أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مسيرة الوفاء لـ«أبي الفقراء» في صيدا: اختبار قوة

الإثنين 27 شباط , 2012 03:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 2,092 زائر

مسيرة الوفاء لـ«أبي الفقراء» في صيدا: اختبار قوة

صيدا | نجح التنظيم الشعبي الناصري، في اختبار قوته الشعبية، عبر مسيرة حاشدة جابت شوارع صيدا لمناسبة الذكرى السابعة والثلاثين لاستشهاد معروف سعد.


هذا الحشد لم يتحمله «المستقبليون»، فسارعوا إلى التصويب على المسيرة، حتى قبل أن تنهي سيرها. ووزعوا رسائل نصية على هواتف مواطنين زعمت «أنها مسيرة ضمت آلاف السوريين» لمجرد رفع أعلام سورية فيها. وطوراً عيّروا مشاركين بانتمائهم الى واقع اجتماعي بائس، ليرد هؤلاء بهتافات «لا بمليون ولا بمية ما منبيع الهوية»، و«صامدون هنا»، كما قالت سيدة أربعينية كتبت على وجهها عبارة «خطي معروف».

«إجر» شربل نحاس حاضرة

ثقل المسيرة الصيداوي بامتياز لا ينتقص من حضور فاعل لأبناء قرى محيطة والمخيمات الفلسطينية. أما ميزة «مسيرة الوفاء» فكانت هذا العام بمشاركة كثيفة جداً للشباب الذين ولدوا بعد سنوات طويلة من اغتيال صاحب الذكرى، لأن أولوياتهم «تغيير النظام في لبنان، وإسقاط الطائفية والمذهبية، وإدخال تعديلات جذرية على النهج الاقتصادي والاجتماعي المعتمد، ووقف هجرة الشباب». مشاركة «معتكفين» تنظيميّاً، زادت من اعتداد «الناصريين» بأنفسهم، فتهامسوا في ما بينهم «يبدو أن إجراءات رئيس التنظيم ومحاوراته التنظيمية من أجل عقد مؤتمر عام للتنظيم قد نجحت في استعادة مبعدين ومهجرين».

مشاركون أكدوا هوية مدينة صيدا، رافضين محاولات تطييفها ومذهبتها فحملت لافتة عبارات واضحة أنه «عبثاً تحاولون، لن تستطيعوا إلباس صيدا غير لبوسها الوطني»، فيما هتف آخرون «لا إسلام ولا مسيحية، صيدا مدينة عروبية، بترفض كل العبودية». الهتافات لم توفر أحداً، وبدأت باستهداف «حكومة علي بابا وتلاتين حرامي» من دون أن يكثرث هؤلاء لوجود حلفاء للتنظيم داخل الحكومة، فكان ردهم على من سعى إلى ضبط هتافاتهم «إجر شربل نحاس أشرف من هالعصابات الحاكمة».

التصويب اتجه نحو الرئيس فؤاد السنيورة، فهو بنظر مشاركين «فاسد فاسد فاسد، فؤاد السنيورة فاسد»، وأيضاً هتافات ضد مشايخ «الفتنة والتحريض». أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فوصفوه بأنه «مرتكب المجازر، المحاضِر بالعفة والديموقراطية، وبئس وطن يحكمه القتلة المجرمون».

معروف سعد: لم أمت

لحظة وصول المسيرة إلى المكان الذي اغتيل فيه معروف سعد، قبل سبعة وثلاثين عاماً، علا تسجيل صوتي له أطلقه في تأبين شهيد ناصري مطلع سبعينيات القرن الماضي، يقول فيه :«أنا لم أمت، أنا ما زلت أدعوك الى الكفاح». دعوته هذه أججت مشاعر المشاركين، بينما عريف الحفل طلال أرقدان، وجه رسالة إلى «أبي الفقراء»، جاء فيها «شعبك عقد صداقة أبدية مع خط الفقر وما دون، وشعبك يخيّر ما بين الفتنة المذهبية وكرتونة الإعاشة، شعبك انتهبت أمواله عندما استولى غلمان النفط على السلطة في غفلة من الزمن».

ومن مقهى شعبي في محلة الشاكرية، حيث كان معروف سعد يلقي خطاباته، ألقى نجله النائب السابق أسامة سعد كلمة في المحتشدين رأى فيها «أن الأنظمة العربية الصامتة عما يجري في القدس وفلسطين، مشغولة بمناشدة دول العالم للتحرك ضد سوريا واحتلالها»، مشيراً إلى أن «هذه الأنظمة ذاتها هي التي مولت الغزو الأميركي للعراق، وأيدت احتلاله، وهي التي تواطأت مع الحلف الأميركي الصهيوني خلال غزو لبنان سنة 1982، والعدوان عليه سنة 2006، وعملت من أجل الغزو الأميركي للعراق وخلال العدوان على غزة».

وندد بما وصفه «بدعة االنظام اللبناني» وهي «النأي بالنفس عما يجري في سوريا وما يجري في أماكن أخرى، بينما الشحن المذهبي والتحريض على الفتنة في لبنان يجريان على قدم وساق، فيما الدولة تقف موقف الحياد، وتنأى بنفسها، وفريق 14 آذار يقوم بتهريب السلاح والمسلحين إلى سوريا، ويشن الحرب الإعلامية ضدها، والدولة تتفرج، وتنأى بنفسها. وقادة 14 آذار الذين أعمتهم شهوة السلطة، يهيئون عوامل التفجير في لبنان، ويهددون السلم الأهلي، بينما الدولة تنأى بنفسها. فإذا وقع الانفجار ـــــ لا سمح الله ـــــ فهو سيصيب الشعب كما سيصيب الدولة، وربما لن تبقى هناك دولة لكي تنأى بنفسها».

وأشار سعد الى أن سياسة «النأي بالنفس قد طابت لهذه الحكومة، فسارعت إلى تعميمها على سائر المجالات. فهي تنأى بنفسها عن المشكلات الاجتماعية التي يعاني منها المواطنون ...».

ورأى سعد «أن الطاقم السياسي الحاكم في لبنان، ومعه النظام الطائفي العفن، قد دخلا في نفق مظلم، وأدخلا معهما البلاد»، مؤكداً أنه «لا خلاص للبنان من هذا المأزق إلا بالتغيير العميق الذي يطاول مرتكزات النظام الطائفي السياسية والفكرية والاقتصادية والاجتماعية»، مطالباً بالتغيير نحو الدولة المدنية غير الطائفية والاقتصاد المنتج ودولة العدالة الاجتماعية.


Script executed in 0.17281293869019