في ساحة عيتا الشعب كانت بداية الجولة مرورا برميش، ومن ثم انتقل الوفد الى دبل وعين ابل ومنها الى اضرحة الشهداء في عيناتا حيث وضع اكليلا من الزهر قبل ان ينتقل الى مربع التحرير في بنت جبيل ومن ثم الى ساحة المدينة حيث كان في استقباله اضافة الى النائبين علي بزي وحسن فضل الله قائمقام بنت جبيل خليل دبوق ورئيس بلدية بنت جبيل الحاج عفيف بزي بالاضافة الى فعاليات مختلفة.
و جال العريضي في بعض احياء وسط بنت جبيل، و استمع الى شرح مفصل من رئيس البلدية حول بعض الانجازات التي تمت، و منها الشوارع و الطرقات التي تم تبليطها بدعم من وزارة الاشغال. و انتقل الوفد الى تفقد مشروع مجاز بنت جبيل، حيث استمع ايضاً الى رئيس البلدية و بعض المشاكل التي تواجه الاشغال.
وعقد العريضي اجتماعا في سرايا بنت جبيل مع الهيئات البلدية في المنطقة، في حضور نواب المنطقة، استهلها رئيس بلدية بنت جبيل عفيف بزي بكملة رحب فيها بالوزير والوفد المرافق، و اعتبر ان " هذه الزيارة ان دلت على شيء، انما تدل على البعد الوطني، واصبح معروفاً وواضحاً لا يفرق بين منطقة و اخرى في لبنان و هو يطبق بالفعل الانماء المتوازن". و اشار بزي " من خلال تجربتنا مع معاليه نشعر بامر مهم الا و هو الشفافية المشهورة حيث انه يقف سداً منيعاً امام الرشاوي و المحسوبيات و الهدر و الفساد في معظم المؤسسات". و قال رئيس البلدية" ان وسط المدينة قد انجزت الاعمال فيه تعبيداً و تبليطاً و هذا الانجاز في الوسط بالذات يعيدنا الى الثلاثينيات والاربعينيات من القرن الماضي، حيث كانت بنت جبيل اول بلدة تبلط ساحاتها و طرقاتها مع اقنية المياه و اول بلدة ايضاً تضاء بالقناديل و اللوكسات". و لفت بزي الى ان رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة حرم مناطقنا من الهبات الدولية بعد حرب تموز و حولها الى مناطق اخرى". و توجه بالقول للوزير العريضي " ننتظر من معاليكم اكمال ما بدأتموه و خصوصاً المرحلة الثانية من الاتوستراد الدائرى و اكمال تزفيت الطرقات الغير مؤهلة.. و توجه رئيس البلدية بالشكر و الامتنان لنائب حسن فضل الله على جهوده الجبارة التي قام بها في سبيل انجاز اعمال البنى التحتية لوسط بنت جبيل، و هو الذي طلب من شركة معمار البدء بالاعمال التنفيذية و على مسؤوليته الخاصة.. كما توجه بزي للشكر للنائب علي بزي الذي عمل جاهداً في ملف تعديل المخطط التوجيهي لمدينة بنت جبيل الذي ادى الى نتائج ايجابية شكر عليها، بانتظار مساهماته في تعبيد بعض الطرقات الداخلية كما وعدنا.
إثر ذلك وجه العريضي "تحية إكبار إلى المقاومة قيادة ورجالا وشهداء وجرحى ومعوقين وأسرى محررين ومواطنين حاضرين صامدين".
وقال: "هذا اللقاء ليس الأول، لكنه يأتي بعد زيارة كريمة لغبطة البطريرك بشاره الراعي لهذه المنطقة، والتي لا تزال آثارها ماثلة في كل أرجاء المنطقة لتؤكد التنوع في إطار الوحدة الوطنية، هذا الغنى الذي يميز لبنان بكل مناطقه. التحية لقيادة المقاومة على ما قامت به وما أنجزته، ليس فقط في ساحات الجهاد والنضال ضد الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف: "قبل الاحتلال الإسرائيلي المباشر كنا نعيش حالة مقاومة ضد الجهل والفقر والظلم والحرمان، ونشأنا على هذه التربية مع رجل كبير من هذه البلاد، صال وجال في أرجاء الجنوب وعكار وبعلبك الهرمل وكل المناطق الفقيرة والمحرومة، عنيت به القائد الكبير الشهيد كمال جنبلاط. ثم أطل علينا رجل كبير آخر أغنى حياتنا، وأطلق آمالنا وطموحاتنا هو الإمام السيد موسى الصدر، مقاومة الحرمان والفقر، مقاومة بمستوى مقاومة الاحتلال، لأن الحرمان والفقر هما شكلان من أشكال الإحتلال، احتلال للعقول وللنفوس وتقييد ومصادرة للمصالح والحقوق، وعلى هذا كنا نخوض معركة ما سميناه الإنماء المتوازن في كل لبنان، لتأكيد الانتماء إلى دولة واحدة تحتضن كل أبنائه. كنا ولا نزال نؤكد أن الدولة هي الضمان والحاضن لكل أبنائها، ولذلك يجب أن تكون دولة قادرة عادلة، فاعلة، حاضرة، في كل المناطق، لتلبي طموحات الناس وتوفر مطالبها. هذا الأمر لم يحصل في تاريخ البلد، حتى الآن ثمة خلل كبير في عمل الدولة في هذا الاتجاه، إلا أننا نحاول أن نقوم بشيء من الواجب على الأقل في وزارة الأشغال".
ووجه "تحية خاصة إلى دولة الرئيس نبيه بري على المستوى الإنمائي، وأقول كلامي بكل صراحة وصدق ومحبة، بالرغم مما قيل ويقال عن أخطاء أو هفوات أو ثغرات وتجاوزات تحصل، إلا أن الجنوب شهد ثورة إنمائية بكل ما للكلمة من معنى منذ أن وضع يده على هذه القضية، والتعاون بيننا وبين الأخوة في حزب الله على مستوى النواب، وبين الجميع والبلديات على مستوى المناطق يشكل هذا التكامل من أجل دفع مسيرة التنمية في هذه المنطقة نحو الأفضل. ولا يقتصر دور هذا الرجل (الرئيس بري) على التنمية فقط، أشكره على الدور الكبير الذي قام به خلال الأيام الماضية لتقريب وجهات النظر ومعالجة مشكلة كبيرة، ولا أقول إن الحكومة قاربتها بالكامل بالعمق وبجدية أو وضعت لها الحلول الجذرية، لكن لا شك أن ثمة جهودا كبيرة بذلت من دولة الرئيس نبيه بري إلى جانب دولة الرئيس نجيب ميقاتي وفخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وقوى سياسية للوصول إلى مخارج وحلول وليست حلولا جذرية، لأن المشكلة في عمقها أكبر بكثير من أن تعالج بأيام، أو بساعات، أو بقرارات جزئية في مجلس الوزراء ولا شك أن ذلك يتطلب دراسة معمقة لأسباب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية وجذورها، وبالتالي وضع الحلول الناجعة لها. وإذا كان دور الرئيس بري قد تعرض لإنتقاد من هنا أو من هناك، فإن المعترضين ما أصابوا في خيارهم وموقفهم، بل أصابوا أنفسهم ومصالح الناس، والسبب أن الحلول لا تأتي من المزايدات، ولا من إطلالات من هنا أو من هناك. والحلول لا تأتي بمقاربات ديماغوجية للقضايا المطروحة، تحت أحزاب عمرها من عمر نظام هذا البلد. على الأقل نعرف تماما الحركة المطلبية والنقابية والعمالية، ولا شأن بتربيتنا السياسية على هذه المطالب والقضايا طالما نادينا بإصلاحات وخطوات وقرارات ومشاريع منذ عقود من الزمن، ولم تتحقق ولا تتحقق الآن بمحاضرة أو بقرار لأسباب عديدة، أبرز هذه الأسباب عن قصد أو غير قصد".
وأضاف العريضي: "الضعف الذي لحق بالدولة نحن نتحمل مسؤوليته، ويجب أن يبقى الحوار مفتوحا حول القضايا المطلبية والاجتماعية. وبعض القرارات التي اتخذت هي مدخل إلى تفكير هادىء وعلمي ومنطقي عبر حوار جامع لإيجاد حلول جريئة، جذرية، تضع مراحل لتنفيذها، آخذين في الاعتبار الواقع المالي في الدولة وحاجات الناس في الوقت نفسه".
ولفت إلى "أن الحوار هو الوسيلة الوحيدة لحل مشاكلنا، ولا يقتصر فقط على القضايا الإنمائية والاجتماعية، إنما يجب أن يلامس جوهر القضايا السياسية الخلافية القائمة بيننا"، مؤكدا "أن هذا الوطن هو وطننا جميعا، والربح للجميع، والخسارة انعكاساتها ستكون سلبية على الجميع، وكل إنجازاتنا تشوه ويساء إليها أو تضيع ولا تثمر إذا كان الانقسام قائما في لبنان. وإذا كانت الأحقاد والخلافات وخطابات التخوين والإتهام والتشكيك سائدة في ظل ما يجري، فقد يسيء ذلك إلى كل شيء في بلدنا، هذه هي الروحية التي يجب أن نقارب فيها مشاكلنا وقضايانا".
وأضاف: "هذه الجولة هي جولة تفقدية لأعمال تنفذ ومشاريع نفذت، وهذه المنطقة في حاجة إلى أكثر من ذلك. إنه شرف كبير أن أكون في وسطكم في بنت جبيل، فكيف إذا كان هذا الوسط كما شاهدناه اليوم جميلا، مشرقا على الأرض وفي المقاومة، كما نعرف؟ مبروك هذا الوسط لبنت جبيل، هذا حقكم، نأتي به إلى كل الناس من الدولة دون منة، مال الدولة هو مالكم".
وقال "إن عمل وزارة الأشغال هو 3 أشهر في الصيف فقط، وخصوصا في المناطق المرتفعة، في ما يخص التزفيت. وكان انعكاس تأخير تشكيل الحكومة سلبا علينا، والتأخير في الحكومة في بت المساءل المالية والموازنة ومقاربات إصلاحية كله إنعكس للتأخير. المنفذ اليوم في وزارة الأشغال هو مهم، ونشكر المتعهدين والمتعاونين".
وتابع: "في بنت جبيل، لا بد من الأخذ في الاعتبار بعض الملاحظات على تنفيذ مشروع المجاز، وستكون الأمور مستقيمة بالكامل. هذا المشروع سوف يستكمل في المرحلة الثانية، ولن يتوقف العمل عند المرحلة الأولى كما هو مخطط من الوزارة. وسينجز أيضا محيط بنت جبيل وفي عين إبل ورميش، ويارون، وعيتا الشعب، وعيناتا التي مررنا بها في العام المقبل. لقد دفعنا العام الحالي 4 مليارات ونصف مليار، إضافة إلى زيادة اعتمادات في المجاز. وفي العالم المقبل سيكون لكم نصيب".
بزي
ثم ألقى النائب علي بزي كلمة قال فيها: "في الماضي وفي الحاضر كنا نعمل دائما بتوجيه من قائد مسيرتنا في التنمية والإعمار، دولة الرئيس نبيه بري الذي كان ولا يزال ينتزع المشاريع لهذه المنطقة التي عانت الكثير، إنتزاعا على طبق من رائحة وعطر التاريخ والجغرافيا والأرض، ولم تكن تقدم المشاريع على طبق من فضة ولا من حرير (ولا من سنيورة). وكان هناك رجال مجاهدون ملتصقون بالأرض متجذرون بالإنسان ويعملون من أجل الحرية والكرامة".
وأضاف مخاطبا العريضي: "شهادتنا بك مجروحة يا معالي الوزير، وهذا ليس مجاملة ولا إطراء، بل نقرأ فيك دائما الوزير المسؤول المؤتمن على إدارة الشأن العام والتواصل مع الناس ومع كل المناطق، فكيف بالأحرى إذا كان التواصل مع هذه المنطقة التي تواصلت مع الوطن بالدم وبقامات وأشلاء أحبتها وممتلكاتها لتصنع للوطن وللأمة أعراس النصر والكرامة والتحرير؟"
فضل الله
وتلاه النائب حسن فضل الله: "اعتدنا في مثل هذه اللقاءات أن نشكو، إنما اليوم نريد أن نشكر لا نجامل. هنا نريد أن نسجل للدولة بشخص الوزير العريضي أنها التفتت إلى هذه المنطقة وقدمت لها بعض حقوقها، واليوم هذه الجولة لافتتاح وسط مدينة بنت جبيل بعد إنجازه بأفضل المواصفات. وأشير إلى أننا اليوم من خلال هذه الحكومة الوطنية التي نشارك فيها نريد لها أن تنجح في كل الميادين والمجالات على مستوى تلبية المطالب المحقة للناس، وهي طرحت موضوع أولويات الناس، نريد لها من خلال الحوار الجدي والبناء مع الشرائح العمالية والنقابية أن تلبي هذه المطالب بمقدار الحد الأقصى الذي نستطيع أن نلبيه في كل القطاعات العمالية والتربوية وغيرها. وإن كانت قد أقدمت على خطوة فعليها الاستمرار والاستكمال لا التوقف عند قرار محدد بأن هناك مطالب عديدة محقة، وعلى الحكومة الاستماع إلى كل هذه المحاور وكل القطاعات وأن تحاور من موقع الحريص على تلبية هذه المواضيع بشكل يؤدي إلى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين. ونحن من موقعنا داخل الحكومة، سنسعى لتلبية هذه المطالب بالطرق القانونية السلمية التي تجعل الحكومة قادرة على المضي في إنجازاتها".
ثم جال العريضي والنواب والوفد المرافق في الحديقة العامة مختتما الجولة من على تلال مارون الرأس المقابلة لفلسطين المحتلة، ومقدما التحية "إلى أرواح الشهداء الذين سقطوا وإلى من يكمل الطريق اليوم، ليس فقط على طريق الجهاد والمقاومة، إنما أيضا في تنفيذ مثل هذه المشاريع التي نراها والتي تشكل نوعا من أنواع المقاومة الفكرية والتربوية والثقافية".
وأقيمت مأدبة غداء على شرفه والوفد المرافق في مارون الرأس. واختتم زيارته في بلدة بليدا متفقدا ورشة الأعمال التي بدأت اليوم.