أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مزارعو تنورين يطالبون وزارتهم بدعم القطاع وتنشيط التعاونيات

الأربعاء 14 أيلول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,237 زائر

مزارعو تنورين يطالبون وزارتهم بدعم القطاع وتنشيط التعاونيات

 وتشكل تنورين 0,89 بالمئة من إجمالي مساحة لبنان، وفيها نحو 30 مليون متر مربع من الأملاك الخاصة، و60 مليون متر مربع من الأملاك العامة. وتشكل تلك المساحات مصدر رزق مهم لأبناء البلدة، علماً أن زراعة التفاح هي الزراعة الأكثر انتشارا في تنورين، بالإضافة إلى عدد من البلدات المجاورة. كما توجد فيها بنسبة أقل، زراعة الكرز والإجاص والعنب، وتنتج كميات قليلة، بالإضافة إلى زراعة المشمش المحصورة في تنورين التحتا فقط. وكانت تنورين، تضم 7 تعاونيات زراعية، تنتشر في اللقلوق، وشاتين، وبلعه، ووادي الجرد، وحاريصا، وتنورين التحتا، وتنورين الفوقا. وقد توقفت كلها عن نشاطها، بسبب الإهمال وعدم الاهتمام بالشأن االزراعي من قبل المعنيين، كما يقول أحد أعضاء التعاونية الزراعية في تنورين الفوقا "استملكنا ثلاثة آلاف متر مربع داخل البلدة، وأنشأنا مبنى، واشترينا معدات زراعية، كلها ذهبت للتلف. وهي متوقفة ومتروكة تحت الطرق ووراء الجدران. للأسف أن إنساننا لا يعرف التضحية في سبيل الشأن العام". كما جرت محاولات عدة لإنشاء براد من قبل التعاونيات الزراعية في تنورين وجوارها، ما يساعد المزارع على حفظ إنتاجه، وتصريفه بأسعار مقبولة، وتصديره إلى الخارج. كما جرت محاولات عدة لإنتاج الفواكه المجففة والمربيات ولكنها لم تستمر، كل ذلك يستدعي التفاتة من الدولة كي لا يذهب الإنتاج أدراج الرياح. وكما يروي أحد المزارعين أن "الإنتاج أحيانا يبقى على الشجر في الحقول والبساتين، من دون أن نتمكن من بيعه، لأنه دون مستوى الوسط، ما لا يسمح بتصديره، في وقت لا أحد يهتم بإنشاء مصانع للعصير". الوضع ليس مقبولا برأي المعنيين بالقطاع الزراعي في البلدة، خصوصا أن تنورين تحتضن زراعات صيفية متنوعة، وإن كانت بنسب مختلفة بين أنواع الزراعات، إلا أن دعمها والاهتمام بها قد يشكل دافعا للمزارعين في المنطقة. فتنورين تعطي أكبر إنتاج من التفاح، ولا يوجد براد فيها لحفظ ذلك الانتاج ولا مصانع تعليب، أو صناعات أخرى للإفادة من الإنتاج. ومزارعو التفاح في جرد البترون لا يصدرون إنتاجهم إلى الخارج، بل هم يعيشون تحت رحمة التجار، الذين يشترون تفاحهم ويتحكمون بالأسعار، وفي ظل غياب أي وسائل دعم للإنتاج، يبقى المزارع مضطرا للتعامل مع أولئك التجار لتصريف التفاح. كما تنتشر في تنورين زراعة الكرز والإجاص، حيث يصف المزارع رفيق جرجس حنا حرب الانتاج للعام الحالي بـ "المقبول"، بالنسبة للإجاص، و"المعدوم" بالنسبة للكرز. يقول: "نحن لا نصدر للخارج، لأننا لا نستطيع الاحتفاظ بإنتاجنا لنبيعه بأسعار نريدها، بل نبيع إنتاجنا إلى التجار الكبار، الذين يتولون التبريد والتصدير. ولو كان لدينا مصانع للتعليب أو للعصير وصناعات أخرى لكان الوضع مختلفا. نحن نبيع مواسمنا بين أواخر أيلول ومنتصف تشرين الأول. وحتى الآن لم يأت وقت التصدير، أما بالنسبة للكرز والإجاص فالإنتاج يباع للسوق المحلي مباشرة، ولكن بأسعار منخفضة، لأن الثمار تقطف وتجنى في أوقات قصيرة ومحددة، ما لا يسمح للمزارع بالمناورة، وذلك لسدّ الكلفة والتعب". ويحتاج ذلك النوع من الزراعات لاهتمام رسمي لتشجيع زراعة الفواكه الموجودة في تنورين، ما يشجع المزارعين على التمسك والتجذر بأرضهم وقراهم، ويحدّ من موجة الهجرة والنزوح من الريف إلى المدن، لأن بلدات عديدة في منطقة تنورين تخلو من الأهالي في فصل الشتاء، ولا يبقى فيها أحد سوى الحراس والنواطير. ويأمل المزارع التنوري حنا الياس بـ "رزنامة زراعية تتبناها وزارة الزراعة، تقضي بتحسين وضع المزارع مستقبلا في جرد البترون، لأن الوضع الحالي سيئ جداً بسبب ما يتعرض له المزارع من ممارسات التجار بتأخير المدفوعات وأحيانا عدم الدفع". ويعلق المزارعون في تنورين أهمية خاصة على تحسن وضع المواصلات بعد إنجاز أقسام كبيرة من اوتوستراد البترون ـ تنورين، الذي سينجز قريبا، وطريق جبيل تنورين الذي سينتهي العمل فيه بعد نحو 6 أشهر في تنشيط القطاع الزراعي والتخفيف من أعباء النقل التي يتكبدها المزارع. ويوجه أبناء جرد البترون نداء إلى الدولة اللبنانية، ووزارة الزراعة المعنية مباشرة بالمزارعين، لوضع دراسة أو رزنامة زراعية لدعم القطاع الزراعي وتنشيط التعاونيات الزراعية، علما أنه في تنورين تعاونية خاصة "أرزاق"، أنشأها الدكتور نزار يونس، الذي يملك مساحات زراعية شاسعة. وتلك التعاونية تعمل من أجل الحصول على مساعدات من المؤسسات المانحة، ما يعني أن الاهتمام بالتعاونيات العامة قد يعطي دفعا للعمل ودعم القطاع الزراعي ومساعدة المزارعين، ويساعد على التصدير الذي ما يزال شبه معدوم.

Script executed in 0.20115208625793