حاصبيا
يدور مستغرباً ومندهشاً حول جذعها، عله يتمكن من حلّ خفايا ورموز عشرات اللوحات والمنحوتات والتماثيل المتناغمة والمتجانسة، التي دوَّرتها تلك الشجرة بنفسها، وبقدرة خارقة، على مدى مئات السنين، فكانت عميقة المعاني خارقة الجمال، يصعب مجاراتها ومن العبث تقليدها. إنها مجموعة من الصور والتماثيل المتماسكة بقوة وقساوة، تجعل من المستحيل النيل منها، فهنا عائلة من الكبار والصغار تأنس بين تماثيل مزخرفة، يعلوها رأس أبو الهول، وكلها محروسة بحيوانات أليفة وأخرى مفترسة، خرجت عن قصد من مغاورها المحصنة، لتتفيأ جميعها، في ظل أغصان خضراء يانعة، تحتضن بكل مودة وحب تلك العائلة المتنوعة التي تتحدى الحر والقرّ. وتبقى أبداً شاهدة على قدرة الخالق.