في التشرينين وكانون الأول، تشهد سهول منطقة بنت جبيل الغنية بطيور "المطوق" زحفاً بشرياً الى الحقول، وخصوصاً إلى الاراضي الزراعية في كرحبون في عيناتا وفي يارون بغض النظر عن حظر الصيد منذ سنوات عدة.
يقول علي، وهو من المهتمين الاساسيين
بمواسم الطيور في بنت جبيل ومنطقتها،" يأتي المطوق في زمن يقدم فيه الفلاحون على زراعة الحقول بالقمح والشعير والذرة و يعد نقمة للمزارعين والفلاحين وثروة لنا نحن الصيادين، و
يؤدي الى الضرر الكبير بالمزروعات لأن هذا النوع من الطيور على حد تعبيره يشكل خطراً على البذور التي يبذرها الفلاحون"، وبرأيه ان هذه الانواع من الطيور تعتبر موسمية ومؤقتة وليست لها اي ايجابية من ناحية انها لا تعيش في بلادنا ولا بين منازلنا"، ويحاول علي واصدقاؤه من محبّي الصيد، اللحاق بطيور المطوق ورصدهم على طريقتهم الخاصة حتى لا "يعتب عليهم أي "رف" فينصبون الماكينات الصوتية التي تعتبر فخاً اساسياً لهذه الطيور.
و عن قانون منع الصيد يرى احمد درويش وهو الذي ترك بلاد المهجر من اجل العمل والعيش في لبنان من جهة، ومن اجل الصيد من جهة اخرى، حيث سمي في بلدته بـ " مدمن الصيد" فيرى انه لا بد من قانون يريح الصيادين لأنه من المستحيل لأي صياد انتظر الموسم "بشغف كبير"ان يلتزم بقانون يمنعه عن ممارسة هواية الصيد، لأن هذه الهواية "تغلغلة بالدم". ويدعو فوعاني الدولة الى تنظيم الموسم وتحديد انواع الطيور وتخفيض سعر الخرطوش.
وتعتبر هذه الهواية مصدر رزق اضافي لعدد من الحلات التي يغامر اصحابها ببيع "الخرطوش" الخاص بالصيد رغم الحاجة لاى ترخيص خاص بذلك، ويشير احد اصحاب المحلات الى انه في هذا الموسم يتضاعف الطلب على خرطوش الصيد، فيرتفع البيع من علبة او علبتين في الايام العادية الى اكثر من 75 علبة في اليوم ايام المواسم، ويبقى الوضع على حاله رغم الارتفاع المتزايد لاسعار الخرطوش، ويشير بلال وهو احد صيادي بنت جبيل الى ان "علبة الخرطوش في السابق لم يكن سعرها يتجاوز الـ 6000 ليرة، اما اليوم فقد سجل ارتفاعا جنونيا لسعر العلبة ليبلغ السعر الادنى لها 12000 ليرة ما يشكل العبء الاساسي علينا في هذا الموسم، ويضيف ان الغلاء الحاصل للخرطوش يجعلنا نقلل من رحلاتنا اليومية للصيد لتصبح مقتصرة على يوم الجمعة فقط وهو يوم العطلة او بعض العصرونيات.
في قرى منطقة بنت جبيل، تحتل هذه الهواية مركز الصدارة لدى شريحة واسعة من الشبان و كبار السن المحترفين، الذين يتداولون ما يشبه "نشرة يومية" شفوية بأعداد الطرائد التي جرى اصطيادها، و منهم من يزايد على الآخر بعدد طرائده التي تصل احياناً الى اكثر من 100 طريدة.