أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«لغز» انتشار السرطان يؤرّق بنت جبيل ومرجعيون

الإثنين 21 تشرين الثاني , 2011 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,872 زائر

«لغز» انتشار السرطان يؤرّق بنت جبيل ومرجعيون

الطبيب عباس موسى، من بلدة كفركلا، أكد وفاة أكثر من 16 شخصاً في البلدة جراء مرض السرطان خلال السنوات الثلاث الأخيرة. يجزم أن هذه نسبة مرتفعة جداً قياساً إلى السنوات السابقة قبل الحرب. يذكّر بقصة وفاة والدته التي أصيبت بمرض السرطان وتوفيت بعد 39 يوماً من الاصابة. كانت والدته تخضع لفحوص دائمة، قبل المرض، ولذلك «لم نتأخر في اكتشاف المرض الذي أصابها». آنذاك، قال طبيبها المتخصص إنّ المصابين في مثل حالتها لا يموتون قبل أربع سنوات. لكن، كانت هناك «عوامل خارجية ساهمت في الانتشار السريع للخلايا السرطانية». اللافت هو زيادة عدد حالات مرضى السرطان في بلدة حولا المجاورة. عدد المصابين اليوم يزيد على 60 حالة.

يؤكد رئيس بلدية حولا، عدي مصطفى، أن «حالات مرضى السرطان في البلدة تزداد يوماً بعد يوم، وهي المسبب الرئيسي للوفاة في البلدة». كل ثلاث حالات وفاة أسبوعياً بينها اثنتان تعود أسبابهما الى السرطان. يلاقيه في ذلك العضو البلدي محمد يعقوب، الذي يرى أن «المثير في الأمر ليس العدد فقط، بل سرعة انتشار المرض في الجسم بما يؤدي الى الوفاة في وقت قصير بعد اكتشافه». يوضح الخبير الزراعي أن أبناء حولا والعديد من القرى المجاورة يعتمدون في غذائهم على المنتجات الزراعية التي يزرعها الأهالي، مرجحاً أن «تكون مياه الريّ أو الأرض المزروعة هي السبب في زيادة حالات السرطان». ويلفت الى أن أربعة مزارعين كانوا لا يفارقون بعضهم، لكن المرض أصابهم جميعاً، فتوفي منهم ثلاثة، فيما الأخير ينتظر.

إلى ذلك، ذكّر رئيس البلدية بأن المزارعين «لاحظوا بعد حرب تموز يباس عشرات الأشجار من جذورها، لا سيما أشجار الزيتون والعنب»، أما الذين قطفوا ما بقي من أوراق التبغ بعد الحرب مباشرةً، فقد «أصيبوا بأمراض جلدية». يعتقد الرجل أن «شيئاً ما» أصاب التربة أو المياه بسبب القصف الإسرائيلي، فعدد المصابين بالسرطان بدأ يرتفع منذ ذلك الوقت، معقباً «منذ ذلك الحين لم نعد نسمع بحالات وفاة ناجمة عن كبر السنّ». وقد بدأت البلدية والجمعيات اجراء «فحوصات مجانية للأهالي». وألفت لجنة متابعة تضم ثلاثة أطباء وعدداً من مرضى السرطان المتحمّسين، بالتنسيق مع لجنة مشابهة في بلدة كفركلا، لاكتشاف «لغز السرطان». وتقول عضو اللجنة ايمان رزق إنّ اللجنة «ستجري مقابلة مع وزير الصحة بهدف التحرك ميدانياً والاّ فسنعتصم أمام الوزارة اذا لم يحرّك المعنيون ساكناً». أما الشعار فسيكون: «حولا تريد اسقاط مرض السرطان».

آثار حرب تموز

إيمان رزق هي من المصابين بالسرطان في حولا. لا تزال تتلقى العلاج، وتسعى مع المتابعين إلى «انشاء صندوق لمرضى السرطان في البلدة، لاستقبال التبرّعات للتخفيف قدر الممكن من الأعباء المالية التي يتكبدها المرضى نتيجة العلاج». فقد أصابها المرض منذ عدة سنوات، بعدما توفيت شقيقتها بسبب المرض نفسه، كما أصيب والدها بسرطان في الرئة، و«نجا منه بأعجوبة». في كل مرة تزور طبيبها المعالج تكتشف أن «عدداً من أبناء البلدة سبقوها الى هناك، وأن الأطباء يحيلون أسباب انتشار المرض في المنطقة الى حرب تموز، وخصوصاً سرطان الثدي الذي أصاب الكثير من النساء المتزوجات من اللواتي كنّ حوامل أثناء الحرب»


Script executed in 0.19480800628662