أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

رميش بين البرغش والعطش

الأربعاء 17 آب , 2011 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,725 زائر

رميش بين البرغش والعطش

 

 إذ تنطلق أسراب البرغش الكثيفة من البركة، باتجاه المنازل، نضطرّ إلى إقفال كل الأبوب والنوافذ وحتى زجاج سياراتنا»، تقول ماري طانيوس، مطالبةً «بتدخّل المعنيين في وزارتي البيئة والصحة لحلّ هذه المشكلة، أو الاستغناء عن مياه البركة رغم حاجة المزارعين اليها». ويوضح ألبير الحاج أن «طبيب القضاء رأى أنّ الحلّ بإفراغ البركة من المياه» مشيراً الى أن «عيّنة من المياه أرسلت الى وزارة الصحة العامة منذ أسبوعين، لكن لم ترسل الوزارة تقريرها حتى الآن، كما أن البلدية لم تتحرّك كما يجب، لأن معظم أعضائها مقيمون في بيروت ولا يشعرون بحجم هذه المعاناة». في المقابل، أوضح نائب رئيس البلدية ميشال شوفاني أن «البلدية عمدت الى تنظيف محيط البركة ورشّ الأدوية المختلفة، لكننا لم نستطع القضاء على هذا النوع من البرغش، والمشكلة أن المزارعين يحتاجون إلى مياه البركة، ومياه الدولة لا تصل الى البلدة، وهذه هي المرّة الأولى التي ينتشر فيها هذا النوع من البرغش، كما أننا نخاف من أي حرب مقبلة تجعل الأهالي مضطرّين إلى الاتكال على مياه البركة، كما حصل في حرب تموز، إضافة إلى أن هذه المياه هي المصدر الرئيسي لريّ الماشية».

يذكر أن معظم أبناء بلدة رميش يقيمون فيها صيفاً وشتاءً (10 آلاف نسمة)، وهم يعتمدون على الزراعة. وقد عمد الجيش الإسرائيلي بعد التحرير إلى قطع المياه التي كانت تصل إليها من داخل فلسطين المحتلّة، ولم يعمد المعنيون الى تأمين المياه إليها، في وقت يؤكد فيه مصدر في مصلحة مياه بنت جبيل أن معظم أصحاب منازل البلدة يدفعون ما يستحق عليهم من رسوم، لكن المياه لا تصل اليهم لأسباب لها علاقة بالسرقة والهدر والمحسوبيات. ويقول شوفاني «أبناء رميش يطالبون منذ عشر سنوات بحفر بئر ارتوازية، لكن من دون جدوى لذلك هناك رغبة عند الأهالي في النزول الى الشارع، رغم أن البلدية تحاول عدم القيام بذلك، نظراً إلى أوضاع البلدة الصعبة».

يؤكد أهالي بلدة رميش أنهم لم يشاهدوا يوماً هذا الكمّ من البرغش، الغريب المنظر، الذي يهجم بالأسراب على البيوت. ويقول ألبير الحاج، صاحب مركز تجاري مقابل البركة الفوقا، حيث المياه الآسنة، إن البرغش ينتشر بسرعة ليلاً في محيط البركة السكني، ويمتد الى الأحياء الأخرى، ويتجمع بالآلاف عند مداخل المنازل وعلى النوافذ، وفي المنازل التي يدخلها بسرعة قياسية عند فتح باب أو شبّاك لمدة قصيرة.

 

Script executed in 0.21006011962891