أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

نصر الله: الحكومة باقية لأنها أساس الاستقرار السياسي والأمني .. وعلينا تجاوز الأزمة

الأربعاء 08 شباط , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,767 زائر

نصر الله: الحكومة باقية لأنها أساس الاستقرار السياسي والأمني .. وعلينا تجاوز الأزمة

 

واعتبر نصر الله أن «الوقت الآن ليس وقت إسقاط حكومات ولا وقت توتير سياسي في لبنان وعلينا بتعاوننا وإخلاصنا وانفتاحنا أن نتجاوز هذه المرحلة الصعبة». 

وقال الأمين العام لـ«حزب الله»، في ذكرى المولد النبوي الشريف ولمناسبة أسبوع الوحدة الإسلامية، إن «كثرة التهويل لن تنال من موقفنا المبني على رؤية من الوضع في سوريا». وأكد نصر الله وجود «قرار أميركي - غربي - إسرائيلي - عربي بإسقاط النظام للإتيان بنظام بديل»، كاشفاً ان «بعض الأصدقاء المشتركين قالوا لنا ألا نقلق وأن النظام الجديد سيدعم المقاومة وانه لا يجب علينا توريط أنفسنا بموقفنا المؤيد للنظام السوري»، مضيفاً «نحن لا نورّط أنفسنا بهذا الموقف بل نحن منسجمون مع أنفسنا، وأول ما ستطلبه اميركا من اي نظام بديل في سوريا هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني، وهذه هي الحقيقة». 

وتابع نصر الله «القيادة السورية موافقة على معظم الإصلاحات التي طُلبت والقيادة جاهزة للحوار وبعض من في الطرف الآخر يقول فات الأوان»، متسائلاً «كيف فات الأوان وهناك حرب في سوريا وهناك من يدفع سوريا لحرب أهلية؟»، معتبراً أن «من يحرص على سوريا لا يقل فات الأوان بل يذهب إلى الحوار بدون شروط». 

ونفى نصر الله أن يكون الاقتتال في سوريا مذهبياً، مؤكداً أن المجموعات المسلحة «قتلت من السنّة السوريين أكثر مما قتلت من الطوائف الأخرى». 

من ناحية أخرى، أعلن نصر الله أن حزب الله يتلقى «الدعم المعنوي والسياسي والمادي بكل أشكاله الممكنة والمتاحة من الجمهورية الإسلامية في إيران منذ عام 1982»، لافتاً الى ان «انتصار المقاومة في لبنان على إسرائيل في 25 أيار 2000 ما كان ليتحقق لولا هذا الدعم الإيراني لحركة المقاومة في لبنان، وهذا الانتصار العربي الأول الذي تحقق بلا قيد ولا شرط تحقق بدعم إيراني وكان لسوريا دور كبير فيه». مؤكداً أن «حركة المقاومة التي صمدت وانتصرت في حرب تموز ما كانت لتصمد وتنتصر أيضاً لولا هذا الدعم الإيراني». ووجّه «الشكر للمسؤولين في إيران الذين يدفعون أثماناً باهظة لوقوفهم إلى جانب فلسطين ولبنان»، قائلاً: «إذا باعت إيران فلسطين كل شيء يُحلّ فمشكلة أميركا ليست الديموقراطية بل إسرائيل والنفط». 

وأكد نصر الله أنه ليس هناك أي مشروع إيراني أو من «حزب الله» لتشييع أي مواطن سني. ورداً على من يتهمون الحزب بالسعي إلى إقامة دولة إسلامية في لبنان، قال: عندما تكلمنا عن اقامة جمهورية اسلامية كانت بعض القيادات المسيحية تتحدث عن فيديراليات، وهذا حصل قبل ثلاثين سنة وكنا شباباً واليوم اصابنا الشيب. 

وأعلن نصر الله انه «حتى ولو قامت إسرائيل بقصف المنشآت النووية الايرانية كما تقول بعض التحليلات، فإن القيادة الايرانية لن تطلب شيئاً من حزب الله ولم ترغب بشيء ونحن الذين علينا أن نجلس ونفكر ونقرر ماذا نفعل». 

وعن الموضوع السوري، شدّد الأمين العام لحزب الله على أن «لا كثرة التهويل ولا قلة التهويل يمكن أن تنال من موقفنا المبني على رؤية، ومن يريد أن يعمل على قلبنا وأعصابنا فهو يراهن على سراب في أي موضوع من الموضوعات». 

واشار الى ان بعض الفضائيات العربية خرجت بخبر عاجل نقلاً عن جهة معارضة سورية أن حزب الله قصف منطقة الزبداني بالكاتيوشا وفي اليوم التالي حزب الله هاجم الزبداني وتصدت له الجماعات المسلحة وأن جثث قتلى حزب الله تملأ الطرقات، لافتاً الى ان «أحداً لم يدلنا على هذه الجثث، وهذا مثل عن مقاربة الإعلام للموضوع السوري». 

كما أشار الى انه «يوم اجتماع مجلس الأمن بدأوا بالحديث عن أن حمص «ولعانة» وبعد التدقيق تبين أن لا شيء في حمص»، معتبراً ان «توقيت الخبر وهذا الضخ قبيل جلسة مجلس الأمن ليس مبنياً على وقائع بل تسخير للإعلام في إطار معركة تريد تحقيق هدفها بالحلال والحرام». 

ورأى نصر الله أن «الواقع في سوريا اليوم أن هناك نظاماً ما زال قائماً لديه دستور والجيش مع هذا النظام وحتى الآن لا يزال واقفاً مع هذا النظام وهناك شريحة كبيرة من الناس تعبر عن تأييدها للنظام وتتظاهر في الشوارع، وبالتالي فافتراض أن هذا النظام معزول شعبياً غير صحيح». 

واكد نصر الله ان «هناك جزءاً من الشعب السوري ما يزال مع النظام وهناك في المقابل معارضة بعضها سياسي وبعضها شعبي وبعضها مسلح وإن باتت تطغى الصبغة المسلحة، وهناك مواجهات مسلحة في عدد من المناطق السورية، وهناك أيضا جزء كبير من سوريا ينعم باستقرار جيد». 

ولفت الى ان «هناك قراراً أميركياً إسرائيلياً غربياً عربياً على مستوى دول الاعتدال العربي باسقاط النظام في سوريا وقد رأيناه قبل أسابيع كيف قام موظف اسرائيلي بتحليل شخصي يظهر منه أنه يدافع عن نظام الأسد فلا يبقى أحد في 14 آذار إلا وتحدّث عن جبهة، وهذا جزء من التحريف، لكن اليوم هناك شبه اجماع اسرائيلي على وجوب اسقاط نظام الاسد، وبالتالي اين 14 آذار لماذا بلعوا ألسنتهم؟ هل لأن المشهد تغير؟». 

واكد نصر الله وجود «قرار اميركي وغربي واسرائيلي وعدد من دول الاعتدال العربي لإسقاط النظام للإتيان بنظام بديل»، كاشفاً ان «بعض الاصدقاء المشتركين قالوا لنا ان لا نقلق وان النظام الجديد سيدعم المقاومة، وهذا قيل ويقال في الكواليس، لكننا لا نورّط أنفسنا بهذا الموقف بل نحن منسجمون مع أنفسنا»، معتبراً ان «المطلوب في سوريا هو رأس المقاومة في لبنان وفلسطين ورأس القضية الفلسطينية ورأس الشعب الفلسطيني وهذه هي الحقيقة». 

واشار الى ان «القيادة السورية موافقة على معظم الاصلاحات التي طُلبت والقيادة جاهزة للحوار والآن يقولون فات الأوان»، متسائلاً «كيف فات الأوان وهناك حرب في سوريا وهناك من يدفع سوريا لحرب أهلية؟»، لافتاً الى ان «الجماعات المسلحة تقتل من أبناء الطوائف وقتلت من السنّة السوريين أكثر مما قتلت من الطوائف الأخرى، وغير صحيح أن هناك حرباً طائفياً وإن كانوا يدفعون نحو حرب أهلية»، معتبراً ان «من يحرص على سوريا لا يقل فات الأوان بل يذهب إلى الحوار دون شروط لا بشرط تنحي الرئيس». 

وسأل نصر الله «هل إقفال الباب حرص على الشعب السوري وعلى قيادة سوريا؟ وهل يخدم القضية الفلسطينية؟ وهذا السلوك من يخدم؟». ورأى ان «طاولة حوار حقيقية هي ما يخدم سوريا والرهان على أميركا هو رهان خاسر بطبيعة الحال، وهذا هو موقفنا ونرى فيه مصلحة سوريا وشعب سوريا ومصلحة لبنان وشعب لبنان وفلسطين وشعب فلسطين بمعزل عن الاحقاد الشخصية أو الفئوية التي ينطلق منها بعض الناس». 

ولفت في مجال آخر الى «أن أمام الحركات الاسلامية التي فازت في الانتخابات تحديات خطيرة واستحقاقات صعبة وهي مستهدَفة، لان الاميركيين يسعون لجعلها تفشل، وهذا يحتاج لكلام كثير، لكن بعض القيادات الاسلامية اليوم ونظراً للظروف السياسية في بلدانهم لا يأخذون مواقف واضحة في القضية القومية وفي الموضوع الاسرائيلي، بل أحيانا قد تصدر عنهم مواقف ملتبسة وعندما نراجع ونناقش يقال لنا إن هناك ظروفاً ويجب أن نتفهمها».

ورأى نصر الله ان «انتصار الثورة الاسلامية في إيران وتبني قيادة الجمهورية الايرانية لموضوع الوحدة الاسلامية أعطى دفعا خاصا لفكرة ومشروع الوحدة الاسلامية، علما انه لم يكن يوما المقصود ان يتم تذويب المذاهب الاسلامية في مذهب واحد أو أن يصبح المسلمون جميعا أتباع مذهب واحد على الاطلاق»، مؤكدا انه «لم يكن مطروحا أبدا أن يصبح الشيعة سنّة أو يصبح السنّة شيعة، وهذا مجرد اوهام للتحريض»، موضحاً ان «مشروع الوحدة الاسلامية منذ البداية يقضي بفكرة أن المسلمين الذين عملت السياسة والحكام والمستعمرون على تمزيقهم وإبعادهم عن بعضهم البعض وعلى تحريض بعضهم على بعض وعلى تسعير الصراعات فيما بينهم، عليهم أن يقتربوا من بعض وأن يبحثوا عن مصالحهم الكبرى كأمة وأن يتحابوا ويتعاونوا لخدمة هذه الأهداف والمصالح الكبرى وليس مطلوبا أكثر من ذلك، لا أن يتنازل أحد لأحد على مستوى التفاصيل العقائدية ولا على مستوى الفروع الفقهية». 

واكد نصر الله ان «أي عاقل تعرض عليه فكرة الوحدة الاسلامية يقول لك نعم هذه مصلحة المسلمين، والمسيحيين أيضاً الذين يعيشون في الشرق لهم مصلحة في أن يكون هناك تحابب وتعارف وتعاون بين المسلمين». 

ورأى ان «المستكبرين والمستعمرين والمحتلين ليس لهم مصلحة في أن تجتمع كلمة هذه الأمة وتتعاون على قاعدة فرق تسد، ولذلك لن يسمحوا بذلك لأن سيطرة هذه القوى الكبرى على النفط والغاز والمقدسات (الاحتلال الاسرائيلي الاميركي) والقرار، كل هذا مرهون ببقاء الأمة ممزقة ومشتتة»، معتبرا انه «عندما تنهض شعوب أمتنا وتنادي بالوحدة والتعاون، فهذا يعني أنها بدأت تسلك طريق استعادة قرارها وسيادتها وخيراتها ومستقبلها، وهذا لن يسمح به المستكبرون والشركات الضخمة الكبرى التي تسيطر على القرار السياسي». 

واشار الى انه «بعد فشل الحرب وذهاب أماني إسقاط نظام الجمهورية الاسلامية في إيران أدراج الرياح، بدأ البحث عن طريقة أخرى للحؤول دون تلاقي المسلمين في هذه الأمة، فذهبوا لموضوع الفتنة المذهبية واختراع ما أسموه المد الايراني والمد الشيعي، وهذا الآن هو مادة الحرب الناعمة التي تستخدمها اميركا والغرب في مواجهة الأمة». وأكد نصر الله انه «في الموضوع الديني لا أساس لما يُقال عن مد شيعي من الصحة، ولكن هناك من يروّج له». 

كما اشار الى ان بعض كبار العلماء والشخصيات من السنّة الذين يلتقي بهم «قال لي ان هناك حركة تشييع كبرى في سوريا وان نظام الرئيس بشار الاسد متهم بدعم هذه الحركة، وحتى الآن تشيّع في سوريا 6 ملايين، وبالفعل مستشار أحد الملوك العرب فاتحني بهذا الموضوع وقال لي إن تقارير قدّمت لبعض الملوك حول ذلك»، لافتاً الى انه «ذهب إلى الشام في ذلك الحين والتقى مع المسؤولين وحتى مع جهات أمنية وطلب القيام بدراسة للعثور على هؤلاء الملايين الستة، ولكن لا شيء حصل ولم نر ولا حتى 1000 ولا 500 بل هناك حالات فردية تحصل أينما كان حيث هناك شباب سنّة تشيّعوا والعكس صحيح أيضاً، لكن لا شيء اسمه مد شيعي ومد سني». 

وعن لبنان، لفت نصر الله الى «اننا نعتقد ونؤمن ونسلّم أننا في بلد متعدد ومتنوع، وأنا عندما أكون مسلماً وإسلامياً على مستوى الانتماء الفكري والديني ومحمدياً، فهذا لا يعني أن لا خيار سياسياً لدي سوى إقامة الدولة الاسلامية، ولذلك نحن كحركة إسلامية في لبنان عندما نتحدث عن تعاون وطني بين المسلمين والمسيحيين وعن ضرورة بناء دولة وطنية في لبنان يشارك فيها الجميع يتمثل فيها الجميع تخدم مصالح الجميع تحمي الجميع، نحن لا نتكلم سياسة بل ننطلق من أصولنا الدينية العقائدية الفقهية، وهذا ليس تكتيكاً سياسياً»، مشدداً على ان «انتماءنا الديني لا يمكن أن يشكّل حائلا دون أن نبني دولة سوياً وان يكون مجتمعنا متعاونا ومتوادا». 

واشار الى ان «بعض الناس، ومن أجل التحريض، ينطلقون من مواقف أخذت في الـ1982 والـ1983 أننا نريد إقامة جمهورية إسلامية، وهذا صحيح لقد خطبنا بذلك في بداية الثمانينيات»، لكنه ذكّر «القيادات المسيحية اليوم التي تتحدث بالتعايش والسلم الأهلي كيف كانوا يتحدثون يومها بالوطن المسيحي والتقسيم والفدرالية»، لافتاً الى ان «خطاب حزب الله السياسي منذ أكثر من 20 سنة واضح، وهذه قناعاتنا التي نشخّصها ونرى أنها مصلحة شعبنا في لبنان من كل الطوائف».


 

Script executed in 0.16850399971008