أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

بوتين يغني: سوريا يا حبيبتي !

الأربعاء 08 شباط , 2012 12:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 3,303 زائر

بوتين يغني: سوريا يا حبيبتي !

 الفيتو المزدوج اُشهر للمرة الثانية ليسقط مشروع القرار العربي- الغربي الذي يدعو الرئيس بشار الاسد للتنحي. جن جنون سوزان رايس و "الشيخ حمد" و نبيل العربي و غليونهم انطفأ . ربما لم يفهم البعض ان نظاما عالمياً جديداً قد ولد من رحم الأزمة السورية, نظام لم تعد الولايات المتحدة تسرح و تمرح فيه و تعطي الشهادات بالديمقراطية لمن تشاء و تسحبها من آخر, و لا تقرر فيه مصير الشعوب, لوحدها على الاقل.

ربما يظن بعض المراقبين او السياسيين- قصار النظر- ان الفيتو الروسي الاخير هو محاولة منها لحماية الرئيس الاسد , او النظام السوري ,او قد يعتقد آخر انه جاء حماية للمصالح الروسية في المنطقة و آخر موطئ قدم لها على البحر المتوسط.... نعم لهذه الاسباب كلها اشهرت روسيا بطاقتها الحمراء و لكن غاب عن بال الكثيرين ان هذا الفيتو استعمل على الرغم من الضغوط الكبيرة و الكثيرة التي تعرصت لها روسيا خصوصاً من الولايات المتحدة, و لكن متى كانت كلينتون تحاول الاتصال باي مسؤول في اي دولة عدة مرات, فلا يجيبها لانه "مشغول" ما دفعها للحاق به الى برلين لمحاولة الضغط عليه من جهة و تقديم الحوافز من جهة اخرى, فلا يرف له جفن و يجاهر من قلب اللقاء ان القرار لن يمر.

رب ضارة نافعة....و مصائب قوم عند قوم فوائدُ . نعم لقد اعادت الاحداث السورية رسم الخريطة الجيوسياسية في العالم. لقد استطاع بوتين من خلال ثبات الموقف الروسي ان يستقطب العديد من الروس تحت شعار انه اعاد المكانة الدولية لروسيا على ابواب انتخابات حاسمة. من جهة اخرى يدرك المسؤولون الروس ان الهدف من ما يسمى الربيع العربي لا يختلف عن الهدف من خبر اسلحة الدمار السامل في العراق, و خطر القاعدة. السيطرة على النفط اولاً و اخيراً و تدرك روسيا ايضاً ان الدور الهدف القادم سيكون ايران و بالتالي فان من يراقب عن كثب يرى جيداً كيف ان روسيا تحاصر و ان المقصود ليست سوريا و لا ايران و لا الشيشان و لا القذافي و لا اي دولة اخرى. الهدف واضح: محاصرة روسيا. و المفارقة اليوم ان معظم الدول الغربية و على رأسها الاتحاد الاوروبي و الولايات المتحدة تعاني اليوم من ازمة اقتصادية خطيرة تهدد اسس اقتصاد هذه الدول , و تنعم روسيا نسبياً و الصين فعلياً ببحبوحة و ثبات اقتصادي , ما يجعل من هاتين الدولتين القطبين الاكثر تأثيراً و قدرةً اليوم على الصعيد العالمي.

لقد ايقظت العنهجية و الهجمة الاميريكية العمياء على مقدرات العالم و استئثارها بالقرارات و الاجراءات ذات الصلة التنين الصيني و الدب الروسي من ثباته الطويل , انما استفاق جائعاً شرساً مرتاحاً في زمن تعب فيه الآخرون, و كانت الاحداث السورية بماثاية نجمة القطب التي ارشدته الى اقصر الطرق, عادت روسيا من جديد, نعم عادت تستطيع ان تهد بمحو دولة حليفة للولايات المتحدة على مسمع وزيرة خارجيتها دون ان تستطيع ان تحرك ساكناً.

لقد سمع بوتين و سائر المسؤولين الروس في الفترة الاخيرة يغنون الاغنية الشهيرة: سوريا يا حبيبتي اعدتي لي كرامتي اعدتي لي هويتي.....


Script executed in 0.17175507545471