أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

جنوب الليطاني 2011: صواريخ واستهداف «اليونيفيل»... ومسيرة العودة

السبت 31 كانون الأول , 2011 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,907 زائر

جنوب الليطاني 2011: صواريخ واستهداف «اليونيفيل»... ومسيرة العودة

وحفل المشهد الامني في منطقة عمل «اليونيفيل» الممتدة من رأس الناقورة حتى مزارع شبعا المحتلة بجولات امنية انطلقت مع بداية شهر ايار من العام الحالي, تمثلت بتدفق عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين 

الى الحدود اللبنانية الفلسطينية في منطقة مارون الراس, احياء للذكرى الثالثة والستين للنكبة, تحت شعار مسيرة «العودة»، وقد جاءت متزامنة مع مسيرات مماثلة على حدود الجولان السوري المحتل والاراضي الفلسطينية والاردن, دفع خلالها المتظاهرون ستة شهداء واكثر من 100 جريح برصاص الاحتلال الاسرائيلي عند الشريط الشائك الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة. 

وقد رتّب هذا التطور الامني حينها, الذي حمل ابعادا سياسية, تتمثل بالتأكيد على حق العودة, تحركات سريعة لاحتواء الموقف, عبر قوات «اليونيفيل» الوسيطة بين الاطراف. تلا هذا الحدث في الاول من آب توغل لقوات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة الوزاني في القطاع الشرقي, تصدى له الجيش اللبناني, وتمت معالجته على الفور. 

وفي الاول من تشرين الثاني أطلق مجهولون اربعة صواريخ كاتيوشا من احد الوديان بين عين ابل ورميش سقطت شمال فلسطين المحتلة, وردت عليها قوات الاحتلال بعدد من القذائف على المنطقة التي اطلقت منها الصواريخ والتي تبنت اطلاقها «كتائب عبد الله عزام» ثم عاودت سحب مسؤوليتها عن الهجوم, حيث كانت المرة الاولى التي يعاود فيها اطلاق الصواريخ منذ اواخر العام 2008. 

واستتبعت هذه العملية باطلاق صاروخ كاتيوشا في الثاني من كانون الاول من محيط مجدل سلم, سقط على احد منازل بلدة حولا, متسببا باصابة مواطنة بجروح بليغة, ولم تتبن اي جهة اطلاق الصاروخ الذي كانت وجهته نحو كريات شمونة في فلسطين . 

ومع بداية الشهر الاخير من السنة, فجّرت طائرات الاستطلاع الاسرائيلية منظومة تجسس كبيرة, كانت زرعتها في خراج بلدة ديركيفا, وشكّلت عملية وضع المنظومة وتفجيرها, لدى اكتشافها من مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وجهاز امن المقاومة, حدثا امنيا تمثل باختراق اسرائيلي لمنطقة تبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود. وكان سبق هذه الاحداث اكتشاف مخابرات الجيش اللبناني بالتعاون مع جهاز امن المقاومة منظومة تجسس اسرائيلية بالقرب من بلدة شمع في القطاع الغربي, وانفجار غامض بين بلدتي صديقين وجبال البطم, وحديث عن سقوط طائرة تجسس اسرائيلية في وادي الغندورية, لم تتأكد صحته. 

أما قوات «اليونيفيل» التي انشغلت بمواكبة الاحداث الامنية بالغة التعقيد, فعملت على معالجة ذيولها مع الاطراف خلال الاجتماعات الثلاثية, التي يحضرها ممثلون عن الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الاسرائيلي برعاية «اليونيفيل» والتي عقدت في رأس الناقورة. 

وخلال الاشهر الستة الاخيرة، نالت «اليونيفيل» نصيبها على دفعتين الاولى خارج منطقة جنوب الليطاني حيث استهدفت دورية فرنسية بعبوة ناسفة على الطريق البحري في صيدا في تموز, ادت الى وقوع عدد من الجرحى, والثانية عبر استهداف سيارة عسكرية فرنسية رباعية الدفع في التاسع من الشهر الحالي على طريق «النباعة» في بلدة البرج الشمالي, ما ادى الى جرح خمسة جنود فرنسيين ومواطن مدني صودف وجوده في المكان. 

وقد ترك هذا الانفجار تداعيات امنية وسياسية, لما تشكّله وتمثّله القوة الفرنسية البالغ عديدها 1300 عسكري , التي تحولت في وقت سابق الى قوة تدخل, بأمرة قائد «اليونيفيل» الجنرال البرتو اسارتا. 

وفي تقويمه لاحداث العام 2011 يؤكد الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» نيراج سينغ لـ«السفير» بأن «اليونيفيل» والجنوب واجها تحديات عام 2011، غير أن كل تحدٍ «عزز قوة الآليات التي أرسيناها معاً في إطار قرار مجلس الأمن الدولي 1701 للتعامل بفاعلية مع أي تطور غير مرغوب فيه». 

وقال: في الشهر الماضي كان هناك ثلاثة خروقات أمنية كبيرة داخل منطقة عملياتنا، وهي: هجوم بالمتفجرات على آلية أدى إلى إصابة خمسة جنود حفظ سلام وحادثتي إطلاق صواريخ. وقد أدت هذه الحوادث إلى أثارة قضايا أساسية وهامة تتعلق بسلامة سكان جنوب لبنان وأمن قوات حفظ السلام أنفسهم الذين كانوا أيضاً هدفاً لهجومين آخرين من خارج منطقة عملياتنا بالقرب من مدينة صيدا في وقت سابق من هذا العام. وكان هذان الاعتباران في جوهر العديد من تدابير تعزيز الأمن التي اتخذها الجيش اللبناني و«اليونيفيل». 

واضاف: لقد عبّر اللبنانيون على امتداد الطيف السياسي اللبناني عن رفضهم القاطع لمحاولات العنف هذه الرامية إلى تقويض الاستقرار الذي تحقق في الجنوب على مدى السنوات الخمس الماضية بفضل الجهود المشتركة مع الجيش اللبناني. إننا نتابع الأمور بشكل مكثف مع السلطات اللبنانية لضمان أن تتم ترجمة هذه النوايا إلى إجراءات ملموسة على الأرض، حيث اتخذ عدد من الخطوات بالفعل من قبل الجيش اللبناني والأجهزة الامنية لهذه الغاية. إننا في «اليونيفيل» لا نزال ملتزمين بتقديم كل الدعم الممكن للجيش اللبناني في نطاق ولايتنا. 

واشار الى انه على الرغم من بعض الحوادث الجدية التي وقعت على طول الخط الأزرق، بما في ذلك تبادل لإطلاق النار بين الجنود اللبنانيين والإسرائيليين قرب الوزاني في الأول من آب، فإن تدخّل «اليونيفيل» الفوري وآلية الارتباط القوية مع الأطراف أثبتت فاعليتها، إن لناحية احتواء الحوادث أو الانتهاكات، أو من حيث إشراك الأطراف في اتخاذ خطوات عملية تهدف إلى منع نشوب النزاعات وبناء الثقة. 

واعتبر ان «أحد هذه النتائج الإيجابية لجهودنا في الارتباط والتنسيق تمثل في التقدم المحرز في هذا العام في عملية وضع علامات مرئية على الخط الأزرق، وهو خط انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان. فبعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود بسبب خلافات بين الأطراف، اتفق الجانبان في أيار 2011 على الطريقة المقترحة التي قدمتها «اليونيفيل»، ومنذ ذلك الحين تم بالفعل تحديد أكثر من 100 نقطة جديدة على الخط الأزرق ووافق الطرفان على تعليمها». 

وقال: إن ما جرى مثال نموذجي يبين كيف أن المشاركة البناءة من جانب الأطراف يسمح لـ«اليونيفيل» بتوظيف مواردها الكبيرة ـ والمقصود في هذه الحالة عناصر نزع الألغام والمهندسون ورسامو الخرائط وضباط الارتباط والمتابعة السياسية ـ لاتخاذ تدابير ملموسة من شأنها أن تساعد الأطراف في الحفاظ على وقف الأعمال العدائية وتسهم في نهاية المطاف في أمن السكان المحليين. 

وفيما يخص العلاقة مع الجيش اللبناني اوضح ان هذه الشراكة ارست أسسا جديدة من خلال الحوار الاستراتيجي الجاري، وأدى ذلك إلى نشر الجيش اللبناني العديد والعتاد الذي يحتاجه لتعزيز قدراته في قطاع جنوب الليطاني. «ومن شأن ذلك مساعدة «اليونيفيل» للعمل مع الجيش اللبناني لبدء سلسلة من أنشطة بناء القدرات التي من شأنها، بمساعدة من الجهات المانحة، مساعدة القوات المسلحة اللبنانية على تولّي السيطرة الأمنية الفعّالة تدريجياً على منطقة عملياتنا والمياه الإقليمية اللبنانية». 

وختم سينغ: برأيي، إن أحد الركائز الأساسية لوجودنا هنا تقوم على ذلك الرابط الذي نتقاسمه مع شعب جنوب لبنان. خلال هذا العام شاهدنا هذه العلاقة تزدهر وتكتسب أشكال جديدة من التفاعل، سواء في المناسبات الرياضية والثقافية أو المشاريع المتنوعة لتلبية احتياجات المجتمع، أو البرامج التعليمية، أو المساعدة الطبية والبيطرية التي تقدمها «اليونيفيل». إن هذه البادرة الترحيبية من مضيفينا لا تزال واحدة من أكبر المحفّزات بالنسبة لقوات حفظ السلام في «اليونيفيل».


Script executed in 0.16749215126038