أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

المزارعون يطالبون «هيئة الإغاثة» بالكشف على أضرار العاصفة

الثلاثاء 21 شباط , 2012 02:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,684 زائر

المزارعون يطالبون «هيئة الإغاثة» بالكشف على أضرار العاصفة

 

 كما اقفلت طرقاً كثيرة وتسببت بانهيارات عدة، وبتكون البرك المائية في شوارع المدن. ووفق مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي يكون الطقس في لبنان مشمساً إلى قليل الغيوم مع استمرار انخفاض درجات الحرارة في الصباح وتحسنها خلال النهار. وأشارت المصلحة إلى احتمال تغير الطقس يوم الجمعة المقبل، على ان يشهد لبنان طقساً ماطراً بدءاً من يوم السبت إثر وقوعه تحت تأثير منخفض جوي، لكن ليس بمستوى العاصفة الي ودّعتها البلاد مؤخراً. 

وأمس انهمك البقاعيون (سامر الحسيني) بلملمة آثار العاصفة الثلجية وجليدها الذي حال دون عودة الحياة الطبيعية الى مجراها الطبيعي، حيث بقي الأهالي اسرى منازلهم لساعات بسبب شلل حركة السير على مختلف الطرق البقاعية. 

واختصرت المأساة البقاعية بطوابير السيارات و«الفانات» والشاحنات التي اصطفت على طول الطريق الرئيسية في شتورة حتى ساعات ما قبل الظهر بانتظار حلحلة الجليد على الطريق الدولية عبر ضهر البيدر. وعملت قوى الامن الداخلي على فتح الطريق جزئياً قبل الظهر امام السيارات المجهزة بالسلاسل المعدنية، وذات الدفع الرباعي، ثم فتحته بشكل كامل باستثناء الشاحنات التي منعت من السير على الطرق الجبلية افساحاً في المجال امام حركة عبور السيارات، وخوفاً من انزلاقات محتملة بسبب الجليد. 

كما تأثرت سلباً حركة العبور عند الحدود اللبنانية – السورية الممتدة ما بين منطقة المصنع اللبناني وجديدة يابوس السورية، حيث منع دخول البرادات والشاحنات بسبب الجليد على الطريق الدولية. وتسبب الجليد بإقفال مختلف المدارس البقاعية الرسمية والخاصة والكليات الجامعية وتوقف الحركة في المؤسسات. 

وكشفت العاصفة الثلجية عن خسائر محدودة في القطاع الزراعي لم تطل سوى بعض الأشجار المثمرة «القديمة العهد» وأشجار حرجية أسقطتها الرياح. كما طالت الأضرار بعض اللوحات الإعلانية والبيوت البلاستيكية. 

وادت غزارة الامطار الى ارتفاع مناسيب الانهر في البقاع كافة، حيث وصل اغلبها الى حوافي الاراضي الزراعية التي امتلأت بدورها بالمياه والثلوج. 

وافاد مدير عام المصلحة الوطنية لنهر الليطاني المهندس علي عبود بأن المخزون المائي في بحيرة القرعون قد وصل 132 مليون متر مكعب من المياه لغاية صباح امس الاثنين، لافتاً إلى ان البحيرة استقبلت خلال اليومين الماضيين اكثر من اربعة ملايين ونصف المليون متر مكعب من المياه. واشار الى ان مخزون البحيرة للفترة نفسها من السنة الماضية لم يكن يتجاوز المئة مليون متر مكعب من المياه، مؤكداً على غزارة المياه والمتساقطات المطرية لهذه السنة. 

ومن البقاع إلى الضنية، حيث شلت الحركة أمس في بعض قرى وبلدات جرد الضنية، وأقفل عدد من المدارس أبوابها بسبب تعذر الوصول اليها نتيجة طبقة الجليد التي أعاقت حركة السير إلاّ للآليات المزودة بسلاسل معدنية أو سيارات الدفع الرباعي، حتى ساعات بعد الظهر وذلك افساحاً في المجال امام حركة عبور السيارات وخوفا من انزلاقات محتملة بسبب الجليد. 

وأفادت مراكز الدفاع المدني في المنطقة أن سماكة طبقة الجليد تتراوح ما بين 3 الى 5 سنتيمترات، وأنها تجمعت على الطرقات التي يزيد ارتفاعها على 900 متر. 

وعمل عناصر مراكز الدفاع المدني على رش مادة الملح فوق الجليد، خصوصاً على الطرقات المؤدية إلى بلدات بقاعصفرين وسير وبقرصونا والسفيرة. 

وفي راشيا والبقاع الغربي (شوقي الحاج)، تحوّلت الثلوج المتراكمة الى صفيحة جليدية، لم تنج منها بقعة جبلية أو سهلية منها، ما أدى إلى توقف حركة السير على الطرق الرئيسية والفرعية، كما أنها شلت حركة تنقل المواطنين داخل القرى، ولو مشياً على الأقدام تخوفاً من الانزلاقات. وغمرت المياه الناجمة عن ذوبان الثلوج، مساحات واسعة من سهل عيحا حولتها الى مستنقعات تغرق تحتها آلاف الدونمات المزروعة بالحبوب وبعض الزراعات الشتوية الأخرى. موجة الجليد والثلوج المتراكمة، أدت إلى تحطم أغصان الأشجار المثمرة، لا سيما أشجار الزيتون، كما تسببت بتجمد المياه داخل قساطل الجر الرئيسية والداخلية، التي تصب في خزانات القرى والمنازل. وقد تسببت العاصفة الثلجية بانقطاع التيار الكهربائي عن معظم القرى والبلدات في البقاع الغربي وراشيا، نتيجة تقطع أسلاك كهربائية تستجر الطاقة من المحولات ومحطات التغذية. 

وفي منطقة عاليه (انور ضو)، انحسرت العاصفة الثلجية مفسحة المجال لموجة صقيع ضربت المناطق الجبلية التي يزيد ارتفاعها على الخمسمئة متر. وتسبب الجليد بقطع الطرق كافة بدءاً من مساء أول من أمس الاحد وحتى الثامنة من صباح امس في المناطق التي يزيد ارتفاعها على الثمانمئة متر، وتعذر سلوكها الا للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية والرباعية الدفع، فيما قصد المواطنون أعمالهم بعد العاشرة صباحاً، كما لم تفتح المدارس أبوابها في عاليه والقرى والبلدات التي يزيد ارتفاعها على السبعمئة متر. 

ولم تسمح القوى الأمنية بسلوك طريق صوفر – المديرج – ضهر البيدر الا بعد الثامنة والنصف صباحاً للسيارات الرباعية الدفع والمجهزة بسلاسل معدنية، وقرابة الثانية عشرة ظهراً فتحت الطريق امام السيارات كافة. 

وكانت ملاحتان آليتان انطلقتا مع ساعات الفجر الاولى من «مركز جارفات الثلوج في المديرج» وعملتا على رش كميات من الملح، مرات عدة من شتورة حتى بعلشميه مروراً بالمديرج وضهر البيدر وصوفر وبحمدون. 

وفي حاصبيا والعرقوب (طارق بوحمدان)، ضرب الصقيع بقوة بعدما تدنت درجة الحرارة الى حدود الثلاث درجات تحت الصفر ليلاً، خاصة في المناطق التي ترتفع 650 متراً وما فوق عن سطح البحر. وتحوّلت معظم الطرقات الى قطع جليد حدت من حركة السير حتى حوالى الساعة العاشرة صباحاً. كما ضرب الجليد المواسم الزراعية اضافة الى الثروة الحيوانية وبخاصة قطاع النحل. 

في حوض الحاصباني غطى الجليد الحقول المزروعة بالخضار، خاصة الملفوف والهندبة، بحيث أدت الى تلف نسبة قدرت بأكثر من 70 في المئة من الموسم. كما ضرب الصقيع والرياح الشمالية الباردة بساتين الليمون والحمضيات فأصابت الثمار والبراعم التي ذبلت بشكل يهدّد أعداداً كبيرة من الأشجار باليباس. 

وطال الجليد بضرره قفران النحل التي نفقت منها أعداد كبيرة وبنسبة زادت على 60 في المئة، ولحقت الأضرار بعشرات النحالين، كما قال نائب رئيس التعاونية للزراعة البعلية والشتول وتربية النحل نهاد ابو حمدان، مشيراً الى ان الأضرار في القطاع الحيواني فاقت الأضرار الزراعية، فقد سجل نفق بالنحل وبقطعان الماشية، ناهيك عن الضرر بقطاع تربية الدواجن خاصة الدجاج. 

وتجمد سطح بركة النقار المحاذية للسياج الحدودي الشائك عند البوابة الشرقية لمزارع شبعا المحتلة، وعملت عناصر من الجيش اللبناني صباح امس على فتح الطرقات بين شبعا وكفرشوبا بواسطة ناقلات الجند. 

وفرضت موجة الجليد إقفال مدارس حاصبيا والعرقوب الرسمية والخاصة كافة، بعدما تعذر على الطلاب والأساتذة الوصول اليها قبل العاشرة. 

وفي صور (حسين سعد)، وعلى الرغم من فداحة الخسارة التي سببتها العاصفة في القطاع الزراعي جنوباً، الا ان مزارعي الحمضيات والموز واصحاب البيوت البلاستيكية وسواها من المزروعات المكشوفة، وجدوا في الخسارة نقطة في بحر ازمة تصدير الانتاج التي يعانون منها منذ بداية الموسم في تشرين الثاني الماضي. 

ويخشى المزارعون والعاملون في قطاع الحمضيات من استمرار التعثر في القطاع بعدما بلغت خسائر الموسم الحالي اكثر من ستين بالمئة حتى الآن ما ينذر بكارثة حقيقية ستظهر نتائجها عند ابواب الصيف، مع استحقاق متطلبات المصارف وتجار الجملة، وفق ما يقولون. 

وتكشفت العاصفة في زغرتا (حسناء سعادة)عن أضرار جسيمة طاولت المواسم الزراعية في منطقة زغرتا الزاوية. وارتفعت صرخة المزارعين مطالبة بالتعويض عبر الهيئة العليا للإغاثة «لأن المزارع لم يعد بمقدوره الاحتمال، ولان الخسائر باتت متكررة، ولم نجد من يهتم لأمرنا»، يقول المزارع محسن اسكندر الذي اشار الى ان خسارته لهذه السنة بين موسم التفاح والزيتون تصل الى خمسين مليون ليرة لبنانية. 

ولم توفر عواصف شباط لا الزيتون ولا الحمضيات في المنطقة وصولاً الى الخضار على اختلاف انواعها، ومنها الى الزراعات في البيوت البلاستيكية التي تأثرت جراء تدني درجات الحرارة، فيبست ثمار البندورة في ارضها وما تبقى منها بات مضروباً وغير صالح للاستهلاك، فيما الأسعار متدنية جداً والمواسم لا تكاد ترد تكلفة الاعتناء بها على ما اجمع عليه المزارعون في زغرتا. 

ويلفت انور فرنجية، وهو احد المسؤولين عن التعاونيات الزراعية في المنطقة، أن الثلوج والعواصف كان لها تأثير سلبي على الأشجار في القرى الوسطية والساحلية لقضاء زغرتا لجهة تساقط الثمار، أما القرى الجبلية فإن الاشجار معتادة على قسوة المناخ، ولكن النصوب الحديثة لا بد أنها تكسرت بفعل العاصفة «ولكن لا يمكن تحديد الأضرار في الوقت الراهن بفعل كثافة الثلوج وان الامر سيتبين خلال اسابيع». 

لسان حال جميع المزارعين في قضاء زغرتا انهم لم يقبضوا اي قرش حتى الساعة عن المواسم الماضية ولا يعتقدون ان الايام المقبلة ستحمل لهم التعويض، واعتبروا انه يجب ان تكون هناك سياسة زراعية واضحة وان تمد يدها الوزارة اكثر الى المزارعين «لأن معظمهم باتوا من افقر الفقراء بعد ان كانوا يعتاشون من مردود مواسمهم طوال العام»، حسب رومانوس معوض. 

من جهته يتساءل المزارع يوسف نضيرة عن وجود الهيئة العليا للاغاثة مطالباً بان «تشمل نعمتها المزارعين في زغرتا لانهم لم يسمعوا بها الا عبر الاعلام»، مشيراً الى ان اضرار العاصفة الاخيرة قضت على مزروعاته الشمسية بالكامل. 

ويقول طنوس فرنجية إن الزراعات الشمسية باتت مقطعة الأوصال بفعل العاصفة التي اتت على مساحات واسعة من المزروعات في قضاء زغرتا، داعياً الى ارسال وفد من الخبراء للكشف على الأضرار في المنطقة. 

المزارع محسن الخواجة بدوره قال: الدولة تتفرج علينا ولا تزال، ونحن نسأل: لماذا هذا التقصير الفادح بحق هذا القطاع الهام من لبنان؟ أين وزارة الزراعة؟ أين الهيئة العليا للاغاثة؟ أين التعويضات؟ خسائرنا بالملايين وبتنا غير قادرين على تأمين لقمة العيش لعيالنا، خصوصاً أنه تترتب علينا مدفوعات كثيرة. 


 

Script executed in 0.17081904411316