أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

آلة الربابة.. لوحة فنية تجذب اصحاب البيوت الفخمة ..والذواقين في بنت جبيل

الأربعاء 05 تشرين الأول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 27,307 زائر

آلة الربابة.. لوحة فنية تجذب اصحاب البيوت الفخمة ..والذواقين في بنت جبيل

عند مدخل صف الهوا بمدينة بنت جبيل، تبدأ رحلة هذا الشاب اليافع بالبحث عن مصدر رزقه من هذه الآلة، ليستقبلك ونين الربابة الحزينة تارة، و نغمات الدلعونا تارة اخرى، بأنامل انبرت فوق وتر هذه الآلة، معولاً على تفننه في العزف، عله يجتذب احداً من المارة. 

هو بائع متجول،  يحمل في جعبته مجموعة متنوعة من " الربابات"  قادماً من منطقة السيدة زينب (ع) بدمشق. يقول انه امتهن صنع الربابة منذ اكثر من 15 سنة، استوقفه موقع بنت جبيل.اورغ، أثناء تجواله في مدينة بنت جبيل حيث يبيع ما أنتجته يداه. يقول القادري لموقعنا " لا أعرف بالضبط متى ظهرت أول ربابة والمنطقة التي أنتجتها، ولكن ما أعرفه أنها ارتبطت بحياة البداوة منذ زمن بعيد، ويحكى أن صناعة أول ربابة تخبئ وراءها قصة رجل اتهم زوجته بالخيانة ثم ندم على ذلك، فيحاول استرجاعها مرات عديدة بعد أن لجأت لأهلها، ولكنها ترفض العودة، إلى أن تصل لفكرة توقف فيها محاولاته المتكررة فتقول له: "لن أعود حتى يتكلم العود" قاصدة بالعود عود الشجر أي الخشب وليس الآلة الموسيقية المعروفة، فيذهب الرجل إلى أحد الحكماء ويوحي له بصناعة آلة موسيقية من عود "العوسج" ويدله على الطريقة فيقوم بذلك ويكون نتاجها "ربابة" يأخذها إلى أهل زوجته ويعزف عليها جاعلاً العود يتكلم، ليستعيد على إثرها شريكته".

ورث "القادري" هذه المهنة عن والده الذي أورثه إياها جده. وبساطة صناعتها وأدواتها جعلته يقوم بتصنيعها في بيته دون مساعدة أحد، ودون الحاجة لمشغل مخصص لصناعة الربابة، يقول: "انتج كميات كبيرة من الربابات في الأسبوع بمفردي، وهي الآن مهنة رائجة كثيراً في منطقة "السيدة زينب"، فالبعض يوزعون الربابات بالجملة بكميات كبيرة. و يضيف القادري انه باع من هذه الآلة  في تركيا، و قطر ، والاردن و عدد من الدول الخليجية.

ولأنه يقوم بتصنيع "الربابة" بنفسه فلا شك أنه يلمّ بمكوناتها وأجزائها، يقول: "تتكون الربابة من الإطار الذي يشكله تقاطع أربع قطع من خشب "الشوح" أو "الزان" تشكل مستطيلاً أو تكون القطعتان الخشبيتان العموديتان مقوستين للداخل يغطيها جلد "ماعز"، والبعض يرغبون بطبقة من "شِباك الخيزران" فوق الجلد".

وعن سعره الربابة، يشير القادري انه يبدأ من 20 الف ليرة لبنانية حتى المليون ليرة  واكثر من ذلك،  ويرتبط غلائها الى هذا الحد بحسب النوعية المصنعة منها.

 اما عن حركة البيع في مدينة بنت جبيل و منطقتها، يؤكد القادري انه لا يجد صعوبة كبيرة في التسويق، فهي تجذب الذواقين و تشد انتباه الناس، وبعض الناس يعشقون هذه الالة التراثية لناحية عذوبة صوتها، ويشترونها على هذا الاساس ويقوم بتعليمهم على على العزف بنفسه. اما بعض الناس فيفضلون شراء هذه الالة لغرض عرضها كلوحة تراثية في منازلهم الفخمة.

ويتقن " القادري" العزف على "الربابة"، فيعزف الحزين و الايقاعي بشكل متقن  و هو على استعداد دائم ليسمع زبائنه بعض المقطوعات ليحاول اعطائهم فكرة عن تعلم العزف، وكيفية استخدام الأصابع لتحديد النغمات، ويظن ان هذا الأمر  يخلق علاقة إيجابية بينه وبين الزبون، وهو أهم شيء في تسويق الربابة.

 

 

 

3

2

1


Script executed in 0.21557903289795