أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

انفجار جديد عشية رأس السنة يستهدف مؤسسة سياحية في صور

الخميس 29 كانون الأول , 2011 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,490 زائر

انفجار جديد عشية رأس السنة يستهدف مؤسسة سياحية في صور

 ويبدو أن العبوة الجديدة، الصغيرة في حجمها والكبيرة في تداعياتها، على الحركة السياحية والاقتصادية في صور، جاءت تتمة لعمل ممنهج يهدف إلى تخويف أصحاب تلك المؤسسات، بطريقة عنيفة، تؤدي إلى عزوفهم عن إقامة السهرات الغنائية، وتقديم المشروبات الروحية على امتداد المدينة، التي طالما عرفت بانفتاحها وابتعادها عن التعصب وتنوع أهلها. 

انفجار الأمس، طال «مطعم تيروس»، الذي يملكه زهير أرناؤوط، الواقع عند الكورنيش الجنوبي لمدينة صور، على بعد أمتار من «مطعم كوين أليسا»، الذي استهدف بتوقيت واحد، مع محل لبيع المشروبات الروحية على مقربة من السرايا الحكومية بانفجارين مماثلين في السادس عشر من تشرين الثاني الفائت. وكانت مدينة صور قد شهدت الشهر الماضي تحركات مدنية شاجبة للاعتداءات المتكررة على الحريات العامة في المدينة.

وقد اقتصرت أضرار العبوة أمس، التي زرعت عند منتصف الجدار الشرقي لمطعم تيروس، الملاصق للمسرح المعد لاستقبال المغنين والفرقة الموسيقية، إلى تحطم زجاج أبواب ونوافذ المطعم، والطاولات، وأجهزة التدفئة والتبريد. وجاء الانفجار ليستبق الحفلة الغنائية المقررة، التي كان ينوي المطعم إقامتها ليلة رأس السنة، بمشاركة المغنيين فيروز سليم وزهير صالح.

وعلى اثر الانفجار الذي سمع دويه في أرجاء المدينة واطرافها الشرقية والجنوبية، حضرت إلى المكان قوة من الجيش اللبناني، وضربت طوقاً أمنيا حول المطعم. وعاين كبار ضباط الجيش في اللواء الخامس، وخبراء المتفجرات في الجيش والأدلة الجنائية، مكان الانفجار، حيث شوهد عدد من الخبراء يعملون على مسح مكان الانفجار داخل المطعم. كما وضعت علامات تمنع الاقتراب من المكان، فيما قطع الجيش طريق الشاطئ الجنوبي للمدينة. كما تفقد مكان الانفجار آمر فصيلة صور النقيب طارق زين، ورئيس فرع مخابرات صور العقيد مدحت حميد، وآمر مفرزة استقصاء الجنوب الرائد جان غسطين ورئيس مكتب المعلومات في منطقة صور النقيب حسن حمود. وتوجهت إلى المكان فرق «الصليب الأحمر اللبناني» و«الدفاع المدني»، لمعاينة الوضع والقيام بمهامها. وقدر الخبير العسكري العبوة بنحو خمسمئة غرام من المواد الشديدة الانفجار. 

وكانت مدينة صور قد شهدت قبل أيام من عيد الميلاد، قيام مجهولين بتمزيق عدد من اللافتات الإعلانية، لحفلات في بعض مطاعم وفنادق صور، سبقها إقدام عدد من المطاعم المعروفة على وقف تقديم المشروبات الروحية على أنواعها خشية من استهدافها. تجدر الإشارة إلى أنه لم يتبن أحد تلك الأعمال منذ بدئها، كما أنه لم تصل التحقيقات إلتى تجريها الجهات الأمنية إلى معرفة الفاعلين أو الإعلان عنهم. وذلك كله، وسط تساؤلات لدى أصحاب المؤسسات السياحية والترفيهية، والمواطنين على سواء، عن توقيت تلك التفجيرات، التي تنعكس مباشرة على العجلة السياحية في المدينة، التي تشكل السياحة أحد روافدها الاقتصادية الأساسية.

وقال صاحب المطعم زهير أرناؤوط في اتصال مع «السفير»، إنه باشر على الفور بإزالة آثار الانفجار، مؤكداً الاستمرار بالتحضيرات لاحياء ليلة رأس السنة كالمعتاد، وقال إنه لن يتراجع عن ذلك، لكون رواد المطعم من العائلات، لافتاً إلى أنه ليس المستهدف شخصياً من الانفجار، بل «مدينة صور المعروفة بتعايش أبنائها»، مشيراً إلى أن هذه السنة شهدت الموجة الأولى لتلك الأعمال المشبوهة، والغريبة عن المدينة وأهلها.

وفي المواقف، أكد النائب عبد المجيد صالح في تصريح له أن «زعزعة الأمن والاستقرار في صور، هو لصالح من يخدم إسرائيل وأعوانها، وأن صور ستبقى عصية على كل أنواع الفتن والحقد. فإن مدينة صور هي أم التعايش للأديان والطوائف، والدين لا يفرض على الناس بقوة العبوات والسيف». واستنكر المنسق العام لـ «تيار المستقبل» في الجنوب ناصر حمود الانفجار، معتبراً أن «الهدف من التفجيرات محاولة لتصوير المدينة كأنها تتعرض لقمع بالقوة للحرية الشخصية للمواطن»، مشيراً إلى أن «الرسالة الأمنية التي تلقتها صور بكثير من القلق، تتطلب من الجهات الأمنية المسؤولة تكثيف الجهود من أجل كشف من يقف وراءها وملاحقتهم وتقديمهم إلى العدالة».

كما تفقد قائمقام صور سعد الله غابي مطعم «تيروس»، وأدان عملية التفجير، التي اعتبرها «عملاً إجراميا يراد منه النيل من الأمن والاستقرار في المدينة، التي كانت وما زالت مدينة نموذجية في الحفاظ على العيش المشترك والتنوع الطائفي»، وقال: «نحن نرفض ونستنكر بشدة عملية التفجير وندعو الأجهزة الأمنية المختصة إلى كشف الفاعلين ومعاقبتهم». وتفقد رئيس بلدية صور حسن دبوق مكان الانفجار، واعتبر أنه يستهدف شرائح المدينة كلها، مطالبا الأجهزة الأمنية المختصة بكشف الفاعلين لمعاقبتهم. واستنكر «حزب الاتحاد السرياني» في بيان أمس، الانفجار.

كما استنكر «منتدى صور الثقافي» التفجير الذي طال مطعم «تيروس»، وأدان «هذه السلسلة من التفجيرات التي تعرضت لها مدينة صور، تحت أي مسمى»، وشدد على «ضرورة تحمل القوى الأمنية والفعاليات السياسية والدينية مسؤولياتها».

واعتبر أن «التفجير الأخير هو تأكيد للنوايا الإجرامية التي تضرب المدينة، مدينة العيش المشترك والانفتاح»، وأهاب بالجمــيع التحرك لحماية الحريات. وطالب هيئات المجتمع المدني بـ«الوقوف وقفة واحدة».


Script executed in 0.19456315040588