أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

حرب داتا الاتصالات ترفع السرّية عن «الإعداد لعمليّة اغتيال»

السبت 28 كانون الثاني , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,884 زائر

حرب داتا الاتصالات ترفع السرّية عن «الإعداد لعمليّة اغتيال»

أكّد مرجع رفيع المستوى في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي أمس أن فرع المعلومات تلقى معطيات «ذات صدقية» تشير إلى إعداد «جهات مجهولة» عملية اغتيال مسؤول أمني كبير. وفي شأن أمني آخر، اندلعت مجدداً أزمة داتا اتصالات الهاتف الخلوي بين بعض الأجهزة الأمنية وبعض السلطتين التشريعية والتنفيذية. المشكلة القديمة التي تعود إلى أيام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الثانية (حكومة ما بعد اتفاق الدوحة) كانت تخبو ثم تعود إلى السطح من حين لآخر، إلى أن توقفت وزارة الاتصالات عن تزويد الأجهزة الأمنية اللبنانية ببيانات الهاتف الخلوي، ابتداءً من الثالث عشر من الشهر الجاري.

لا علاقة ظاهرة بين المعلومات التي تتحدث عن محاولة اغتيال، وأزمة داتا الاتصالات، لكنّ التدقيق في ما هو متداول بشأن الملفين يُظهر وجود صلة ما بينهما، أو على الأقل، بين «تسريب» الأول، وحصول الثاني.

في قضية الاغتيالات، أورد موقع «الرواد» الإلكتروني أمس خبراً يفيد أنّ قوى الأمن الداخلي أحبطت محاولة اغتيال لرئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن، وعثرت على سيارتين مفخختين في محيط مستشفى أوتيل ديو في الأشرفية، لكنّ الموقع ذاته، سرعان ما نفى ذلك.

وفيما أشارت مصادر معنية بالملف إلى أن فرع المعلومات تعمّد تسريب الخبر، نفت مصادر أمنية رفيعة المستوى ذلك، مؤكدة لـ «الأخبار» أن اتصالات أجريت مع إدارة الموقع لنفي المعلومات، لكنّ المصادر ذاتها شددت على أن في حوزة فرع المعلومات «معلومات دقيقة جداً» عن الإعداد لعملية اغتيال للعميد وسام الحسن، أو للّواء أشرف ريفي، لافتة إلى أن هذه المعطيات وردت «من دولة أجنبية، ومن الداخل اللبناني». ونفت المصادر في الوقت عينه العثور على أيّ سيارة مفخخة، أو وجود أيّ موقوف، قائلة إن متابعة هذه المعطيات كانت في بدايتها.

وما الرابط بين تسريب هذه المعلومة وقضية داتا الاتصالات؟ يقول مرجع أمني رفيع المستوى إن وزارة الاتصالات تمتنع عن تزويد الأجهزة الأمنية بداتا الاتصالات الكاملة، «مع ما يعنيه ذلك من تعريض أمن الدولة للخطر». ويقول المرجع إن التوقف عن تزويد الأجهزة بالداتا بدأ منذ جلسة لجنة الاتصالات النيابية الأخيرة يوم 17كانون الثاني الجاري، «رغم أن وزير الداخلية يدعو وزير الاتصالات، بإلحاح، إلى تلبية طلبات الأجهزة الأمنية». وقال المرجع إن آخر يوم تسلمت فيه الأجهزة داتا الاتصالات كاملة كان يوم 13 الجاري.

وللنظر إلى ملف الداتا زاويتان. من الأولى، يُقال إن القانون لا يبيح للأجهزة الأمنية الحصول عليها كاملة، وإنّ أخذها بحاجة إلى تعليل. أما من الثانية، فيقال إن القانون يتيح الحصول عليها، وخاصة أنها لا تتضمن لا مضمون الاتصالات، ولا مضمون الرسائل النصية. تعود الأولى لتقول إن حركة الاتصالات لا مضمونها فقط مصونة بموجب القانون. ليعود أصحاب الثانية للفت النظر إلى «الأمن الوقائي». فبحسب مراجع أمنية رفيعة، «ضُبِطَت خلايا إرهابية كثيرة بسبب داتا الاتصالات، قبل أن تنفّذ أيّ عمل إجرامي». وتضيف: «لولا أن داتا الاتصالات كاملة كانت موجودة في حوزتنا، لما أوقفنا أيّ عميل للاستخبارات الإسرائيلية». وترى المراجع الأمنية أنه «لا يمكن تحديد منطقة واحدة في لبنان ليتحرك فيها المشتبه فيهم، حتى نطلب داتا الاتصالات الخاصة بها. ومن أجل ذلك، ينبغي الحصول على الداتا كاملة». ويشير مرجع أمني إلى «أن الأجهزة الأمنية في عدد كبير من الدول العربية، والأجنبية، مربوطة مباشرةً بداتا الاتصالات».

في المقابل، تقول مصادر نيابية معنية بالملف إن «أيّ سوء استخدام لهذه البيانات في دولة أوروبية يعرّض صاحبها لأشد العقوبات. أما في لبنان، فثمة أجهزة أمنية واضحة الانتماء السياسي، وبالتالي، يجب التأكد من حسن استخدام البيانات الموضوعة في عهدتها. وإذا كانت الأجهزة الأمنية بحاجة إلى الداتا، فلتطلب تعديل القانون عبر وزاراتها».

ولا ينفي مرجع أمني أن يكون إعلان وجود معلومات عن الإعداد لعملية اغتيال مرتبطاً بقطع الداتا عن الأجهزة، قائلاً: «ما لدينا من معطيات مخيف، ونريد أن نضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وجميع المراجع السياسية الرسمية صارت على بيّنة من هذه المعطيات، وعلى السلطة التنفيذية أن تقوم بواجبها، لأن البلد لا يحتمل أي خضة أمنية».

أين الحل؟ وزير الاتصالات نقولا صحناوي أكد لـ«الأخبار» أنه لم يعد يزود الأجهزة الأمنية بداتا الاتصالات كاملة منذ جلسة لجنة الاتصالات النيابية الأخيرة، مشدداً على أنه مستمر في تلبية الطلبات الهادفة إلى الحصول على داتا محددة جغرافياً وزمنياً. وقال صحناوي إن حل هذه المشكلة يكون عبر ربط الأجهزة مباشرةً، من خلال غرفة التحكم التابعة لوزارة الداخلية، بداتا الاتصالات، وتنتفي حينذاك أيّ حاجة إلى الطلبات، لكنّ وزير الاتصالات لفت إلى أن تنفيذ مثل هذا المشروع بحاجة إلى فترة زمينة تتجاوز ستة أشهر كحد أدنى، وإلى إرادة سياسية ونص قانوني، فضلاً عن تعاون جميع المعنيين في القطاع، وفيما استمرت الاتصالات بين وزيري الداخلية والاتصالات حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، جزم الصحناوي بأنه سيلبي «أي طلب للحصول على داتا الاتصالات إذا كان مرتبطاً باحتمال وقوع أحداث خطيرة».


تبديل قائد اليونيفيل


من ناحية أخرى، تشعبت الانشغالات الرسمية أمس، من انتقال قيادة قوات اليونيفيل اليوم من الإمرة الإسبانية إلى الإمرة الإيطالية، في احتفال يقام على الحدود مع فلسطين المحتلة، إلى حادثة العريضة على الحدود مع سوريا شمالاً.

في ما خص الحدث الحدودي الجنوبي، وصل إلى لبنان أمس وفد رسمي من إيطاليا، برئاسة وزير الدفاع جان باولو دي باولا، وآخر من إسبانيا برئاسة رئيس أركان الدفاع الأميرال فرناندو غارسيا، للمشاركة في حفل التسليم والتسلم، بين القائد الحالي لليونيفيل اللواء الإسباني ألبرتو أسارتا، وخليفته الإيطالي اللواء باولو سييرا، الذي سيقام اليوم في الناقورة. وبعيد وصوله إلى بيروت، زار دي باولا الرؤساء ميشال سليمان، ونبيه بري، ونجيب ميقاتي، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، مؤكداً التزام بلاده بقوات اليونيفيل، وبسلام لبنان، وديموقراطيته وحريته، ودعمها له بوصفه «نموذج الاستقرار والديموقراطية في المنطقة، والمنطقة بحاجة إلى استقراركم».

وفي هذا الإطار، وبعد جولاته الوداعية، زار أسارتا أمس، عدداً من المسؤولين السياسيين والعسكريين للتعريف بخلفه سييرا، ومساءً أقام رئيس مجلس النواب نبيه بري مأدبة عشاء تكريمية لوداعه.

وغير بعيد عن أجواء الجنوب والمنطقة، يبدو أن بيان حزب الله عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، استدعى زيارة من الممثل الشخصي لبان بالإنابة روبرت واتكنز، لمسؤول العلاقات الدولية في الحزب عمار الموسوي، لإطلاعه ــــ بحسب واتكنز ــــ على مجريات زيارة بان للبنان «والنقاشات التي أجراها مع المسؤولين اللبنانيين، وقلت له إن السيد بان كي مون أبلغ محادثيه أن الأمم المتحدة تتوقع أن يلتزم لبنان بكل القرارات المتعلقة بقرارات مجلس الأمن، المتعلقة بلبنان وبتطبيقها». اما الموسوي فقال إنه أبلغ زائره وجود «نظرة متشكّكة تحكم تطلعنا إلى دور» مؤسسات المجتمع الدولي، التي «تعاني اختلالاً في التوازن في دوائر صنع القرار فيها».

وفي حركة الزوار أيضاً، ظهر فجأة عند الرئيس فؤاد السنيورة، مساعد نائب وزير الخارجية التركية خالد جيفيك، الذي لم يرصد عند أيّ مسؤول آخر، واصل المدعي العام للمحكمة الدولية دانيال بلمار، جولاته الوداعية في لبنان، التي شملت أمس وزير الداخلية مروان شربل، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في حضور رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، النائب مروان حمادة، الإعلامية مي شدياق، وأرملة الشهيد جورج حاوي سوسي مادويان.

أما الحركة الأكبر أمس، فتركزت على مؤتمر «الاتحاد الدولي للأحزاب الديموقراطية الوسطية»، الذي افتتحه الرئيس أمين الجميل، بكلمة جدد فيها إعلان مواقف حزب الكتائب داخلياً، حيث «لا يحق لجماعة، بذريعة مقاومتها، أن تنوب عن الدولة»، وإقليمياً بأن «الشعارات الأولى التي رفعها الثائرون ارتاحت إليها مـكونات المجتمعات العربية، (…) لكن على السلطات الجديدة أن تتحمل مسؤولية احترام هذه الشعارات والمبادئ، وتحقيق مطالب الشعوب، ورهن دعم أيّ ثورة في العالم بنقلها مجتمعها من واقع القمع والتمييز إلى الحرية والمساواة». أما رئيس الاتحاد، بيار كاسيني، فتناول التطورات العربية بالقول إنه بعد الربيع يحل فصل الصيف و«لا نرغب أن يحل فصل الشتاء».

وكان وفد الاتحاد قد زار رئيس الجمهورية، الذي لفت إلى أهمية «تشجيع التيارات التوافقية في الدول العربية التي فيها تعددية، وإلا فستشهد المزيد من العنف والتشرذم والحروب».


العريضة والمجلس السوري


أما ملف التحقيق بحادثة العريضة، فقد وضعه أمس الأمين العام للمجلس الأعلى السوري ــــ اللبناني نصري خوري، على طاولة البحث مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، كاشفاً أنه طرح على الأول نقاطاً تتعلق بالتعاون اللبناني ـــــ السوري، وأموراً تستدعي المعالجة من الجانبين «ولا سيما في ما يتعلق بضبط الحدود بكل ما للكلمة من معنى، على كل المعابر الحدودية الرسمية، وفي المناطق الحدودية المشتركة»، إضافة إلى أنه أطلعه «على الجهود التي بذلتها الأمانة العامة من أجل حل مشكلة الصيادين ومعالجة ذيول» حادثة العريضة، «وبالتالي التحقيقات التي أجراها الجانب السوري».

وذكرت مصادر مطلعة على لقاء السرايا، أن التحقيق السوري، يؤكد أن الصيادين الثلاثة كانوا موجودين داخل المياه الإقليمية السورية.

(الأخبار)


Script executed in 0.17708301544189