أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

وادي خالد: تحميل مسؤولية تداعيات مقتل الشبان الثلاثة للقوى الأمنية

الثلاثاء 10 كانون الثاني , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,737 زائر

وادي خالد: تحميل مسؤولية تداعيات مقتل الشبان الثلاثة للقوى الأمنية

ويمكن القول إن الواقع القائم يزيد من حدة التوترات في المنطقة، التي تعيش خوفا مصحوبا بحذر شديد من أي تدهور أمني، يمكن أن يسفر إلى ما لا تحمد عقباه، وذلك مع استمرار وضع "فيتو" على كل سكان المشيرفة، باختلاف جنسيتهم ومذهبهم. وتقوم مجموعة من الشبان بالتواجد عند المعابر التي تربط بين البلدين، وبطلب الهويات والتدقيق بها قبل السماح للمواطنين بالدخول. كما تم الاعتداء بالضرب أمس الأول على أحد الشبان أثناء قيامه بالتوجه إلى محله التجاري الواقع في المقيبلة، ما ترك الباب مفتوحا أمام العديد من الاحتمالات، خصوصاً أنه ضمن المفاهيم السائدة بين عرب وادي خالد، لا يمكن التكهن، كما لا يمكن لأحد أن يعرف، متى تتحرك الحساسية العشائرية التي تبقى جاهزة وتحت الطلب في أي لحظة. 

وتفيد مصادر مطلعة من بلدة المشيرفة بأن "مدراء المدارس والأساتذة لم يتمكنوا من الدخول إلى قرى وادي خالد لمزاولة أعمالهم، وذلك بعد تبلغهم من قبل وسطاء أن الأوضاع ما زالت متوترة، كما لم يسمح لنا بزيارة أهل القتلى لتقديم واجب العزاء ما يعني وفقا للعادات العشائرية أن المصالحة لن تتم حتى الأخذ بالثأر". وتتابع المصادر أنه "من المستحيل استمرار الوضع على ما هو عليه ويجب إيجاد حلول سريعة من قبل الدولة اللبنانية والقوى الأمنية، لأن أمن سكان المشيرفة وعدد كبير منهم هم من اللبنانيين مهدد"، وتتساءل المصادر "كيف يسمح لمجموعة من الشبان أن تقوم بالتدقيق بالهويات، ولماذا السكوت عن هؤلاء؟". 

من جهته يؤكد الشيخ محمد علي الشيخ (كبار وجهاء عشيرة العتيق في وادي خالد) "أن غالبية أهالي وادي خالد يرفضون الممارسات التي يقوم بها البعض لجهة التعرض لأهالي المشيرفة بالضرب والتدقيق بهويات المواطنين، لكننا لا نستطيع القيام بأي شيء، خصوصا أن أهالي القتلى يعتبرون أن مؤامرة قد حيكت ضد أبنائهم وقد غرر بهم ومن الصعب وفقا للعادات العشائرية أن يتعاملوا مع الموضوع كأن شيئا لم يكن". ويحمل الشيخ "مسؤولية ما سيحدث للجيش اللبناني والقوى الأمنية التي عمدت الى سحب السيارة التي قتل بداخلها الشبان قبل إجراء الكشف عليها من قبل متخصصين"، لافتاً إلى "أننا قد أجمعنا في اجتماع أول من أمس، على رفع شكوى ضد المتورطين في مقتل الشبان، ونحن نمتلك معطيات تدين 14 شابا من بلدة المشيرفة"، مؤكداً "ضرورة أن تعمل القوى الأمنية على إيقاف المتورطين للتحقيق معهم عندها يمكن أن نسعى لوضع حد للحصار المفروض على أهالي المشيرفة، كما نطالب بإيقاف من يتعرض للمواطنين الأبرياء بالضرب والشتائم، خصوصا أن من بين هؤلاء المدرسين الذين يقومون بتعليم أبنائنا". 

وعلمت "السفير" أن مساعي تقوم بها قوى الأمن المتواجدة عند معبر "البقيعة الشرعي"، لإجراء المصالحة بين أهالي وادي خالد والمشيرفة، وضمان عدم التعرض للأبرياء، أو أقله إقناع ذوي الضحايا بضرورة تحييد من لم يثبت تورطهم في أي شيء وتحييد الطائفتين المسيحية والعلوية عن الصراع.


Script executed in 0.20956993103027