أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

63 عامـاً علـى مجـزرة صلحـا المنسـية وشـهدائها الـ 105

السبت 03 كانون الأول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 6,790 زائر

63 عامـاً علـى مجـزرة صلحـا المنسـية وشـهدائها الـ 105
تحفظ ذاكرة عدد من كبار السن في بلدة صلحا، مشاهد وأسماء كثيرين من أهلهم وأقاربهم، ممن استشهدوا في المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلية أواخر تشرين الثاني من العام 1948. المجزرة التي سقط فيها زهاء المئة والخمسة أشخاص من أهالي البلدة، تعتبر من المجازر المنسية، يرويها الأجداد لأبنائهم وأحفادهم، الذين خرجوا قسرا من بيوتهم في فلسطين إلى لبنان، وتحول بلدتهم إلى مستوطنة صهيونية تحمل اسم «افميم»، وهي إحدى القرى اللبنانية السبع، التي استعاد أهلها جنسيتهم مؤخرا، وتقع على مرمى حجر من بلدة مارون الراس.
بين الحين والآخر، يستعيد أهالي صلحا، الذين يقيم غالبيتهم في بلدة الشبريحا، إلى الشمال من مدينة صور وعدد من البلدات الأخرى، التفاصيل المروعة لتلك المجزرة، باحتفالية يكرمون فيها شهداءهم، من دون أن يصل الأمر بهم إلى تدوين وكتابة تفاصيل المجزرة. لكن المجزرة الكبيرة، ما زالت مطبوعة في ذاكرة ومخيلة من عايشها، وشهد عليها، وفقد والداً أو قريباً قبل 63 سنة. هرب يوسف موسى عون (80 عاما) مع والدته وعدد من أشقائه إلى قرية يارون اللبنانية، المجاورة لصلحا، فيما بقي والده مع أبناء بلدته.
يروي عون الذي كان في سن السابعة عشرة، عند حصول المجزرة، ما تكتنزه ذاكرته إلى اليوم، يقول: «في مثل هذا اليوم من العام 1948، وفيما كانت الحرب قائمة بين العدو الإسرائيلي من جهة، والمقاومين في فلسطين، وما يسمى «جيش الإنقاذ العربي» من جهة أخرى، وصل جنود العدو الإسرائيلي إلى صلحا عبر كفربرعم، التي تحيط بها قرى فارة، وديشوب، وعلما الفلسطينية. ولدى وصول جنود الاحتلال إلى وسط صلحا، واقدامهم على نسف برج مراقبة، كان بناه الإنكليز، بعدما كان قد ترك المنطقة أفراد «جيش الإنقاذ» هاربين، طلب جنود الاحتلال من نعيم إسماعيل سلامي، وكان وكيل مختار البلدة نمر شبلي، الذي كان خارج القرية حينذاك، جمع السلاح من الأهالي، وبلغ عدد البنادق 70 بارودة». يضيف عون «عندها طلب سلامي من الإسرائيليين مهلة ساعات، لكن العدو بحسب ما يتناقله من كان موجوداً ونجا من المجزرة، أجابوا بأنهم خلال هذه الساعات يحتلون ما تبقى من أراض. فما كان من سلامي بناء لطلب جنود الاحتلال إلا الطلب من «المناديين» علي كاظم عون ومصطفى قاسم عون اعتلاء المبنى المخصص لإعلام الأهالي بوجوب الحضور إلى باحة المسجد الخارجية في ساحة البلدة.
بعد ذلك يقول يوسف، الذي شاركه في رواية بعض من أحداث المجزرة قريبه حسين جميل عون، «أقدم جنود الاحتلال المدججون بالسلاح على رمي أبناء البلدة، الذين بقوا فيها بالرصاص، فاستشهد أكثر من مئة وخمسة أشخاص من الرجال والنساء والأطفال، فيما نجا عدد قليل من الأهالي، ومنهم نجيب ظاهر عبد عون، وابن شقيقه بعدما ظن الجنود أنهم قتلوا، على اثر غرقهم بالدماء وسط الجثث». يتابع يوسف وحسين عون «أمطر جنود العدو بكل دم بارد صبية تدعى كاملة ضاهر، حاولت إنقاذ شقيقها الشاب من بين أيدي الجنود، بينما استشهد سلامي أثناء محاولته الهرب في الطريق بين صلحا ومارون الراس».
الاحتلال الاسرائيلي، لم يكتف بتنفيذ المجزرة وازهاق أرواح هؤلاء الشهدا، عمد بعد أيام من تنفيذه المجزرة إلى إحراق الجثث داخل الجامع وهدمه، بعدما كان من بقي من كبار السن قد أدخلوا الجثت إلى المسجد حتى لا تبقى في العراء».
مختار بلدة شبريحا، حيث يقيم القسم الكبير من اهالي صلحا رضا عون، لفت إلى أن «إحياء المناسبة لا يتم سنويا، وهي شبه منسية في سجلات الدولة اللبنانية»، مؤكداً «ضرورة العمل الجاد والجماعي لتوثيق المجزرة وأحداثها وشهدائها».

Script executed in 0.18814706802368