أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

انسحاب السعودية من لجنة المراقبين يربك قطر ويغيّب مشهد التضامن المفترض

الإثنين 23 كانون الثاني , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,957 زائر

انسحاب السعودية من لجنة المراقبين يربك قطر ويغيّب مشهد التضامن المفترض

حضر الملف السوري على طاولة وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فغاب مشهد التضامن المفترض ليحل محله الانقسام العامودي الحاد الذي ظهر من خلال عدة مشاهدات ومفارقات لافتة، ليس أوّلها تقرير رئيس بعثة المراقبين العرب محمود احمد الدابي الذي ساوى بين القوات السورية والمسلحين من حيث استخدام السلاح في الشارع، فاتهم مجموعات مسلحة كما وصفها التقرير الرسمي  باستخدام القنابل الحرارية والقذائف المضادة ضد القوات الحكومية والمواطنين وعدد من المنشآت الخدماتية والاقتصادية، كما وجه أصابع الاتهام باتجاه بعض وسائل الاعلام التي تقوم بتشويه الحقيقة بالاعتماد على "فبركات اعلامية" بحسب التعبير الأمر الذي يؤدي إلى مزيد من الاحتقان، ولا آخرها إعلان المملكة العربية السعودية صراحة عن سحب مراقبيها من البعثة العربية العاملة في سوريا، مرورا بالموقف القطري الذي وارب الباب دون أن يقفله بالكامل، من خلال التذكير بموقف بلاده الرسمي المحبذ لارسال قوات عربية لحقن الدماء السورية، فضلا عن اقتراح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي تكليفه بالتواصل مع مجلس الامن لدعم عمل المراقبين العرب في سوريا.
وفي القراءة الأولى لما حصل، يرى دبلوماسي لبناني مخضرم أنّ نتائج الاجتماع العربي لم تخرج عن نطاق المتوقع، ولم تأت بشيء جديد سوى تسليط الضوء على ولاءات الدول العربية المختلفة، وتشابك مصالحها الفردية. فخلافا لما يحاول البعض الترويج له من ان الجامعة امهلت النظام السوري شهرا اضافيا لاعادة الهدوء إلى الشارع السوري من خلال عقلنة المواقف، تشير المعلومات والمتابعات إلى ان كل دولة انطلقت من زاوية مختلفة، فالمملكة العربية السعودية ربطت الازمة السورية وموقفها من التطورات هناك، بموقف سوريا وايران من ملف البحرين الذي يشكل الخاصرة السعودية الرخوة، باعتبار ان المنامة ليست سوى الحديقة السعودية الخلفية، بينما انطلقت قطر على ما يبدو من واقع التطورات والتداعيات، ليس فقط على الساحة العربية، بل الدولية عموما، فالانكفاء الاميركي الناجم عن انشغال واشنطن بادارة ملفاتها الاكثر اهمية والحاحا، يفرض على القيادة القطرية التقاطع مع الموقف الغربي من خلال الامساك بالعصا من منتصفها، بانتظار ما ستحمله الاسابيع القليلة المقبلة من مواقف وتطورات.
في الموازاة برز الموقف المصري منسجما مع تطورات الشارع المصري الذي افرز مجلسا للشعب يحمل عنوانا اسلاميا واضحا، بحيث بات الوضع مشابها لذلك السائد في عدد من الدول العربية التي عانت من نتائج الربيع العربي. وبالتالي فان التشدد في الموضوع السوري قد يجر عليها مزيدا من الارباكات الداخلية، بحسب الدبلوماسي المذكور.
وبالنسبة لانسحاب المراقبين السعوديين من سوريا، يعتبر الدبلوماسي ان المملكة المنشغلة باطفاء النيران المشتعلة من حولها  تعاني من تصدعات كبيرة تفرض عليها مثل هذه المواقف المتشددة، فالتسليم بنجاح المبادرة العربية يعني عودة مظفرة لسوريا إلى الجامعة العربية، وبالتالي بدء عملية تصفية حساب سورية لا يعرف احد مدى خطورتها على سائر الانظمة التي دعمت مشروع اسقاط الاسد.

 

Script executed in 0.18772482872009