أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

«حزب الله» يشارك للمرة الأولى في حفل التسلم والتسليم في الناقورة

الإثنين 30 كانون الثاني , 2012 06:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,325 زائر

«حزب الله» يشارك للمرة الأولى في حفل التسلم والتسليم في الناقورة

شكلت ولاية القائد العام السابق لقوات «اليونيفيل» الجنرال الاسباني البرتو اسارتا، على مدى سنتين في الجنوب، منعطفاً جديداً في العلاقة مع «حزب الله»، الذي طالما نأى بنفسه، عن توطيد العلاقة في السنوات الطويلة المنصرمة.

وتمكن أسارتا برغم المواقف الحادة، التي لطالما عبر عنها أمين عام الامم المتحدة بان كي مون، خاصة تلك التي كانت تتناول «حزب الله» مباشرة من رسم خارطة طريق للعلاقة المستقبلية مع الحزب، الذي تلقف مبادرات اسارتا بتكليف النائب الدكتور علي فياض، تمثيل الحزب للمرة الأولى في احتفال رسمي لـ«اليونيفيل» في الناقورة، بدعوة شخصية من اسارتا، وبدا واضحاً أن الحزب أراد من مشاركته توجيه اشارات ايجابية لقيادة «اليونيفيل» من جهة والدول الرئيسة المشاركة فيها من جهة ثانية، مثل ايطاليا وفرنسا واسبانيا، مفادها قبوله بعلاقة أفضل على قاعدة فهم الحزب والحكومة اللبنانية للقرار 1701.

الدعوة التي وجّهت الى الحزب للمشاركة في حفل التسلم والتسليم بين القائد السابق البرتو اسارتا والقائد الايطالي الجديد باولو سيرا، لم تكن الاولى من نوعها، فقد تلقى الحزب دعوة مماثلة قبل سنتين، لحضور التسلم والتسليم بين القائد الاسبق غلاوديو غرازيانو واسارتا، غير أن الحزب رفض تلبيتها آنذاك.

وكان فياض قد لبى مناسبتين أخريين واحدة في السفارة الاسبانية، وواحدة في الناقورة، أقيمتا لمناسبة انتهاء مهمة اسارتا، وسجلت فيهما حفاوة مميزة بحضور الحزب، من قبل السفارة الاسبانية.

ويؤكد فياض لـ«السفير» ان اسارتا كان حريصاً، على حضور «حزب الله»، ونحن كنا حريصين على الحضور، في اشارة تقدير خاصة للجنرال اسارتا الذي حرص خلال الاشهر الماضية على احداث نقلة نوعية في العلاقة مع «حزب الله»، فكانت دعوته لي الى منزله، حيث فتح هذا اللقاء قناة سياسية جديدة مع الحزب، منطلقاً من مقولة انه لا يمكن اقامة ثقة مع السكان المحليين من دون بناء علاقة ثقة مع الحزب، وهو سعى ما امكن للاستماع الى ملاحظاتنا.

يرى فياض، ضرورة الالتزام بالقرار 1701، لناحية وقف الخروقات الاسرائيلية واستكمال انسحاب اسرائيل وان تكون «اليونيفيل» متوازنة في عملها، مذكراً بالانحياز الموغل لأمين عام الامم المتحدة في تقاريره بشأن الجنوب.

ويتوقف فياض أيضاً عند التقييم الايجابي من جانب قيادة الجيش ومعظم الشخصيات الجنوبية لمهمة «اليونيفيل» آملاً في هذا السياق استمرار التواصل على امل كسب الثقة وتسهيل مهمة «اليونيفيل» وإزالة كل ما يمكن من التباسات.

وانتهز فياض حفل التسلم والتسليم، لإبلاغ القائد الايطالي الجديد باولو سيرا، اهمية التزام «اليونيفيل» بمساعدة لبنان والجنوبيين، والعمل على وقف الخروقات الاسرائيلية المتكررة وإدانتها والالتزام الكامل بدور «اليونيفيل» على اساس القرار الدولي، ما يساعد في التفاهم بين الجانبين، مضيفاً «لا نستطيع الحكم على القائد الجديد، لاننا لا نعرف شيئاً عنه وعن طريقته في العمل».


احتفال الناقورة 


وكان مقر قيادة «اليونيفيل» في الناقورة قد شهد أمس الأول حفل انتقال القيادة من اللواء ألبيرتو أسارتا كويباس (إسبانيا) إلى اللواء باولو سيرّا (إيطاليا)، بحضور وزير الدفاع اللبناني فايز غصن ممثلاً رئيسي الجمهورية والحكومة، النائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب، النائب عبد المجيد صالح، النائب علي فياض، قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وزير الدفاع الإيطالي جيامباولو دي باولا، نائب وزير الخارجية الإيطالي ستافان دي ميستورا، رئيس أركان الجيش الإسباني الأدميرال فرناندو غارسيا سانشيز ونظيره الإيطالي الجنرال بياجيو أبراتي، نائب قائد غرفة عمليات الجيش الفرنسي الجنرال ديدييه كاستريس، نائب قائد غرفة عمليات الجيش الألماني الجنرال وولف ديتريتش كريسيل، إضافة إلى حشد عسكري ورسمي ودبلوماسي كبير كبير.

في خطابه الوداعي، قدّم أسارتا جردة عامين من موقعه كقائد لـ«اليونيفيل»، مشيداً بالشراكة مع الجيش والروابط المتينة مع الأهالي الجنوبيين. 

بعد ذلك، استعرض أسارتا حرس الشرف الذي يمثل مختلف الوحدات المساهمة بقوات في «اليونيفيل» والبالغ عددها خمساً وثلاثين، كما وضع إكليلاً من الزهور على النصب التذكاري تخليداً لذكرى 293 جندي حفظ سلام فقدوا حياتهم خلال أداء الواجب، ثم وقّع وثيقة نقل السلطة وسلّم علم الأمم المتحدة إلى اللواء سيرّا.

وفي خطابه الأول كقائد عام، قال سيرّا إنه ملتزم بالكامل العمل مع الجيش اللبناني، واعداً بتطوير هذه الشراكة الاستراتيجية تحقيقاً للهدف المشترك المتمثّل بإرساء السلام والاستقرار في الجنوب، مضيفاً ان نجاح البعثة «يكمن في الالتزام المستمرّ لجميع الأطراف بوقف الأعمال العدائيّة والاحترام التام للقرار 1701».

وقال القائد العام الجديد: «من شأن احترام الأطراف للخط الأزرق خلال تعاونهم مع اليونيفيل في سعيها إلى تعليم الخط الأزرق مرئياً أن تدعم تحسين الحالة الأمنية بشكل عام بالنسبة إلى أهالي الجنوب».

وفي ختام الحفل منح الوزير غصن باسم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، اللواء أسارتا وسام الأرز الوطني من رتبة قائد.


بري يكرّم أسارتا


في السياق نفسه، أقام رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة احتفالاً تكريمياً لقائد «اليونيفيل» السابق الجنرال اسارتا في حضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والقائد الجديد باولو سيرا، وقدم له لمناسـبة مغـادرته لبـنان درع مجلس النواب «تقديراً لدوره في قيادة «اليونيفيل». وحضر الحفل حشد رسمي ودبلوماسي وعسكري كبير.

تلت الاحتفال مأدبة عشاء تكريمية لأسارتا الذي نوّه بري بدوره وقال: «صديق آخر للبنان واللبنانيين يغادرنا بعد ان ترافق مع الجنوب واهله على مدى عامين. عرفهم وعرفوه بالسراء والضراء، عاش معهم شاهداً على حقيقة قضيتهم ومعاناتهم من الخروقات الاسرائيلية.. شهد على وعود الانسحاب من الغجر وتأمل معنا في ما تبقى من القرار 1701 من دون تطبيق. سواء لتحقيق وقف اطلاق النار او تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا. جسد اخوة السلاح بتعاونه مع الجيش اللبناني، واعتز بما أنجز من هدوء في الجنوب، اذ انني سأبقى ذاكراً لما كان يتغنى به ويردده دائماً. «اذا اردت السلام تعال الى الجنوب حيث السكون».

وقال اسارتا في كلمته «ان استراتيجية «اليونيفيل» للخروج من لبنان مرتبطة بقدرة الجيش اللبناني على ضمان الامن والاستقرار في جنوب لبنان وفوق المياه الاقليمية اللبنانية. ولهذه الغاية، من الضروري ان تبذل الحكومة اللبنانية اقصى جهودها وان يستمر المجتمع الدولي في دعم الجيش اللبناني. ومع ذلك، فإن انتشار «اليونيفيل» الحالي مع مواردها لا يمكن ان يستمر الى ما لا نهاية. إن مسؤولية الاطراف هي الاستفادة من الفرص السانحة التي وفرها وجود «اليونيفيل»، وتجاوز الوضع الراهن من اجل التوصل الى وقف دائم لإطلاق النار».

وخص اسارتا الرئيس بري بكلمة وتحية، ثم قدم خلفه سيرّا.


Script executed in 0.19604587554932