وفي منطقة صف الهوا ألقى رئيس بلدية بنت جبيل الحاج عفيف بزي كلمة ترحيبية، أكد فيها أن أبناء هذه المنطقة لم يتبنوا ثقافة الموت في وجه ثقافة الحياة ، بل أقدموا على الإستشهاد دفاعاً عن الارض والشعب من اجل الحياة ، الحياة الكريمة والعزيزة ، وإسترشدوا بإمامهم الشهيد في كربلاء الحسين بن علي ع الذي رفض الحياة بذلً ومهانة وفضل الشهادة لتحيا العقيدة ويحيا الإنسان .
و شدد بزي على أننا بتعاوننا مع بعضنا ومصارحتنا لبعضنا ، يبنى الوطن واكد بأننا نتوق الى دولةٍ قويةٍ ، عادلةٍ ، تنفذ إنماء ً متوازناً ، وتطبق المعادلة الذهبية المستندة إلى الجيش والشعب والمقاومة لأنها السبل الوحيد لبقائنا في أرضنا والدفاع عنها .
ثم ألقى النائب فضل الله كلمة "حزب الله" وتوجه فيها إلى البطريرك الماروني بالقول: "ايها الآتي باسم الشراكة والمحبة، نرحب بك في بنت جبيل موئل العلم والادباء والشعراء وعاصمة التحرير، لقد زرعنا الشهداء لنحرر الأرض وهذه حضارتنا ولم تكن ثقافتنا ثقافة الموت بل الحياة واسقطنا مشروع الشرق الاوسط الجديد، هذا المشروع الذي يطل من جديد والذي نتصداه معا في الوحدة والتلاقي تحت عنوان العيش الواحد والمشترك".
ثم ألقى النائب علي بزي كلمة حركة "أمل" وقال فيها للراعي: "لم ترتق الكلمة مهما كانت بليغة الى جرأة موقفك والرسالة التي آمنت بنشرها الى كل اللبنانيين، كما اننا نرى فيك إمام الوطن والمقاومة سماحة السيد الامام موسى الصدر، وحامل أمانة كل اللبنانيين الشرفاء دولة الرئيس نبيه بري، كنموذج في الوحدة والشراكة والالفة والاستقرار والسلم الاهلي والعيش المشترك". وأردف: "كلنا لبنانيون جرحنا جرح واحد وهمنا هم واحد ووطننا لن يكون إلا وطنا واحدا لكل اللبنانيين".
بعد ذكل، ألقى الراعي كلمة شكر في مستهلها الجموع التي انتظرت طويلا، وحيا مدينة بنت جبيل واهلها والمنطقة "كعاصمة للعيش المشترك". وقال: "ان هذا الشعب يسجل بطولات منذ 36 سنة"، مؤكدا "ان المحافظة على الوطن تقوم بالمحبة وبمنع التقسيم وان ارادة اللبنانيين اكبر من كل المشاريع التقسيمية".
أضاف: "في هذه الزيارةالى الجنوب تبين لي بأنني لم اكن بطريركا للموارنة بل لجميع اللبنانيين، هذا ما يؤكد ان اللبناني منفتح ويحب العيش في فرح دائم". وقال للحضور: "سلمتموني كل أوراق الثقة والمحبة وهذا ما زادني أملا ورجاء لبناء الوطن بالشراكة والمحبة".
وقدم رئيس بلدية بنت جبيل للراعي كتابا بعنوان "بنت جبيل ذكريات مصورة".
بعدها إنتقل الراعي والوفد المرافق والحشود المستقبلة الى كنيسة السيدة في عين إبل.
وكانت الإستقبالات الشعبية الكثيفة قد أخرت موكب الراعي لأكثر من ساعتين من موعد الوصول المتوقع الى المنطقة.
كلمة الدكتور مصطفى بزي خلال احتفال استقبال غبطة البطريرك بشارة الراعي المحترم .
صاحب الغبطة البطريرك بشارة الراعي / أصحاب السيادة المطارنة الأجلاء / الآباء الكرام / أصحاب السماحة والفضيلة / سعادة النواب الكرام / سعادة قائمقام بنت جبيل
رؤساء البلديات والفعاليات البلدية والاختيارية والحزبية والسياسية والتربوية والثقافية والأمنية والعسكرية والإعلامية
أيّها الحضور الكريم ، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته
مرحباً بغبطة البطريرك بشارة الراعي
في مدينة بنت جبيل (بيت الشمس )
أهلاً وسهلاً بكم ، يا غبطة البطريرك بشارة الراعي ، وأنتم تقومون بزيارتكم الرعوية الى هذة المنطقة من جبل عامل الأشمّ ، والتي لم تر أي بطريرك يطأ أرضها ، منذ رحيل ابن هذة الارض ، البطريرك خريش .
أهلاً وسهلاً بكم بين أهلكم وشعبكم ومحبيكم ، وأبناء وطنكم ، الذين ، وإن كان موقعهم الجغرافي في أقصى الطرف الجنوبي للوطن ، فإن موقعهم التاريخيّ والنضاليّ والجهاديّ هو في قلب قلب الوطن .
أهلاً وسهلاً بكم ، على هذة الأرض الطيبة الطاهرة ،المقدسة ،التي تعمّدت بدماء الشهداء الأبرار ، ونحييكم من هنا ، من صف الهوا ، مدخل بنت جبيل وعيناثا وعين إبل ، امتداداً حتى رميش ، وغيرها من البلدات والقرى العزيزة كلها على قلوبنا وقلوبكم .
نحييكم من هذا المكان ،الذي يشكل البوابة التي تطلّون منها على فلسطين المحتلة ، تكحلون أعينكم بصور الشهداء الميامين ،الذين قدّموا أنفسهم قرابين على مذبح الحرية والشهادة والتضحية ، من أجل الوطن والشعب .
كنتم قبل أيام في بعلبك ، مدينة الشمس ، وأنتم اليوم في بنت جبيل ،"بيت الشمس" وأتيتم من هناك ، حيت التاريخ يعيدنا إلى جبيل ، وجئتم إلى هنا حيت محط رحال الأميرة "بنت جبيل".
نرحب بزيارتكم المباركة يا غبطة البطريرك ، وننوّه بمواقفكم المتميزة ، وبالتفاف الشعب حولكم ، وتأييده لمسيرتكم المباركة .
إن مواقفكم ّأيها الضيف الكريم ، ومنذ تبوأتم سدة البطريركية ، تساهم مساهمة كبيرة ، في تكريس وتأكيد مبدأ العيش الواحد ، بين أبناء الوطن ، ونحن نتفاعل معكم من خلال إعلان شعاركم " لبنان الشركة والمحبة " ،خاصة وأن أبناء منطقتنا يعيشون بأخوة ومحبة وتعاضد ووئام ، وتعاون في السّراء والضّراء ، والوقائع أثبتت ، وتثبت باستمرار ، أنه في الظروف الصعبة والمؤلمة ، يتأكد أكثر فأكثر تعاضد المسلمين والمسيحيين مع بعضهم البعض ، وما حصل في حرب تموز سنة 2006 خير شاهد على ذلك .
- اليوم يا غبطة البطريك ، ستختلط أصوات أجراس الكنائس في منطقتنا مع أصوات المآذن في الجوامع ، ليؤكد هذا المشهد أننا جميعاً في مركب واحد ، وأننا جسم واحد ، إذا إشتكى منه عضو ، تداعت له سائر الأعضاء بالسهر والحمّى .
- أنت بطريرك كلّ لبنان ، خطابك روحيّ ووطنيَ ، وله بعد مشرقيّ ، أنت تعلن انك مع الجميع في هذا البلد ، من دون تفرقة أو تمييز ، فنحن معك في هذا التوجه ، ونحن بأمس الحاجة إلى هامات عالية كهامتكم .
- نحن معك يا غبطة البطريرك ، وأنت تؤكد أن "منطقتنا هي سياج وحدتنا ، وعيشنا المشترك المسيحيّ الإسلامي " .
- ونحن معك أيضاً وأنت تعرب عن خشيتك من " أن تؤدي المطالبات والأحداث الدامية هنا وهناك ، إلى حروب أهلية بين الطوائف والمذاهب " ونحن معك وأنت تحذر من " تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد ، الذي يبغي تفتيت العالم العربي إلى دويلات طائفية ومذهبية " .
- ونحن نؤيدك ونشدّ على أياديك ونسير وراءك ، وأنت تدعو إلى الحـــوار ، " لنسرع إليه ونتدبر الأمر ، لكي نتجنب أيّ تداعيات " .
- إنك يا غبطة البطريرك ، تعبر عن مكنوناتنا وعن مشاعرنا ، وأنت تدعو الأسرة الدولية ، والدول الصديقة " أن تعمل بكل قواها لتنفيذ القرارات الدولية ، وأولها خروج إسرائيل من أيّ شير من أرض لبنان ، وتنفيذ القرار194 القاضي بعودة إخواننا الفلسطينيين إلى أرضهم "
- إننا معك يا غبطة البطريرك ، وأنت توجه كلامك للغرب " أن يسمع لغة قلقنا ومخاوفنا وأولوياتنا " إذ أنه ما من شعب في هذا العالم ، يؤمن بقضيته الوطنية ، يسمح لمحتلّ غاصب أن يحتل أرضه ويدوس ترابه ، وعلى هذا الأساس فإن شعبنا حقق هدفه بتحرير أرضه بفضل مقاومته وشهدائه ، وهو يدافع عن الأرض معتمداً على المعادلة الذهبية ، التي تؤكد على تكامل الجيش مع الشعب والمقاومة .
ان المجتمع الدولي لم يكن في صفّنا ، ومع قضايانا ، وان معظم الأنظمة ملحقة بالاستكبار العالمي ، وهي تحتضن الدولة الصهيونية العنصرية ، وتدافع عنها ، وما حدث في دورة الجمعية العمومية للأمم المتحدة ، منذ أيام ، هو خير دليل على ذلك، حيث وقفت الولايات المتحدة الاميركية ، والدول التي تدور في فلكها ، ضد طلب السلطة الفلسطينية ، قبول دولة فلسطين في الأمم المتحدة ، فأين العدالة الدولية ، وأين المجتمع الدولي ، وأين الاعتدال العربيّ ، وأين الدول الأوروبية التي تنادي بالديمقراطية وتتغنى بها ، وتريد تطبيقها على بعض الدول ، وتتجاهل ذلك حيال بعض الشعوب ، دعماً لأنظمتها ؟؟.
- نحن معك يا غبطة البطريرك ، وأنت تدعو إلى التلاقي باستمرار ، لنتمكن من مساعدة أبنائنا ، وكلّ اللبنانيين ،على تنوع طوائفهم وأديانهم ، ونحن بأمس الحاجة لأن نلتقي ، وأن نكون مع شعبنا ، فندعوه الى الوحدة ، وإلى أن يعيش القيم الموجودة لدى كل الطوائف المسيحية والإسلامية ، وتجاوز الخلافات ، ونبذ كلّ أشكال العنف ، وأن نتمكن من التأسيس لأي شيء يخدم منطقة الشرق الأوسط " .
- نؤيد توجه غبطتك ، وأنت تعتبر" أن الوحدة الوطنية تقتضي ذهاب الجميع الى بعضهم ، من دون أحكام مسبقة ،وبمحبة خالصة ، وإن سلامة العلاقة مع الله ، هي شرط لحسن العلاقة مع الشريك في الوطن " وهذا دليل على عصاميتك أيّها البطريرك وعلى إخلاصك للبنان ، كلّ لبنان ، ومعرفتك الحقيقية والسليمة للواقع اللبناني ، ورؤيتك الواقعية للحلول الناجعة لمشاكله ومعضلاته .
- غبطة البطريرك ، إن زيارتك الرعوية إلى هذة المنطقة ، بالذات وأنت على مرمى حجر من الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تهدف " للتعبير أن لبنان لايبنى إلا بمسيحييه جميعاً ومسلميه جميعاً ، وأنّه باتفاق المسلمين والمسحيين يبنى لبنان "، لبنان الرسالة كما وصفه البابا يوحنا بولس الثاني ، وهذا اللبنان النموذج هو الردّ الواضح والمؤكد على عنصرية الدولة العبرية ، التي تعمل جاهدة على تهويد فلسطين ، كل فلسطين ،عبر طرد ما تبقى من عرب مسلمين ومسيحيين من أراضيهم .
أخيراً ، وليس آخراً ، نحن معك يا غبطة البطريرك ، وأنت توجّه نصيحتك الصادقة للبنانيين ، داعياً إياهم إلى كلمة سواء ، ليجلسوا معاً ويطووا صفحة الماضي ، طبعاً بسلبياتها ، وأن يثقوا ببعض البعض ، قائلاً لهم : " آن الأوان لأن نكون رجالات هذا الزمن ، مع كلّ تحدياته الدولية والإقليمية والداخلية " .
مرّة أخرى ، نرحب بغبطتكم في هذه المنطقة ، زيارتكم ستعتبر تاريخية ، سوف يتحدث عنها جيل إثر جيل ، تمنياتنا أن تتكرر ، وتمنياتنا أكثر أن تكون نتائجها على ما يرام من الإيجابية والخير والشركة والمحبة
عدسة حسن بيضون