و قد اندفعت تلك المنظومة مستندة الى قدرات مالية و اعلامية هائلة للانتقام من سوريا و قلبت الاتجاهي الاصلاحي الى حركة ارهابية تقتل و تدمر و تنشر الفوضى. ثم امعنت منظومة اعلام العدوان على سوريا باللجوء الى كل ما تقدمه التقنيات الحديثة من قدرات و استفادات من خبرات هولويود السينمائية لتصنيع المجسمات و المسارح و اختلاق مشاهد مزورة من اجل اقناع الناس بان ما تبثه من صور هو مأخوذ من الداخل السوري ، و اسقطت في البداية الكثير من البسطاء و حسني النية في حبائل كذبها الى يوم كانت فضيحتها باعداد مجسم لبرج ساعة حمص و تصوير مظاهرة تجري فيها و لكن الفنان نسي ان يضع في المجسم الساعة ذاتها ، و مع ذلك لم ترتدع تلك الوسائل عن غيها و استراتيجية التزوير و الكذب و ظلوا يمنون النفس بنجاح حربهم الاعلامية و التأثير على الشعب السوري ليندفع الى حيث يريدون لكن الشعب خذلهم و نصر وطنه و دافع عن بلاده بوعيه و بقواته المسلحة التي صعقت المعتدين بكفاءاتها و تماسكها .
و استمر السلوك التلفيقي ، من قبل هؤلاء التابعين للمنظومة الغربية الصهيونية ، و استمر تزوير الواقع و تحريف المصطلحات، فاسموا خروج االمسلحين و عصايات الارهاب في عمليات القتل و التدمير "ثورة سلمية" و اسموا فرار بعض المجندين من الجيش بانه "انشقاق عسكري " ، و اسموا تجمع الارهابيين من الفاريين من وجه العدالة بانه "جيش حر" ، و اسمو قيام السلطة في حفظ الامن و النظام "قتلاً و ترويعا" ، و اسمو قتلهم و غدرهم بالمدنيين و العسكريين " تحريرا و نشر حرية " ، و اسمو اكراه الناس على اغلاق محالهم التجارية "ممارسة للديمقراطية" ، اما تدمير المنشآت و البنى التحتية التي بناها الشعب السوري من عرقه و جهده فقد اسموها " تعميرا " ، ثم انتقلوا الى جامعة التزوير العربي ، فاسموا العقوبات الاقتصادية التي تنال من الشعب السوري و تؤدي الى حرمانه من بعض قوته ، اسموها "خدمة تؤدى للشعب " و اسموا طلب التدخل الاجنبي و تدويل الازمة السورية " سعي للحل السلمي العربي ".
و رغم كل هذا بقي الشعب السوري ثابتا على وعيه و وحدته و لم يؤثر في المشهد العام وقوع البعض القليل و المحدود نسبياً في الافخاخ التي نصبت له بالكذب و التزوير ، الى ان كان يوم شاءه المعتدون في اتجاه و كانت نتائجه في اتجاه اخر ، و ارسلوا المرقبين العرب الى سوريا بعد ان عولوا على مهتهم الكثير و ارادوها تكرارا لمهمة المراقبين الباحثين في العراق عن "سلاح دمار شامل" ، و لكن المراقبين العرب باغلبيتهم تصرفوا بحس عربي انساني طلقته انظمة التبعية المتحكمة بجامعة التزوير العربي ، و وضعوا تقاريرهم بما يعكس الواقع و يخدم الحقيقة و يسفه كيد العملاء العرب و اسيادهم الاميركيين ، فصدمت منظومة العدوان العربية و اتخذت القرار بوقف مهمة المراقبين العرب و الذهاب الى مجلس الامن طلبا للتدخل الاجنبي في سوريا و تدميرها كما دمرت افغنستان و العراق و ليبيا بيد اميركا و حلف الناتو . لقد اوقف مهمة المراقبين من اجل تحقيق ما يلي :
- الايحاء بان الحل العربي توقف و ان هناك حاجة ملحة لتدخل مجلس الامن و على مراحل تنتهي باقتلاع النظام المقاوم .
- وقف المراقبة الصادقة التي تؤدي الى نقل الحقائق و تجهض خطط المؤامرة .
- التحضير لعمل اجرامي كبير يكون سلاح احتياط يلجأ اليه عند الحاجة و يكون قادرا على كسر الارادة الروسية الصينية المعرقلة للمؤامرة على سوريا من بوابة مجلس الامن .
لكن مناورتهم تلك لم تؤد الى ماارادوا اذ رغم كل الضغوط و و الحشد الدبلوماسي في مجلس الامن اخفقت مساعيهم و استمر الموقف الروسي- الصيني على تمسكه بالحق مبديا صلابة فاجأتهم ،و يعمل على حل سلمي يحفظ التوازن فاغاظهم و قال "غليظهم " انه سيسير و يتحدى الفيتو معتقدا ان في جعبته ما يكسر الارادة الروسية – االصينية ،تحدي يستند الى احتراف الكذب و التزوير لانهم "يجعلون رزقهم انهم يكذبون " ، و بعد ان اتهموا " روسيا و الصين بانهما عدوا للاسلام " (و هم يعلمون ان الاسلام لم يعان و لم يؤذ في العصر الحديث الا على اليد الغربية و الاميركية و الصهيونية التي يقبلونها وتقودهم ، و ان صاحب هذه اليد هو من اتهم الاسلام بالارهاب و الاجرام ، و هو من حمى سلمان رشدي الذي اساء للنبي محمد و هو من حمى صحافة التشنبع على الاسلام بحجة حرية التعبير ) . بعد هذا ارتكبوا جريمة من الجرائم االكبرى التي احترفوها ، جريمة شاؤوها للضغط على روسيا و الصين تحديدا لحمل مجلس الامن على تبني قرار جامعتهم التي طلقت عروبتها لتتزوج تركا و غربا و صهيونية .
ارتكبوا جريمة حمص و الصقوها بالنظام ليتخذوها اداة ضغط تحقق لهم اهدافهم العدوانية على سوريا و شعبها ، فارتكبوا المجزرة بعد ان انجزت القوى الامنية السورية استعادة السيطرة على منطقة الغوطة بنجاح تام و حضرت نفسها للمتابعة في حمص و ادلب و عشية انعقاد مجلس الامن المدعو للتصويت على قرار يتعلق بالازمة السورية ، ارتكبوا المجزرة من اجل تحقيق هدفين:
- الاول: سياسي للضغط على مجلس الامن و تمرير قرار التدخل الاجنبي كما طالب بعض العرب استجابة للاملاءات الاميركية العغربية .
- و الثاني عسكري و يهدف للضغط على القيادة السورية لوقف عمليتها الامنية - العسكرية التي اذا تابعتها بالنجاح نفسه ستؤدي الى انهاء الازمة ميددانيا و خسارتهم كل الاوراق .
لكن جريمتهم كانت مفضوحة و لم يقنعوا بها الا عديمي البصيرة و البصر لانه :
1) فاتهم ان القول بان القتل كانت نتيجة قصف مدفعية لا يستقيم مع المشاهد التي عرضوها ، حيث ان القطع و البتر و الجروح التي انزلت بالقتلى – الشهداء جاءت في معظمها متماثلة متناسقة ، بخلاف القتل الذي يحدث في عمليات القصف المدفعي ، الذي لا يمكن ان يؤدي الى بتر او قطع متطابق بين جثة و اخرى .
2) فاتهم ان القصف لا يمكن ان يؤدي الى تجميع القتلى بالطريقة التي عرضوا فيها و ان كان العرض نتيجة نقل فانه يطرح امرا اخر حول كيفية زالة اثار القصف و الشظايا عن الجثث المعروضة .
3) فاتهم ان ذوي القتلى – الشهداء كانو قد ابلغوا عن اختطاف ابنائهم منذ ايام و اسابيع و انهم يعرفون من الخاطف و اين هي مخابئ المختطفين و ضحاياهم .
4) فاتهم ان بعضا من ذوي الضحايا سيكون لهم المقدرة و الجسارة على تقليب الجثث لمعرفة ابنائهم و اهلهم رغم ما احدثوا فيها من تشويه .
5) و الاخطر مما فاتهم فاتهم ان العالم بات في عهد جديد فقدت فيه اميركا استئثارها بالقيادة االعالمية و ان التلفيق الذي حصل في العراق و لبنان لن يتكرر في سوريا .
فاتهم كل ذلك و ظنوا ان الجريمة التي ارتكبوها ستمر و ستنطلي على الراي العام ، و انها ستفتح باب مجلس الامن ليمرر مؤامرتهم ، لكن الاخفاق كان بانتظارهم حيث ان الخبرة و الوعي و الاعصاب الروسية - الصينية كانت اقوى من اجرامهم و كذبهم . فكان الفيتو المزدوج بانتظارهم ليبخر احلامهم العدوانية ، و لن يمكنهم من استثمار جريمتهم الفظيعة بعد ان ازهقت الارواح الطاهرة من السوريين الابرياء و ادمت القلوب و العيون الشريفة ، لكنها ستدفع بالقيادة السورية للاسراع بالحسم الامني لتخليص الشعب من عصابات الارهاب و الاجرام .