وخلق الحادث حالا من الخوف والإرباك بين أهالي القرى الحدودية، الذين فوجئوا بعد ساعات قليلة على مرور الحادثة الأولى بسلام، بكثافة النيران التي أطلقت باتجاه بلدة حنيدر من دون معرفة الأسباب، ما تسبب بحال من الذعر لدى الأهالي، الذين عمدوا إلى الفرار نحو القرى المجاورة البعيدة نسبيا عن مرمى النيران. وتسبب الحادث بوقوع جريح من حنيدر، هو أحمد زيدان، أثناء نقله عائلته من المنزل، فطاولته إحدى الشظايا في صدره، نقل على اثرها إلى «مستشفى عكار ـ رحال» للمعالجة. وأعرب الأهالي عن مخاوفهم من الوضع القائم، مؤكدين «أن ما يجري بات غير مقبول، خصوصاً لجهة الاستهداف المتكرر للقرى الحدودية والمنازل، التي تطاولها رشقات الرصاص»، لافتين إلى «أن الشباب عمدوا ليلا إلى نقل النساء والأطفال من المنازل الحدودية، والمبيت في العراء، خوفاً من دخول الجيش السوري إلى منازلنا». وناشد الأهالي ومخاتير المنطقة «قيادة الجيش إقامة مراكز للجيش اللبناني في المنطقة وضبط الأمن، والانتشار على طول الحدود الفاصلة بين البلدين، لأن الحل الوحيد لضبط تلك الحوادث المتكررة هو بانتشار الجيش».
وأكد مختار بلدة المونسة فضل الله العجل على «ان حالا من الخوف الشديد، تجتاح الأهالي في قرى أكروم الحدودية، بعدما شاهدوا عناصر الهجانة تجتاز مجرى نهر السرحان في الوادي الفاصل بين بلدتي النصوب والمونسة اللبنانيتين والبويت والهيت السوريتين، بحجة ملاحقة عدد من الرعاة ، كما أن حال استياء عامة، اعترت الأهالي مساء أمس الأول عند سماعهم بإطلاق النار باتجاه الجيش اللبناني». وأكد العجل «أن المنطقة تعيش حالا من الحذر والترقب الشديدين، حيث يخاف الأهالي الخروج من منازلهم، كما أن أصحاب المواشي نقلوا قطعانهم الى الحظائر الشتوية الواقعة داخل البلدة، بعدما اعتادوا خلال فصل الصيف على نصب الخيم والمبيت في العراء، وذلك خوفا من تكرار الحادثة».
وأكد مختار وادي خالد أحمد المكحل «أن أبناء القرى الحدودية يفتقدون الأمان والحماية»، متسائلاً: «ما هو الذنب الذي ارتكبناه حتى تطلق علينا النيران، ونحن نيام في منازلنا وترعب أطفالنا»، مؤكدا «أن عمليات التهريب قد توقفت كليا منذ انتشار عناصر الهجانة على كل المعابر الترابية التي تربط بين البلدين، ونحن اليوم نناشد الدولة اللبنانية إرسال الجيش الى المنطقة والانتشار بين المنازل وعلى مختلف المعابر إذ لم يعد بإمكاننا العيش بسلام وسط هذه الأجواء المتوترة أمنيا، خصوصا أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق النار باتجاه الأراضي اللبنانية».
ولفت مختار بلدة الكنيسة علي المحمود إلى «أن ما قمنا به لجهة إيواء النازحين هو من منطلق إنساني فقط، ولا يهمنا ما يجري داخل الأراضي السورية، ونحن لا نملك أي شيء ضد النظام السوري ولكن من حقنا أن نعيش بسلام وأن لا نتحمل تبعات تدهور الأمور في سوريا». وتحدث شريف العلي من بلدة حنيدر عن «حال من الهرج والمرج سادت ليلاً في القرية والقرى المجاورة للحدود، حيث عمدنا إلى نقل النساء والأطفال بالشاحنات الصغيرة إلى الكلخة ورجم بيت خلف حيث أقارب لنا»، مؤكداً «أن الأمور عادت إلى طبيعتها في ساعات الصباح. ولكننا نخاف من البقاء ليلاً في المنازل». واستنكر العلي «الطريقة التي تتعاطى بها الدولة اللبنانية مع القرى الحدودية، حيث وصلت دورية للجيش اللبناني ليلاً إلى تخوم بلدة المجدل، وعادت أدراجها من دون تفقد القرى التي تعرضت لإطلاق نار كثيف»، مؤكدا «أن أكثر من عشر قذائف أطلقت على أحيائنا ومنازلنا»، نافياً وجود عمليات تهريب على معبر الكنيسة وحنيدر، وغيرها من المعابر الحدودية، «لأن عناصر الهجانة يمنعون أيا كان من الاقتراب من تلك المعابر».