كان سوق الخميس في بنت جبيل، على غير عادته أمس الأول، بعدما تهافت مئات الأهالي الى بسطاته المنتشرة على طول الخطّ العام المؤدي الى السرايا الحكومية، إنّه يوم السوق الأخير قبل عيد الفطر المبارك. ازداد عدد البسطات الذين جاء أصحابها من كل المناطق الجنوبية "فمن المتوقّع أن يزداد المبيع بشكل لافت عن أيام السوق الأخرى، سيما في سوق بنت جبيل الذي يعتاد أبناء المنطقة على ارتياده"، يقول صاحب البسطة حسن عبد الله، الذي صدم "بقلّة أعداد المشترين رغم زيادة عدد روّاد السوق بشكل ظاهر، فقد كان يوماً عادياً ولم أبع أكثر من الأيام الأخرى. الأهالي هنا ينظرون ولا يشترون الاّ ما هو ضروريّ جداً من الخضر والمأكولات، أم ألبسة العيد فيبدو أنها لا تلزم في هذا الوضع الاقتصادي الخانق".
ويؤكد على ذلك التاجر علي حسن، الآتي من صور: لا أعلم ما الذي يحصل لهؤلاء المواطنين، الذين نهضوا باكراً وحضروا بالمئات الى السوق، ولم يشتروا الاّ القليل القليل، وعلى ما يبدو يتراجع الوضع المعيشي بشكل كبير بين عام وآخر، ففي العام الماضي استطعت أن ابيع بما يزيد على ثلاثة ملايين ليرة، واليوم لم أبع أكثر من 400 ألف ليرة ما يعني أن أسرتي أيضاً لن تستطيع أن تفرح في العيد".
وتبيّن المواطنة ربيعة سعد أن "مداخيل ألأهالي تتراجع نسبة الى ارتفاع الأسعار، سيما في شهر رمضان بعد ارتفاع أسعار الخضر واللحوم وغيرها، ما يعني أن الأهالي في آخر الشهر لم يبق معهم المال للتسوق وشراء ثياب العيد لأطفالهم، أو الحلويات الرخيصة التي تباع هنا". وهذا ما تؤكده ايضاً أم جعفر دهيني، من بلدة تورا، صاحبة بسطة بيع الحلويات: "عدد الزبائن تراجع أكثر من أربع مرات نسبة الى العام الماضي، فنحن تعودنا على بيع حلويات العيد الخفيفية ذات الأسعار المنخفضة الى الأهالي الفقراء هنا، لكن ما حصل اليوم أننا لم نبع الاّ القليل القليل، ما يعني أن الوضع الاقتصادي سيء جداً". وتقول فاتن الحوراني، من بنت جبيل، أن "الوقت ساهم في تراجع عدد الزبائن، فمعظم الأهالي يعتمدون على المعاشات الشهرية، التي لم يبق منها شيئاً في هذا الشهر بسبب ارتفاع أسعار المأكولات، حتى أن أصحاب المحلاّت التجارية باتوا ينافسون أصحاب البسطات الرخيصة، فهم يبيعون بأسعار شبيهة لأسعار البسطات لاستقطاب زبائن السوق".