وكما أبدع أبناؤها في صمودهم ومقاومتهم للعدو، فهم أيضاً مبدعون وخلاقون بإنجازات تغني مدينتهم وتحافظ على عراقتها.
عيد وتراث
ففي أجواء عيد الفطر، أحيا الآلاف من أبناء المدينة والجوار، «يوم بنت جبيل التراثي» في أجواء شعبية مميزة في ساحة النبيه، تخلله إنجاز أكبر صحن «كمونة» وسلسلة عروض فنية فولكلورية وفروسية قدمتها فرقة بنت جبيل للخيالة على أنغام المجوز. وتميزت هذه الفرقة بأدائها العرض بشكل متميز بعد أن قام بعض الخيالة بفنون دبكة ورقصة الخيل التي نالت إعجاب الجماهير.
وقدّم الفنان الشعبي رجا عواضة باقات من الدلعونا والعتابا الجنوبية، ألهبت الحاضرين، لتدخل بعدها فرقة «عيناتا» للدبكة الشعبية ساحة المهرجان على أنغام عازف المجوز والأرغول أسعد سعد المعروف بـ«أسعد الحاريصي»، وقدّمت حلقات مميزة من الدبكة الشعبية الجنوبية، وتميز عازف المجوز بتأديته على هذه الآلة التراثية وتكاتف عدد من شبان بنت جبيل بحلقة دبكة.
أكلة الكمونة
وقد مَجّدت مدينة بنت جبيل أكلة «الكمّونة» التراثية الشعبية الجنوبية في مهرجانها التراثي الحاشد، وتمكّن المشاركون في تحضيرها من إعداد «أكبر صحن كمونة» حيث بلغ قطره 3 أمتار خلال ساعة واحدة.
وقرّر القيمون عدم الدخول في موسوعة «غينيس» تفادياً للتكلفة العالية التي ستترتب عليهم بعد الحصول على الشهادة التي كانت ستفوق 5 آلاف يورو.
بيضون
وكان لـ«البناء» حديث عن فعاليات اليوم التراثي وأبعاده، مع المساهم في هذا النشاط ومبتكر فكرة تمجيد صحن الكمونة في المهرجان، حسن بيضون، الذي اعتبر أن «بنت جبيل، هي منطقة عزيزة من أرض الجنوب غنية بتاريخها المجيد وبإرثها الناصع أصالة وثقافة وأدباً وفناً، وبأبناء يحفظون لها تلك الأمجاد العريقة على مختلف الصعد».
وحول فكرة إعداد صحن الكمونة والعدول عن التقدم به إلى موسوعة «غنيس»، أكد أن المنظمين والشركاء اعتبروا أصلاً أنهم دخلوا نادي الأرقام القياسية من دون الحاجة إلى كتاب «غينيس» ودفع مبلغ مالي يفوق 5000 يورو بعد استخدامهم أكثر من نصف طن من المواد المستعملة في تحضير هذا الطبق الكبير (250 كيلوغراماً من البندورة، 150 كيلوغراماً من البرغل، 100 ليتر من زيت الزيتون وأكثر من 50 كيلوغراماً من الكمون، و20 كيلوغراماً من النعناع و الفلفل الحار والملح والصلصة).
تكاتف نسوي
كما أشار بيضون إلى تكاتف أعداد كبيرة من النساء جنباً إلى جنب بلغ عددهن 60 سيدة، حول طاولات كانت قد أعدت خصيصاً للفرم والخلط، وجرى تحضير الصحن بأيديهن عبر الانتقال من مرحلة التحضير في «الجاط الصغير»، إلى التفريغ في الصحن الكبير الذي اجتمع حوله العشرات من أهالي البلدة، تقدمهم النائب علي بزي ورئيس البلدية الحاج عفيف بزي لتذوق الكمونة بالخبر المرقوق.
يشار إلى أن أسرة موقع بنت جبيل كانت صاحبة الفكرة بتحضير «أكبر صحن كمونة»، ونالت الفكرة موافقة وزارة الثقافة وجمعية سوا وبلدية بنت جبيل، وجرى الإعداد لهذا الصحن قبل أسابيع قليلة بتعاون مدير موقع بنت جبيل حسن بيضون ومديرة مركز التنشيط والمطالعة ريما شرارة، ومسؤولة الـ«UNDP» في بنت جبيل غادة بزي، و صفاء جمعة، نزيهة درويش، سلوى بزي، الحاجة نهاد فرج، وعضوي بلدية بنت جبيل الحاج حسين سعد والأستاذ بشير شامي، والدكتور مصطفى بزي والأستاذ حسين جمعة.