أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حزب الله في بيت قائد اليونيفيل

السبت 22 تشرين الأول , 2011 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,911 زائر

حزب الله في بيت قائد اليونيفيل

بل أيضاً الأولى من نوعها لشخصية من حزب الله. الأجواء المحيطة بالغداء، الذي اقتصر على الرجلين، لناحية اهتمام أسارتا بتفاصيل الضيافة والاستقبال، أظهرته كأنه لقاء الأحبة على شاطئ الناقورة قبالة الحدود مع فلسطين. لقاء يعوّل عليه الكثيرون في اليونيفيل لتغيير بعض الأجواء السلبية جنوبي الليطاني.
الغداء ذو الأطباق الفاخرة افتتح بتبادل الهدايا. أسارتا استقصى عما يهواه فياض، فأعد له طاولة الطعام قبالة البحر، وأعدّ نرجيلة التنباك التي يستطيبها، وخصّه بكتابه «لبنان في القلب»، كما أنه استدعى طباخاً يستعين به في المناسبات الأكثر أهمية بالنسبة إليه. أما فياض، فقد تلقّف حسن الضيافة بكتاب من تأليفه بالإنكليزية عن «أزمة الاستقرار السياسي في لبنان والعالم العربي»، ناصحاً مضيفه بالتحول عن تناول نرجيلة المعسل نحو التنباك الإيراني. الدلال لم يكن إسبانياً فحسب، بل أيضاً كان له طعم إيطالي، عبر انضمام نائبه العميد بونفانتي إلى القسم الأخير من اللقاء، الذي تخطى الوقت المحدد له.
إلا أن البحر والهدايا والنرجيلة وأنواع السمك، لم تحجب النقاش المستفيض الذي دار بين الرجلين، اللذين مثّل لقاؤهما، المحطة المباشرة الأولى من نوعها في العلاقة بين اليونيفيل وحزب الله، وإذ حاول أسارتا التعامل مع فياض كجزء من السلطة الرسمية اللبنانية، لم يخف إدراكه حقيقة أن حزب الله بأكمله في ضيافته من خلال نائب «القطاع الشرقي» من منطقة القرار 1701. من هنا، تحدث فياض بلسان حزبه عن وجهة النظر تجاه النظام السياسي اللبناني، وخريطة تحالفاته وقراءته للتطورات الإقليمية، وأهمية الحفاظ على التنوع الطائفي، كما تجاه القرار 1701.
وفي هذا الإطار، عرض فياض نظرة الحزب إلى دور اليونيفيل، الذي يجب أن ينحصر في مساندة السلطات اللبنانية على بسط سلطتها، مع ضرورة انضباط قواتها ضمن هذا الدور، إلى جانب أدائها الميداني وعلاقتها بالأهالي في الجنوب، مروراً بتصريحات بعض القادة الأوروبيين التي أثرت فيها. النقاش تطرق أيضاً الى الخروق الإسرائيلية المتكررة واحتلال مزارع شبعا والغجر في مقابل عدم فعالية اليونيفيل في التصدي لها. مع ذلك، شدد فياض على أن الجنوبيين لا يكنون موقفاً عدائياً تجاه القوات الدولية، رغم تحفظهم على بعض إجراءاتهم داخل القرى التي تثير ريبتهم وتسبب إشكالات.
لكن الرسالة الأبرز التي تبلغها أسارتا تشعبت الى ثلاثة فروع: الأول أن الاستقرار على الساحة الجنوبية يمثل أولوية بالنسبة للمقاومة. والثاني أن الاعتداء على وحدات اليونيفيل مثل استهدافاً لهذا الاستقرار. والثالث أن التطورات الإقليمية ترفع مستوى المخاطر، ويجب أن تؤخذ بالحسبان.
وجهات النظر المتبادلة بين الطرفين اللذين يبرز بينهما من حين لآخر نفور وحذر، كانت سهلة الهضم، وخصوصاً أن صاحب الدعوة «حريص على علاقة جيدة مع الأهالي والمكونات السياسية كافة من جهة، ويحترم كل ما تنتجه الديموقراطية اللبنانية» من جهة أخرى، على حد قول مصادر اللقاء. ويراد لـ«تداعيات» لقاء أمس، أن تدوم طويلاً، وإن انتهت مهمة صاحب الدعوة، أسارتا الذي يغادر لبنان بعد ثلاثة أشهر.

Script executed in 0.19881510734558