أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بقاعيّون في صيدا: أعطنا حطبنا دفء يومنا

الخميس 08 كانون الأول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,998 زائر

بقاعيّون في صيدا: أعطنا حطبنا دفء يومنا

هكذا، انتشر جامعو الحطب وبصورة عشوائية ينقّبون عنه في أي مكان في المدينة. قبالة جبل النفايات، يلتقط أبو حسن شكر خشباً تالفاً وبقايا أشجار أعاد البحر قذفها إلى الشاطى، بعدما سقطت فيه نتيجة انهيارات الجبل. يقول الرجل، وهو يوضّب ما جمعه في «بيك أب»، إن «الحطب ليس للبيع، بل سيستخدمه في تدفئة عائلته».

أما امرأته فتتأبط تحت زندها «كرعوبة» زيتونة، رافضة التقاط صورة لها «في أكتر من هيك مذلّة»، تقول. وكمن حظي بصيد ثمين، تبشّر زوجها «شوف بدفّينا ليوم». مياه الأمطار رطّبت ما جمعه شكر من خشب وحطب، لكنها ليست مشكلة «عويصة» على حد قول أبو حسن، فعلاجها «شوية شمس بتنشّفها». ازداد عدد المنقّبين عن الحطب نتيجة غلاء سعر المازوت. «أعطنا حطبنا دفء يومنا»، هكذا يلخص أحدهم تجربته في جمع الحطب، فيما يجمع عبد الله مراد حطب صيدا مرتين في الأسبوع، وقد يرفعها أكثر إذا كان الطقس عاصفاً «الأمواج تلقي بكميات من الخشب باتجاه الشاطئ». نقشت هذه المرة مع مراد حتى من دون عواصف، إذ عثر صدفة على بستان اقتلعت أشجاره قرب مهنية صيدا. عبأها بشاحنته المتوسطة متوجهاً مباشرة إلى البقاع الغربي، موضحاً «سأقتطع جزءاً من الحمولة لاحتياجات منزلية، للتدفئة وتسخين مياه الحمام»، والباقي سيبيعه بمئة ألف ليرة لبنانية، مقرّاً بأن «المنافسة» حامية بين أترابه من بائعي الحطب المجموع من منطقة صيدا، نسبةً إلى الطلب المتزايد على كميات حطب يستخدمها بقاعيون للتدفئة هرباً من نار المازوت المرتفعة أسعاره.
يتسابق جامعو الحطب في السيطرة على نقاط جمع يعتبرونها استراتيجية، مثل مصبّ نهر الأولي، إذ إن مجرى النهر يحمل خلال مسيرة جريانه الطويلة «ما هبّ ودبّ» من أشجار وغصون تالفة وأخشاب. ومن حضر السوق «بيشتري وببيع»، يقول الصيداوي محمود جرادي، مستفيداً من كونه ابن المدينة ولا يكلفه الوصول إلى الأولي إلا دقائق، عكس بقاعيين يتكبدون مشقة ساعات. عبّأ جرادي سريعاً ما أمكنه من خردة حطب وخشب، هاتفاً إلى البقاع در، هناك ستكون رزقته فيبيع ما جمعه.

Script executed in 0.19232606887817