصور من الأهالي، ولا سيما كبار السنّ، وعدنا إلى الصحف والمجلات القديمة التي كتبت عن المحطات التاريخية في بنت جبيل، وواكبت همومَها وأحداثَها السياسية والاجتماعية والثقافية». ويقول إنّ الكتاب يرسخ الذاكرة عبر الصور الفوتوغرافية، ويشتمل على نبذات تاريخية عن المدينة بأقلام عدد من كتّابها ومؤرخيها، أمثال إبراهيم بيضون ومنذر جابر ومصطفى بزي وبلال شرارة وفاطمة بزي. ويضم المرجع المصور مجموعة من الأقسام تمثّل العمران القديم، برك المياه، النشاط التجاري في سوق البلدة المعروف بسوق الخميس، الحرف، المناسبات الوطنية، الأزياء القديمة، الأفراح، التظاهرات، الأحداث، الاجتياحات والحروب التي شنّت عليها طوال أكثر من 160 سنة، النشاطات التربوية والكشفية والثقافية، المناسبات السياسية والانتخابية، صوَراً للشهيد الأول والمقاوم الأول والمدرّس الأول والمدرسة الأولى، ووجوهاً من البلدة وبلدات من محيط بنت جبيل، إضافة إلى مجموعة من الوثائق خلال فترات متباعدة. ويرى بيضون أن «الخطوة تحيي بعضاً من خيوط الذاكرة التي دُفنت مع الأيام، وهو عمل فريد لمدينة بنت جبيل، ويأتي في الوقت المناسب بعدما اندثر تراث البلدة، ويوثّق صوراً تبقى للأجيال المتعاقبة». يذكر أن الكتاب الذي قدّم له الدكتور يحيى شامي افتتح برعاية البلدية والجمعيات الثقافية. ويعمل جمعة وبيضون على إعداد نسخة ثانية مصوّرة، تؤرشف صوراً جديدة في محطات تاريخية مشابهة.