أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مشكلات إضافية لموسم الموز «جنوباً» تفرضها التطورات في سوريا

الأربعاء 14 كانون الأول , 2011 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 12,602 زائر

مشكلات إضافية لموسم الموز «جنوباً» تفرضها التطورات في سوريا

 مع بداية كل موسم موز، يرفع المزارعون صوتهم في «برية» المطالب التي لا يتحقق منها شيء، بحسب ما اثبتت التجارب على حد قول هؤلاء المزارعين. الاحداث والتطورات الجارية في سوريا التي تستقبل القسم الاكبر من انتاج الموز اللبناني الذي يتعدى سنويا الثمانين الف طن، أضيفت الى المشكلات المتكررة والمزمنة، كارتفاع الكلفة وصعوبة التصدير وغياب الرعاية والدعم من جانب الدولة، وقد بدأ المزارعون يستشعرون هذه الازمة، من خلال انخفاض اسعار الموز، الذي يباع الى تجار الجملة والمصدرين، الذين يشكون بدورهم من رفع الرسوم الجمركية السورية ابتداءً من الموسم الماضي. 

تتركز زراعة الموز, على طول الساحل الممتد من الزهراني وحتى الناقورة، مرورا بسهول عدلون والقاسمية والمنصوري ورأس العين، ويقدر العاملون في هذا القطاع الانتاج السنوي بأكثر من ثمانين الف طن، يستوعب منها السوق المحلي ثلاثين في المئة، فيما تصدر الكميات الاخرى الى سوريا والاردن والعراق. ويشكل السوق السوري اكبر مستورد للموز اللبناني، الذي يزرع في الحقول المكشوفة على الساحل الجنوبي وداخل البيوت البلاستيكية على المرتفعات. 

يلفت المزارع حسين ضاهر الى أن المزارعين سيبدأون تحركات واسعة باتجاه المسؤولين وفي مقدمهم رئيس الحكومة ووزيري الزراعة والاقتصاد لإنقاذ موسم الموز لهذه السنة. وقال: ان المزارعين يناشدون ميقاتي اعادة النظر بموضوع الدعم الذي تقدمه مؤسسة «ايدال» البالغ عشرة دولارات عن كل طن، واستبدال هذه القيمة بخمسين دولارا من اجل تسهيل تصدير الانتاج الكبير الذي لا يستوعبه السوق اللبناني.

واضاف ضاهر: ان مطالبنا تتلخص بتدخل وزير الاقتصاد اللبناني لدى نظيره السوري لناحية عدم استيراد موز اجنبي الى سوريا، لان الموز الاجنبي، وغالبيته من دول اميركا اللاتينية مثل الاكوادور، تكلفته اقل من كلـفة انــتاج الموز اللبنـــاني، الذي لا يستــطيع منافسة الموز الاجنبي المدعـوم من دول المنشأ.

ويشير المهندس الزراعي خليل عليق الى ان مشكلة الموز ليست آنية ولا موسمية، انما نتيجة تراكمات، سببها غياب الدولة عن هموم المزراع. ويقول: ان المطلوب في هذا السياق, تحسين نوعية الانتاج اللبناني، وبلوغه المواصفات العالمية، حتى يتمكن من الدخول الى اسواق مثل ايران وروسيا وغيرهما على سبيل المثال، والتي تلــتزم بالمواصفات العالمية لأنواع الموز. مشيرا في الوقـــت عينه الى امكانية بعض انواع الموز الذي يزرع في الجـنوب داخل خيم بلاستيكية، من الدخول الى بعــض الاسواق مثل الاردن، لتمتـعه بالمواصــفات العالمية. 

ويرى عليق ان هذا الواقع لا يعفي الدولة من تقديم الارشاد الزراعي، والسيطرة على جشع شركات الادوية الزراعية التي تمارس خداع المزارعين، عبر ارشادات زراعية ووصفات تفوق المطلوب لمعالجة الآفات والمشكلات. 

وفيما يخص الموسم الحالي للموز يشير المهندس عليق الى ان الازمة تتلخص بانخفاض الليرة السورية امام الدولار نتيجة التطورات الحاصلة في سوريا، وانعكاس ذلك على الموز الذي يباع بالليرة السورية، ورفع قيمة الرسوم الجمركية السورية على الموز اللبناني، مؤكدا على ان سعر الرطل انخفض من 1800 الى 1200 ليرة لبنانية، ما يؤدي الى وقوع خسائر فعلية لدى المزارعين والمصدرين في آن واحد.


Script executed in 0.19298386573792