وحتى الأمس القريب بقي " خبز المرقوق " سيد المائدة في بنت جبيل و جوارها، فبعد ان كان يخبز قديماً في المنازل عند الصباحات من قبل ربات المنازل، بات اليوم له مقره الاساسي في اماكن متعددة من البلدة فصار بياع بكميات كبيرة بأماكن خاصة تحتوي على كل منها على ادوات الخبز العتيقة كـ الصاج و الكارة والعجّانة، بالاضافة الى انه يخبز بايدي عمال سوريين يتمتعون باحترافية خبز هذا الرغيف التراثي.
يعتبر محمد جمعة 50 عاماً : "في السابق لم يكن يعاني أفراد العائلة في القرى و البلدات من أي مشاكل في المعدة وكنت نادراً ما ترى رجلاً "كرشه" منتفخ مثل اليوم أو يشكو من سوء هضم أو ما شابه ذلك ما اليوم فإن كل مواطن يعاني من سوء هضم ومشاكل معويه ويصرف أموالاً باهظة للتخلص من السمنة بفعل نوعية الخبز الذي صار سيد مائدتنا بكل ما يحويه من مواد مضرة وغير صحية. بعكس خبز المرقوق الذي كنا ننتجه بأيدينا حيث نقوم بتنقية القمح حبة حبة للتأكد من خلوه من أي أشياء مضرة ثم نغسله بالماء ونجففه في الشمس ومن ثم نحفظه في أوعية نظيفة تقيه الرطوبة والتلوث والتسوس وعند الحاجة.
يشير احد اصحاب مخابز المرقوق الى ان هذا الخبز " الصحي " اصبح موضة دارجة تجددت في اغلب المنازل ويقبل عليها الناس على الرغم من وجود خبز الأفران الحديثة لأنهم، وبعض العائلات القاطنين في بيروت ويتوافدون اسبوعياً الى بنت جبيل، هم تواقون الى اصطحاب كميات من المرقوق تكفيهم لاسبوع كامل.
التقرير مصور