أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

استراتيجية "حزب الله" وإيران بعد الانسحاب الأميركي من العراق: الاستقرار السوري وتعزيز المقاومة والتواصل مع "الإخوان المسلمين"

الأربعاء 04 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,503 زائر

استراتيجية "حزب الله" وإيران بعد الانسحاب الأميركي من العراق: الاستقرار السوري وتعزيز المقاومة والتواصل مع "الإخوان المسلمين"

هذا ما تشير اليه مصادر مطلعة على أجواء "حزب الله" وإيران، لافتة النظر الى ان الخطة تتركز على جبهات عدة، منها ما يتعلق بالوضع السوري وما يجري في العراق ومواكبة المتغيرات في الدول العربية بعد الثورات الشعبية ووصول الاسلاميين الى الحكم والبرلمان في أكثر من دولة، إضافة لما يتعلق بمواجهة الهجوم الاميركي - الدولي على إيران والحزب بعد الخروج من العراق والعمل من أجل إحباط الفتنة المذهبية التي يتم العمل لإشعالها في أكثر من دولة عربية وإسلامية.

وتؤكد المصادر أن إيران و"حزب الله" يعتبران الانسحاب الاميركي العسكري من العراق اهم تطور استراتيجي في هذه المرحلة وسيكون له تداعيات هامة في المرحلة المقبلة، وهذا يتطلب وضع خطط عمل طويلة المدى لاستيعاب تداعياته خصوصا أن الاميركيين وبالتعاون مع بعض الدول العربية والقوى السياسية والحزبية، سعوا لاستيعاب نتائج الانسحاب مسبقاً من خلال إثارة القلاقل المذهبية وشن الحرب على سوريا والعمل لفك التواصل بين قوى المقاومة في المنطقة عبر الاستفادة من نتائج الثورات العربية.

في المقابل، فإن القيادة الإيرانية وقيادة الحزب وبالتعاون مع قوى إسلامية فاعلة، عملتا من اجل إفشال الخطط الاميركية ومواجهة المتغيرات الحاصلة برؤية جديدة تستطيع استيعاب التطورات ومواجهة التحديات المختلفة والسعي لتشكيل اطار جديد يكون قادرا على تقديم تصور مختلف لما يجري بعيدا عن الحسابات الحزبية او المذهبية او الفئوية.

وتتضمن خطة العمل التي تم التوافق عليها نقاطا اساسية عدة ومنها:

1- على الصعيد العراقي، العمل لحفظ الوحدة الداخلية وتطوير العملية السياسية والتواصل مع جميع القوى العراقية وتشجيعها على معالجة المشاكل عبر الحوار والتعاون والابتعاد عن كل ما يؤدي الى الفتنة او الصراع العسكري والامني والسياسي.

2- على الصعيد السوري، متابعة دعم الاصلاح السياسي والتعاون مع المبادرة العربية مع حماية الاستقرار السوري بكل الامكانيات المتوفرة مع قناعة الطرفين بأن النظام في سوريا نجح في استيعاب الهجمة القوية والتي هدفت لإسقاطه ولكنه سيظل يواجه الكثير من المشاكل في المرحلة المقبلة.

3- حول الموقف من القوى والحركات الاسلامية وخصوصا "الاخوان المسلمين"، فإن الطرفين يؤكدان تعزيز التواصل والتنسيق مع الاخوان وكافة القوى الاسلامية وقد تم البدء بذلك من خلال اقامة مؤتمر الصحوات الاسلامية في تشرين الاول الماضي، اضافة الى سلسلة اللقاءات بين مسؤولين ايرانيين ومن الحزب مع قيادات اسلامية اخوانية في اكثر من دولة عربية وإسلامية.

كما يجري البحث حول كيفية تعزيز هذا التواصل مع مراعاة ظروف الاخوان في هذه المرحلة حيث يخوضون الانتخابات النيابية في اكثر من دولة عربية ولديهم اهتمامات وأولويات متعددة.

4- تعزيز العلاقة بين قوى المقاومة ولا سيما في لبنان وفلسطين حيث عقدت لقاءات مكثفة وعلى اعلى المستويات بين القيادة الايرانية وقيادة الحزب وقيادات "حماس" و"الجهاد الاسلامي" وقوى فلسطينية اخرى. وكان الهاجس الاساسي العمل لحماية قوى المقاومة وتفعيل دورها والتعاون لمعالجة الاحداث الجارية في المنطقة ولا سيما في سوريا وستشهد الايام المقبلة تطورات هامة في هذا الاطار بعكس ما تروج له بعض الاوساط السياسية والاعلامية حول دور "حماس" وخروجها من دمشق.

5- مواجهة الفتن المذهبية التي يتم الترويج لها وإعطاء الاولوية لإزالة سوء التفاهم مع بعض الدول العربية الاساسية ولا سيما السعودية ورفض تحويل الصراع مع الاميركيين الى صراع عربي - ايراني او سني -شيعي، وقد شكلت زيارة وزير الامن الايراني للسعودية خطوة أولى في هذا المجال وستتبعها خطوات اخرى.

وتتابع المصادر تقييمها للتطورات العربية وما يجري في المنطقة بالقول ان ما حصل من ثورات شعبية ولا سيما في تونس ومصر كان بإرادة شعبية حقيقية لكن الاميركيين وبعض الدول العربية يحاولون حرف هذه الثورات عن مسارها لكن النتائج الاستراتيجية لما حصل ستكون لصالح قوى المقاومة في المدى البعيد. وأمام القوى الاسلامية ولا سيما "الاخوان المسلمين" فرصة هامة لتقديم نموذج إسلامي جديد في الحكم وأمامهم تحديات كبيرة اقتصادية وسياسية واجتماعية وهم معنيون بتوضيح مواقفهم من مختلف التطورات ولا سيما الصراع العربي ـ الاسرائيلي وكيفية حماية المقاومة ودعمها بدل التضييق عليها ومحاصرتها.

وأما عن احتمال حصول حرب اسرائيلية او اميركية على إيران او قوى المقاومة، فالمصادر لا تستبعد هذا الاحتمال في ظل الاستعدادات الاسرائيلية والأميركية المستمرة لذلك، لكنه سيكون مكلفا وصعبا عليهما كما سيكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد الاميركي والعربي والعالمي مما سيجعل الاميركيين وحلفاءهم يفكرون كثيرا قبل اللجوء اليه ويدفعهم لخيارات اخرى ومنها ما يسمى بالحرب الناعمة والحرب الاقتصادية والأمنية بهدف توجيه صربات قوية لقوى المقاومة.

وتختم المصادر بالقول بأن المنطقة دخلت بعد الانسحاب الاميركي من العراق في مرحلة جديدة لكن "حزب الله" وإيران والقوى المقاومة باتت في وضع افضل وأقوى مما كانت عليه في المراحل السابقة.


Script executed in 0.18457412719727