أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

البطريرك يلامس فلسطين أواخر أيلول

السبت 27 آب , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,764 زائر

البطريرك يلامس فلسطين أواخر أيلول

بعد شهر تماماً، تحطّ قدما البطريرك الماروني بشارة الراعي، أرض الجنوب، وصولاً حتى حدوده مع فلسطين المحتلة. فقد قرر الراعي تفقد رعاياه الجنوبيين لثلاثة أيام، بين الرابع والعشرين والسادس والعشرين من أيلول المقبل. الجولة طويلة والبرنامج أثقل منذ الآن بمحطات واحتفالات عدة في الأقضية السبعة التابعة لأبرشية صور المارونية، بدءاً من الزهراني، وصولاً إلى حاصبيا، مروراً بصور وبنت جبيل والنبطية ومرجعيون وجبل الريحان. رئاسة الأبرشية لم تحسم بعد الشكل النهائي للبرنامج بسبب تزايد الطلبات من فاعليات المنطقة لاستقبال الضيف الذي سيزور مناطق لم تطأها قدما بطريرك ماروني منذ قرون. وبعض الفاعليات تريد الترحيب بالراعي، إما باستيقاف موكبه، أو بتنظيم احتفال على شرفه. من أبرز الجهات التي تتهيأ لزيارة الراعي الجنوبية، الرئيس نبيه بري الذي يعد له استقبالاً كبيراً في دارته في المصيلح، إلى جانب مظاهر الترحيب والحفاوة التي ستظهر على شكل لافتات ورايات سترفع في كل زاوية جنوبية. وتحرص حركة أمل على إشراك مختلف الجنوبيين في الاستقبال، لا المسيحيين فقط. بري كان قد طلب من البطريرك إدراج بلدة قانا الجليل في جولته. وإن لم يكن فيها مسيحيون من الطائفة المارونية، إلا أنها تضم مغارة السيد المسيح التي شهدت أولى معجزاته. أما في صور، المحطة الرئيسية والأطول إقامةً للراعي، فسيكون بانتظاره المجلس البلدي وفاعليات المدينة السياسية والحزبية والدينية، وجموع المسيحيين بمختلف طوائفهم في المدينة وبلدات قضائها. في الأقضية الأخرى، ستكون هناك محطات يتوقف فيها الموكب في رميش ويارون في بنت جبيل، ثم في بلدات مرجعيون والنبطية. وسيتضمن البرنامج لقاءات بين الراعي وفاعليات الطوائف الإسلامية.
وإذا كان أهل السياسة والدين ينتظرون زيارة برتوكولية، إلا أن أهل الجنوب المسيحيين ينتظرون نتائج تلك الزيارة. لائحة المطالب التي يعدّها الرعايا للراعي فاقت حجم برنامج جولته الطويل، أبرزها «مقومات الصمود ودعوة المسيحيين إلى البقاء في أرضهم». تلك الوصية التي يتركها الراعي في كل مكان يزوره، تحتاج إلى تعزيزات هنا. يشير جورج، أحد أبناء حارة المسيحيين في صور، إلى أن «فئة الشباب خصوصاً تنتظر من البطريرك السعي إلى توفير مقومات بقائها». فالعشرات من أقران جورج يعلقون أمالاً كبيرة على زيارة البطريرك، تصل إلى حد الأمل بوقف نزف الهجرة أو النزوح إلى بيروت. الشاب أنهى تحصيله العلمي، وانضم إلى نادي العاطلين من العمل من أبناء منطقته. لا يمانع جورج في العمل في أي قطاع، لكنه لا يضمن أن مردوده سيمكنه من الحصول على سكن وشراء أو استئجار شقة لكي يتزوج ويستقر بين أهله في صور. ارتفاع كلفة السكن في المنطقة وارتباطه بمغادرة الكثيرين من الشبان المسيحيين، دفع سابقاً بمطرانية الكاثوليك إلى إنشاء مجمع سكني للفقراء وصيادي الأسماك وأبنائهم بكلفة رمزية. وحالياً، تزمع مطرانية الموارنة على إنشاء مشروع مماثل. إلا أن هذه المشاريع تفيد فئة قليلة ولا تعم بفائدتها على كافة أبناء الطوائف المسيحية في صور الذين يبلغ عدد المقيمين منهم نحو 1500 شخص من أصل أكثر من 7500 مسجلين في سجلات النفوس. من هنا، تبرز دعوة جورج وسواه من أبناء الحارة إلى «تعميم خيرات الأوقاف والأملاك التابعة للمطرانيات على كافة أبنائها». فكل واحدة من المطرانيات تملك في صور ومنطقتها، مئات الدونمات من الأراضي الرزاعية والمحال التجارية والعقارات التي تؤجرها بمبالغ طائلة.
مطلب آخر سيتكرر على مسمع الراعي طوال تفقده لرعاياه إلى جوار فلسطين: اللبنانيون الذين غادروا الجنوب عند تحريره عام 2000 إلى فلسطين المحتلة. فعشرات العائلات من بلدات علما الشعب ورميش والقليعة والناقورة وعين إبل ومرجعيون لاجئة في إسرائيل، بينها عائلات عشرات العملاء الذين فروا من الجنوب في ذلك الحين. فهل تأتي نتائج الزيارة على قدر أمل أهل الحدود؟

Script executed in 0.19899797439575