وعلى الرغم من انتهاء أزمة معمل الزهراني، لم تحصل حاريص على أكثر من ساعتي تغذية في اليوم، بسبب الضغط الكبير على محطات الكهرباء في المنطقة. تواصلنا مع موظفي مصلحة الكهرباء في بنت جبيل، الذين أفادونا بأن الأمر يحتاج الى اهتمام ومتابعة من اتحاد بلديات القلعة الذي تتبع له البلدة، عندها لجأنا إلى تعليق لافتة على شرفة منزلي، المطلّة على الشارع العام، كتبنا عليها عبارة: اتحاد بلديات القلعة فاشل فاشل». المفاجأة كانت بأن أقدم «عناصر من مخفر تبنين على إزالتها من دون علمنا. ولدى احتجاجنا على دخولهم المنزل من دون إذن مسبق، قالوا لنا إن ذلك حصل بأمر من المدعي العام، ما أثار حفيظة أبناء حاريص، الذين يتساءلون إن كان هذا الإجراء قانونياً، أم تعسفياً؟».
ويشير محمد ناصر إلى أن «أهالي حاريص والقرى المجاورة طفح كيلهم من عدم اكتراث المسؤولين بانقطاع التيار الكهربائي المستمرّ، بعدما تعطلت مصالحهم، وتوقفت بطاريات الشحن الكهربائي الخاصة التي نستخدمها بديلاً من الكهرباء، ولا سيما في ظلّ عدم وجود مولدات كهربائية خاصة تؤمن الاشتراكات للأهالي، كما هي الحال في بعض المناطق اللبنانية». يقاطعه فقيه: «لقد فوجئت بأن أحد الموظفين الذي يعمل في دائرة نفوس تبنين في السرايا الحكومية، كان يستخدم ضوء القداحة لإنجاز معاملات إخراجات القيد للمواطنين».
يذكر أن ساعات التغذية الكهربائية في أغلب قرى وبلدات بنت جبيل لا تصل إلى 6 ساعات يومياً، بسبب الانقطاع المستمرّ أثناء ساعات التغذية المعتادة، وفق التقنين. أما في بعض القرى والبلدات، كحاريص وحداثا وعيتا الجبل، فإن الانقطاع يزيد على ذلك بسبب الضغط على المحطة الرئيسية في المنطقة. ويرى أحد موظفي الكهرباء أن الأمر لا يمكنه أن يحلّ من دون «تحويل تغذية بعض هذه القرى الى منطقة صور، أو إيجاد محطة كهربائية بديلة».
