أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

موجات «واي فاي» تؤثر سلباً على صحة الرجل الإنجابية: الدراسات العلمية تنصح بتفادي وضع الكومبيوتر على الركبتين

الخميس 05 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,231 زائر

موجات «واي فاي» تؤثر سلباً على صحة الرجل الإنجابية: الدراسات العلمية تنصح بتفادي وضع الكومبيوتر على الركبتين

وفي شهر تشرين الثاني من العام الفائت، نشرت المجلّة العالميّة «Fertility and sterility» (الخصوبة والعقم)، نتائج دراسة علميّة أجراها باحثون من «الولايات المتحدّة الأميركية» والأرجنتين، حول تأثير الأمواج الكهرومغناطيسيّة «الواي فاي» على حركة الحيوانات المنويّة ونوعيتها. وتركزّت الدراسة على وضع الحيوانات المنوية لدى تسعة وعشرين رجلاً تحت التأثير المباشر لأمواج «واي فاي». 

وأظهرت النتائج، التي تداولتها الصحف الأجنبيّة، أن الأمواج الكهرومغناطيسيّة «واي فاي» التي تستخدم في شبكات الإنترنت، تؤثّر سلباً على حركة الحيوان المنوي ونوعيته. فبعد مرور أربع ساعات على تعرّضها لأمواج «واي فاي»، توقّفت نسبة خمسة وعشرين في المئة من عيّنات الحيوان المنوي عن الحركة، وأظهرت نسبة تسعة في المئة من العيّنات تلفاً في حمضها النووي «DNA»، أي بمعدّل يفوق ثلاثة أضعاف ما تلف في العيّنات التي لم تتعرّض لتلك الأمواج. 

واستناداً إلى تلك النتائج، طرح المشرف على الدراسة الدكتور كونرادو أفندانو، فكرة أن التعرّض لأمواج «واي فاي» يضرّ بالحيوان المنوي، من دون أن يتم تحديد ما إذا كانت جميع أجهزة الكمبيوتر المحمولة تسبّب التأثير ذاته، ولا شروط الاستخدام التي تفاقم التأثير السلبي لـ«واي فاي» على الحيوان المنوي. 

وبحسب أفندانو، «يجب تطوير تلك الأبحاث العلميّة، من خلال إجراء دراسات مباشرة، ليس فقط على عيّنات في المختبر، بل أيضاً على رجال يضعون أجهزة الكمبيوتر المحمول على ركبتيهم، للتأكّد بشكل تام من أثر موجات «واي فاي» على نوعية الحيوانات المنويّة». 

وتذكّر معطيات تلك الدراسة بالبحث العلمي الذي نشرته المجلّة العلمية عينها في شهر تشرين الثاني من العام 2010، وقد بيّنت نتائجه أن حماوة جهاز الكمبيوتر المحمول، وفي حال وضعه على الركبتين، تزيد من درجة حرارة الصفن، الذي يحافظ على درجة حرارة الخصيتين، ما يضرّ بالتالي بصحّة النطفة. 

ومن المعلوم أن درجة حرارة الخصيتين تتراوح بين ثلاث وثلاثين وأربع وثلاثين درجة حرارة مئويّة، أي أقل من حرارة الجسم بأربع درجات، وأن ارتفاع درجة حرارة الخصيتين يؤثّر على نوعية الحيوانات المنويّة وكميّتها. 

ومن الممكن أيضاً مقارنة نتائج تلك الدراسة بالبحث الذي نشرته «الجمعيّة الأميركية للطب التناسلي» في مجلة «Fertility and sterility» في تشرين الأوّل من العام 2009، حول تأثير ترددات الهواتف الخلويّة خلال المكالمة، على المني. وهدف البحث، الذي شمل عيّنات من المني من إثنين وثلاثين شخصاً، إلى تحديد أثر موجات الهواتف الخلويّة على حركة المني وحياته ومكوّناته. 

وأظهرت نتائج البحث أن تردّدات الهاتف الخلوي سبّبت انخفاضاً في قدرة الحيوانات المنويّة على الحركة وعلى الحياة، وأن الحيوانات المنويّة غير الناضجة هي أكثر تأثّراً بأضرار تلك التردّدات. 

وتكهّن المشاركون في الدراسة بأنه من الممكن أن يؤثّر وضع الهاتف الخلوي في جيب البنطلون في وضعية محادثة «Talk mode»، سلباً على صحة الحيوان المنوي وخصوبة الرجل. 

وتندرج جميع تلك الدراسات العلميّة ضمن النقاش العلمي الذي يدور في مختلف أنحاء العالم حول تأثير المجالات الكهرومغناطيسيّة، من محطات الهواتف الخلوية وشبكات الاتّصال اللاسلكيّة وغيرها، حول الصحّة العامة. ففي العام 2006، أصدرت «منظمة الصحة العالميّة» تقريراً يفيد بأن «لا آثار صحيّة ضارة للإشارات التي تنبعث من محطات الهواتف الخلوية ومن شبكات الاتصال اللاسلكي». في المقابل، وفي العام 2007، رفع باحثون دوليون تقريراً علميّاً «Bioinitiative report» يحذر من مخاطر الأمواج الكهرومغناطيسيّة على الصحة العامة، كما قامت العديد من المدارس في إنكلترا والمكتبات العامة في فرنسا بتوقيف خدمة «واي فاي» أو «Wireless Fidelity» لحماية الأطفال والزائرين من آثار سلبيّة محتملة. 


Script executed in 0.17629480361938