أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

آية الله العظمى الامام الخامنئي : انتفاضات شعوب المنطقة جزء من النضال الانساني ضد الصهيونية والاستكبار

الثلاثاء 31 كانون الثاني , 2012 04:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,114 زائر

آية الله العظمى الامام الخامنئي : انتفاضات شعوب المنطقة جزء من النضال الانساني ضد الصهيونية والاستكبار

أكد آية الله العظمى الامام السيد علي الخامنئي ان انتفاضات شعوب المنطقة ضد الأنظمة الدكتاتورية العميلة هي جزء من النضال الانساني لدكتاتورية الصهاينة العالمية. وأفادت وكالة "مهر" الايرانية للانباء أن سماحة الامام السيد علي الخامنئي استقبل الاثنين المئات من الشباب ممن يشاركون في مؤتمر الصحوة الاسلامية من 73 بلدا من بينها مصر وتونس وليبيا ولبنان واليمن والبحرين وفلسطين في أجواء حميمة ومليئة بالمشاعر الاسلامية والثورية.


ولفت سماحة الامام الخامنئي في كلمة ألقاها أمام الوفد الشبابي، الى أن "انتفاضات الشعوب المسلمة ضد الانظمة الدكتاتورية العميلة هي ظاهرة مباركة وهامة للغاية ومقدمة للانتفاضة ضد الدكتاتورية الصهيونية والاستكبارية العالمية الفاسدة الخبيثة"، مؤكدا ان "هذه الحركة المباركة ستبلغ بحول الله وقوته مرة اخرى قمة العزة والاستقلال والاقتدار في المستقبل المشرق".


ووصف سماحته شباب الدول الاسلامية بأنهم "حاملو بشائر كبرى لمستقبل العالم الاسلامي"، مضيفا : "ان صحوة الشباب في انحاء العالم الاسلامي عززت الامل في الصحوة العامة للشعوب المسلمة".

وأشار الامام الخامنئي الى ان البشرية تسير في منعطف تاريخي كبير وعلى أعتاب تحول عظيم، موضحا "ان البشرية اجتازت جميع العقائد المادية بما فيها الماركسية والليبرالية الديمقراطية والقومية العلمانية، وهي في بداية مرحلة جديدة من أكبر مؤشراتها إيمان الشعوب بالله تعالى وطلبهم العون من القوة الالهية الازلية واعتماد الشعوب على الوحي".


ولفت سماحته الى هيمنة دكتاتورية الصهاينة والقوى الاستكبارية المعقدة والخطيرة الفاسدة والشريرة على العالم، مؤكدا "ان انتفاضات شعوب المنطقة ضد الانظمة الدكتاتورية العميلة هي جزء من النضال الانساني ضد الدكتاتورية العالمية للصهاينة، وان المجتمع البشري بعبوره للمنعطف التاريخي، سيتخلص من هذه الدكتاتورية الخطيرة، وهذا التحول العظيم واستنادا الى الوعد الالهي الصادق سيؤدي الى تحرير الشعوب وسيادة القيم المعنوية والالهية".


وفيما لفت سماحة الامام الخامنئي الى أن البعض ربما يعتبر ان الانتصار على الدكتاتورية الصهيونية العالمية أمر غير ممكن، اشار الى انه "في السابق كان هناك من يتحدث عن انتصار الشباب المؤمن بحزب الله على جيش الكيان الصهيوني أو إذلال طاغوت مصر والتطورات المثيرة للدهشة في شمال افريقيا، معتبرا ان الكثيرين كانوا لا يصدقون ذلك، كما ان صمود وانتصار وتطور الجمهورية الاسلامية كذلك كان أمرا غير قابل للتصديق من قبل البعض، ولكن القوة الجبارة للباري تعالى أثبتت دورها في هذه الانتصارات والتطورات المدهشة".


واعتبر سماحته ان الحضور الواعي وصمود الشعوب في الساحة، سيمهد الارضية بلا شك لتحقيق النصر الالهي، واضاف "في ظل تحقق الوعود الالهية، فإن الصهاينة وامريكا الشيطان الاكبر والقوى الغربية في الوقت الحاضر تشعر بالعجز، وهذا الشعور بالضعف والفشل يتزايد يوما بعد يوم".

وأوضح الامام الخامنئي ان "التطورات التي شهدتها الدول الاسلامية هي بداية لطريق الخلاص والسعادة"، مشددا على ضرورة ان "لا نعتبر الانتصارات التي تحققت بأنها نهاية الطريق، واهمية مواصلة الجهاد والاعتماد على عزيمة وارادة الشعوب والاتكال وحسن الظن بالله القادر المتعال، والاستمرار بمقارعة القوى المتغطرسة العالمية وعملائهم".


وتطرق سماحته الى الانجازات العلمية الرائعة التي حققتها الجمهورية الاسلامية الايرانية في مجالات الطاقة النووية والتكنولوجيا الحيوية والطبية والمجالات الاخرى، موضحا : "ان الشباب المؤمن في ايران ورغم جميع العراقيل التي وضعها الاعداء، فقد حققوا النجاحات والتي من شأنها ان تكون درس عبرة لشباب جميع الدول الاسلامية".

كما أشار الى محاولات القوى المستبدة بالعالم الى الايحاء للشعوب المسلمة بأنها عاجزة وغير قادرة على هزيمة القوى العالمية والابقاء على تخلفها، مؤكدا ان الامة الاسلامية أصبحت واعية في الوقت الحاضر وادركت ان هذا التصور خاطئ تماما وان الشعوب المسلمة قادرة على احياء مجد وعظمة الحضارة الاسلامية مرة اخرى.


ووصف الامام الخامنئي، القرن الحالي بأنه قرن الاسلام والقيم المعنوية، مضيفا : "ان الاسلام أهدى الى الشعوب العقلانية والمعنوية والعدالة معا الى الشعوب وان تعاليم البارى تعالى تؤكد على اسلام العقلانية والتفكير والتدبر، اسلام التوكل على الله، اسلام الجهاد واسلام السعي".

وأشار سماحة آية الله العظمى الخامنئي الى محاولات الاستكبار للتعويض عن خسائره الناجمة عن ثورات الشعوب في مصر وتونس وليبيا وباقي الدول الاسلامية، مضيفا : "ان العدو يخطط للتآمر ويجب على الشعوب المسلمة وخاصة شباب الامة الاسلامية الذين هم محرك الصحوة الاسلامية ان لا يسمحوا لشبكة الاستبداد العالمية من خطف ثوراتهم، والانحراف عن مسارها في الحاضر والمستقبل، من خلال توخي اليقظة والحذر التامين والاستفادة من تجارب الآخرين".


ونوّه سماحته الى تجارب الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال 32 عاما في التصدي لمؤامرات امريكا وباقي أعداء الاسلام،  مضيفا : "ان المستكبرين لجأوا الى اي وسيلة ممكنة بغية الحاق الهزيمة بالجمهورية الاسلامية، وحتى الآن فقد تلقوا في جميع المراحل صفعات من قبل الشعب الايراني، ومن الآن فصاعدا ايضا لن يكون نصيبهم سوى الهزيمة والفشل".

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان "بث الفرقة بين الامة الاسلامية من بين مكائد الاعداء"، مضيفا : "ان حركة الصحوة الاسلامية لا تفرق بين الشيعة والسنة، وان اتباع جميع المذاهب الاسلامية حاضرون في ساحة المنازلة بوحدة ووفاق".


وأشار قائد الثورة الاسلامية الى المبادئ المشتركة العديدة بين الشعوب المسلمة، مضيفا : "ان الشعوب المسلمة لديها فروق فيما بينها، ونظرا الى الاختلافات الجغرافية والتاريخية والاجتماعية فانه لا يوجد أنموذج واحد لجميع الدول الاسلامية، ولكن الامر الهام هو ان الجميع يعارض هيمنة الصهاينة والامريكان الشريرة ولا يطيقون وجود الورم السرطاني اسرائيل".

وتابع سماحته، قائلا :" اينما يوجد نشاط ومخطط يصب بمصلحة اسرائيل وامريكا يجب عندها توخي الحذر، وان نعتبرها حركة غريبة ومعارضة لمصالح الشعوب، وأينما توجد حركة اسلامية معادية للصهيونية والاستكبار والاستبداد والفساد، فإن جميع الشعوب المسلمة ستكون متضامنة في تأييدها ودعمها".


وأشار الامام الخامنئي الى "محاولة التعتيم على ثورة الشعب البحريني كمثال لمحاولات أجهزة الدعاية العالمية"، وقال : "ان وسائل الاعلام الغربية او المرتبطة بالغرب تريد من خلال بث الخلافات، الايحاء بأن قضية البحرين هي قضية الشيعة والسنة، ولكن لا يوجد اي فرق بين حركات الصحوة الاسلامية في مختلف الدول".

واعتبر سماحة آية الله العظمى الخامنئي ان "حسن الظن بالله والمحافظة على الوحدة هما رمز الانتصار"، موضحا ان "الامة الاسلامية وفي ظل هذا الامر الالهي ستواصل طريقها بدون توقف".


ووصف سماحته مستقبل الامة الاسلامية بأنه مستقبل مشرق، وأشار الى الامكانيات الانسانية والمادية وغير المادية التي يمتلكها العالم الاسلامي، وقال : "ان الشعوب المسلمة مع المحافظة على الفروق والاختلافات هي تحت مظلة الدعوة الى الله، وان شباب الامة الاسلامية سيشهدون بإذن الله فترة مجد وعزة واقتدار الامة الاسلامية وسينقلون هذه المفاخر العظيمة الى الأجيال المقبلة".

وفي مستهل اللقاء، أشار الامين العام للمجمع العالمي للصحوة الاسلامية علي اكبر ولايتي الى مشاركة 1200 شاب ثوري من 73 بلدا في العالم في ملتقى الدول للشباب والصحوة الاسلامية، موضحا ان المشاركين أكدوا في هذا الملتقى على ضرورة التصدي لمؤامرات الاستكبار العالمي، وخاصة أكاذيب وسائل الدعاية الاستكبارية حول اهداف الحركات الاسلامية، وكذلك بذل الجهود لتوسيع خطاب سيادة الشعب الدينية والعدالة والحرية.


Script executed in 0.19211912155151