لأبناء قرى وبلدات بنت جبيل ومرجعيون، لكنهم يتحدثون عن عيادة طب الأسنان تحديداً. فهذه الخدمة بالذات، توفر على أهل المنطقة أعباءً ماليّة كبيرة، وخصوصاً أنهم من الفقراء المزارعين، ما يعني أنهم لا يستفيدون من الضمان الاجتماعي. ووفقاً للمواطن حسين حمدان، من بلدة ميس الجبل، فإن الكتيبة النيباليّة «تقدم هذه الخدمات مجاناً».
منذ البداية، في 2006، أنشأت الكتيبة الآسيويّة المستوصفات النقالة داخل خيم شيّدتها لهذه الغاية، إضافة الى استخدامها المراكز الصحية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية. ولاحقاً، جهزت مركزاً صحياً في بلدة عيترون، يحوي عيادة أسنان وآلات تصوير طبية، قبل أن تنشئ مركز ميس الجبل للغاية نفسها. وبحسب مسؤول العلاقات المدنية ــ العسكرية في الكتيبة، الرائد ميشال شاه، فإن «الطاقم الطبي المتخصص يقوم اليوم بزيارات دورية إلى بلدات بليدا وطلوسة ومجدل سلم، مقدماً الخدمات الصحية المجانية لأبناء تلك البلدات». وفي هذا السياق، يؤكد مواطنون من المنطقة أن الجنود الأمميين يستقبلون عدداً كبيراً من المرضى في المركز الصحي المجهز في مقر الكتيبة.
وبالنسبة إلى إمكانات المركز، يقول مسؤول الفريق الطبي في الكتيبة الكابتن مانيش تابا إن «مركز عناية طب الأسنان في الكتيبة يستقبل العدد الأكبر من المرضى، إضافة إلى الآلات الأخرى المتنوعة، من بينها الحالات الطارئة كحالة الحريق والكسور». ويوضح تابا أن الكتيبة لا تقدم العناية للحالات المستعصية التي تستدعي نقل المريض الى المستشفى «لكون إمكاناتنا محدودة ولا نريد منافسة المراكز الصحية الأخرى في المنطقة»، مشيراً إلى أن «مركز الكتيبة الصحي استقبل منذ نحو خمسة أشهر وحتى اليوم حوالى 700 حالة مرضية مختلفة، ويستقبل سنوياً ما يعادل 1600 حالة».
تجدر الإشارة إلى أن عدد عناصر الكتيبة النيبالية في المنطقة يتخطى الألف عنصر، معظمهم في بلدة ميس الجبل، فيما يتوزع الباقي على مراكز أخرى في بلدات عيترون وحولا وموقع العباد. وإلى جانب الخدمات الصحيّة، كانت الكتيبة النيباليّة قد ساعدت على تعليم اللغة الإنكليزية لبعض السكان، إضافة إلى مساهمتها في تأهيل عدد من الأندية الرياضية وتجهيز المركز الثقافي في بلدة مركبا، ومساعدة المزارعين على قطاف الزيتون.
