مع انتهاء موسم قطاف الزيتون وعصره خلال الاشهر القليلة الماضية ليكون الزيت البلدي بهويته اللبنانية الذي تميز بجودته منذ عقود، للدرجة التي جعلته أحد أهم المنتجات الزراعية التي نفخر بها محليا وعالميا من حيث الجودة والنوعية. إلا أن بعض الأنفس المريضة القادمة من خارج المنطقة من التجار الموسميين، الذين يسعون لإفساده عن طريق غش زيت الزيتون من خلال خلطه بالزيوت الأخرى والذي يحدث نتيجة لارتفاع سعره عن بقية الزيوت الغذائية كونه الزيت الوحيد الذي ينتج طبيعياً بدون أية معاملة كيميائية تدخل عليه ولاحتوائه على طعم ونكهة مميزة وذات قيمة غذائية عالية.
ام احمد، امراة في الثلاثين من عمرها لم تساعدها خبرتها على النجاة من الوقوع في فخ احد تجار الزيت المغشوش الذي ادعى انه قادماً من شمال لبنان ليسوق زيت الزيتون باسعار متدنية لجمعية خيرية لرعاية الايتام، ليصل سعرة (تنكة) الزيت الواحدة الى اقل من 50 دولاراً ! .. تروي هذه المواطنة انها وقعت في الفخ نتيجة عدم خبرتها في التمييز بين الزيت الطبيعي الاصلي من جهة، والزيت المغشوش من جهة اخرى على الرغم من اللون الاخضر و رائحة الزيتون المنبعثة منه، ولهذا كانت النتيجة وقوعها في براثن هذا الغشاش بعد ما اكتشفت لاحقاً انه زيت نباتي مدمج بصبغة. ويتم غش زيت الزيتون بخلطه بزيوت كسب الزيتون أوزيت الذرة أوزيت الصويا أوزيت عباد الشمس إما منفردة أومخلوطة.
تسويق هذا الزيت المغشوش اصبح منذ السنوات القليلة الماضية ينتشر في العديد من القرى و البلدات الجنوبية و يقع فريستها عشرات العائلات من ذوي الدخل المحدود نظراً لعدم قدرتهم على شراء ( تنكة ) الزيت بمبلغ يفوق ال 150 دولاراً.
ولا شك ان طرق الغش متعددة كما يراها الحاج ابو محمد سعد الذي اعرب عن اسفه لقيام بعض قليلي الضمير بغش زيت الزيتون وذلك بخلط تنكة زيت زيتون بلدي بتنكة اخرى من زيت القلي ذي السعر المتدني ليصبح ناتج هذه الخلطة تنكتين تباعان بسعر زيت الزيتون البلدي، مشيرا الى انه وامعانا بالخداع والغش يقوم البعض وبعد خلط زيت القلي بزيت الزيتون البلدي بعصر كمية من اوراق اغصان شجر الزيتون واضافة ما يتم عصره منها الى الكمية المغشوشة حيث يغلب اللون الاصفر الغامق القريب الى اللون الاخضر اليانع ليكتمل مشهد اخفاء عملية الغش وينطلي الأمر على المتذوق الذي لا يشعر في معظم الاحوال بهذا الغش الصارخ.
وبهذا الخصوص يؤكد موقع بنت جبيل الذي اثار هذا الموضوع حتى لا يقع المواطنين فريسة هذا الزيت المغشوش ان عمليات الغش تتم عن طريق فئة تمتهن التجارة الموسمية بمنتج زيت الزيتون، مستغلين الموسم وحاجة الناس ذلك بخلط زيت الزيتون البلدي بزيوت نباتية اخرى، منوها الى ان هؤلاء الاشخاص يضعون في تنكة زيت الزيتون ما نسبته (20%) من زيوت الصويا، ويضيفون نكهات الأمر الذي يجعل عملية اكتشاف الغش صعبة على المستهلك، الذي يعتمد على التقييم الحسى للحكم على جودة زيت الزيتون نظرا لاختفاء كمية الزيت النباتي بالبلدي ليحمل الطعم نكهة البلدي، اوبخلط زيت زيتون قديم رديء النوعية بزيت زيتون جديد، بعد اضافة نكهات واوراق زيتون واصباغ وغيرها من المضافات الممنوعة والتي قد يؤثر بعضها سلبا على صحة المستهلك.
تبقى المسؤولية الاولى على المواطن الجنوبي و على وعيه التام حتى لا يقع فريسة الغش، اما المسؤولية الثانية تبقى محسوبة على وزارة الزراعة و السلطات المعنية في ملاحقة هؤلاء الغشاشين الذين كما بدا انهم عصابات امتهنت و احترفت الغش تأتي بسيارات فخمة الى المنطقة و يتجولون سيراً على الاقدام و يقصدون المنازل و يطرقون ابوابها غير آبهين بما تحتويه بضاعتهم من اثر سلبي على صحة المواطنين.