أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

مساع لاحتواء تظاهرة الأسير خوفاً من «أحد الفتنة»

الجمعة 02 آذار , 2012 10:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 1,985 زائر

مساع لاحتواء تظاهرة الأسير خوفاً من «أحد الفتنة»

هل يُلغى اعتصام يوم الأحد الذي دعا إليه إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا، الشيخ احمد الأسير، في ساحة الشهداء ببيروت؟ خلال اليومين الماضيين، تفاعلت دعوة الأسير على أكثر من صعيد، إذ أكدت مصادر امنية ان الاجهزة الأمنية متخوفة من إمكان حصول «احتكاك ما» بين من سيلبّون دعوة الأسير من جهة، ومؤيدي النظام السوري من جهة أخرى. ودفعت هذه التقديرات رئيس فرع المعلومات العميد وسام الحسن إلى التواصل مع الشيخ أحمد الأسير، ناصحاً إياه بإلغاء التظاهرة.


وقال مصدر معني إن رئيس جمعية «إقراً» في طرابلس الشيخ بلال دقماق، أمّن الاتصال بين الحسن والأسير، بسبب عدم وجود «سابق معرفة» بين الأخيرين. وحذّر الحسن من إمكان حصول «أي احتكاك يؤدي إلى انفلات الامور في الشارع». لكن الأسير رد بالقول: انا احترم رأيك، لكننا مستمرون بما دعونا إليه. وقالت مصادر مقربة من الأسير إنه تلقى اتصالات عديدة من دار الفتوى في صيدا ومن مسؤولين في الجماعة الإسلامية طلبوا منه إلغاء التظاهرة، لكنه لا يزال مصراً على إقامتها. وبدأ «مريدو» الأسير التحضير لتأمين حشد كبير في التظاهرة، متوقعين وصول العدد إلى 10 آلاف شخص. ولفتوا إلى أن عدداً من الأشخاص الذين يحضرون عادة إلى مسجد بلال بن رباح الذي يؤم فيه الأسير المصلين يتبرعون إما بسياراتهم او بالمال لتأمين انتقال من يرغبون بالمشاركة في ساحة الشهداء.

وأشاع إسلاميون بارزون أمس معلومات تفيد بأن محافظ بيروت بالوكالة ناصيف قالوش سيلغي الترخيص الذي منحه للأسير لإقامة التظاهرة، فيما توقع آخرون أن يطلب وزير الداخلية مروان شربل، بعد عودته إلى لبنان، من المحافظ سحب الترخيص.

في المقابل، أكد الأسير لـ«الأخبار» أنه مستمر بدعوته، داعياً في تصريح له أمس «الاجهزة الرسمية الى منع حصول أي احتكاك اثناء الاعتصام ومنع استغلاله من قبل طابور خامس».

وكان لقاء «الاحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية» قد حذّر أمس عقب اجتماعه الدوري في مقر الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيروت، من «النتائج السلبية لحصول أية تظاهرة أو تجمع في وسط بيروت تجعل من العاصمة منصة وساحة لاطلاق السهام المعادية ضد الشقيقة سوريا». وأعلن إبقاء اجتماعاته مفتوحة «لمواجهة كل الاحتمالات». ونفت مصادر في اللقاء ما تردد أمس عن كون الأحزاب ستدعو إلى تظاهرة مناهضة لتظاهرة الأسير في المكان والزمان ذاتهما.

في هذا الوقت، قالت مصادر مقربة من «تيار المستقبل» إن قيادة التيار محرجة من دعوة الأسير وتحركاته، وإنها متخوفة من تمكنه من تأمين حشد لا بأس به. ورغم ذلك، تردد أمس أن مسؤولين من المستقبل في بيروت يدعون مناصري التيار إلى المشاركة في التظاهرة، إلا أن مقربين من الرئيس سعد الحريري نفوا ذلك قطعاً.


...وجعجع يحذّر من الفتنة


يقود الرئيس فؤاد السنيورة اليوم تظاهرة لنواب 14 آذار في ساحة النجمة لإسقاط مسألة إنفاق حكوماته 11 مليار دولار من خارج القاعدة الإثني عشرية. ويعقد لهذه الغاية مؤتمراً صحافيّاً لشرح وجهة نظر قوى الرابع عشر من آذار حيال هذه المسألة، استبقه قائد القوات اللبنانية سمير جعجع بالتحذير من الفتنة إذا لم يتدارك الوضع قبل الجلسة التشريعية.

وفيما أودع النائبان جمال الجراح وغازي يوسف قلم المجلس النيابي أمس اقتراح قانون معجل مكرر باسم كتلة «المستقبل» يرمي الى معالجة مجمل مسألة الانفاق من خارج القاعدة الإثني عشرية منذ عام 2006، أكد وزير المال الصفدي وجود مستندات غير مدققة في الوزارة للـ«11 مليار دولار ، ستقدمها الوزارة الى اللجنة التي سيرأسها رئيس مجلس النواب نبيه بري بوصفه المولج بهذا الموضوع». وردّاً على سؤال عن اعتبار تشريع هذا المبلغ براءة ذمة لفريق سياسي معيّن، لفت الصفدي الى ان الـ 11 مليار دولار تختلف عن الـ8900 مليار ليرة موضحاً «أن براءة الذمة تعطى عندما يدقق ديوان المحاسبة».

وعشية تظاهرة ساحة النجمة، نبّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من أن المؤتمر اليوم «هو جرس الانذار الاخير لأن المعارضة لن تستمر على هذا النحو، بل ستقدم على خطوات متتالية وتوقف سياسة المسايرة» محذرًا من «توسيع الشرخ السياسي وصولا الى الفتنة». وتمنى على رئيس المجلس «رفع مستوى امكاناته الى حجم نياته التي لا نشك فيها لأن اتجاه الامور كما هو اليوم لا يبشر بالخير».

من جهته، علّق النائب ابراهيم كنعان خلال لقائه مسؤولي الجامعات في «التيار الوطني الحر» على مسألة الـ11 ملياراً، مؤكداً أننا «لم نطرح مشكلة بل اكتشفنا حقائق»، مضيفاً: «إذا كانوا يملكون أوراقاً عن الـ 11 ملياراً الضائعة، فليتفضلوا ويرسلوها إلى مجلس النواب. أما إذا لم يكن لديهم أية أوراق فليتفضلوا إلى القضاء».

وقالت مصادر من قوى 8 آذار لـ«الأخبار» إن فريق الأكثرية لن يسمح بمساواة ملف الـ8900 مليار ليرة بملف الـ11 مليار دولار، إذ إن الأول يستند إلى مشروع قانون أرسلته الحكومة وبقي في لجنة المال والموازنة لنحو شهرين، حتى تحول إلى ما يشبه «نصف الموازنة» التي تحدد وجهة إنفاق كل ليرة. اما اقتراح الـ11 ملياراً، فمبني على حسابات لم تصدر رسمياً من وزارة المال. «وإذا كان فريق 14 آذار يريد تبرئة نفسه، فليقدم الحسابات الرسمية، وليطلب من وزارة المال إحالتها على اللجان النيابية المختصة للتدقيق».

من جهته، قال رئيس لجنة الأشغال النيابية محمد قباني لـ«الأخبار» إن الحل يكمن في «دمج الـ11 ملياراً والـ8900 في سلة واحدة»، مشيراً الى أن «المبلغين صرفا بالطريقة نفسها». ودعا الى تسوية «على الطريقة اللبنانية بصيغة لا غالب ولا مغلوب». وينتظر أن تستأنف الاتصالات حول مسألة الانفاق من خارج الموازنة بعد عودة بري مساء أمس من قبرص إثر زيارة رسمية استغرقت يومين.


خلافات دار الفتوى


وعلى خط شؤون دار الفتوى الخلافية، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اجتماعاً لرؤساء الحكومات السابقين: سليم الحص، عمر كرامي وفؤاد السنيورة، أعلن اثره تكليفه متابعة الموضوع في اجتماعات مستمرة ومفتوحة، مؤكداً «ان عنوان التوافق العريض بين رؤساء الحكومات هو القيام بالاصلاحات والتحديث في دار الفتوى وان الموضوع لا يتعلق بأشخاص».

وقال كرامي لـ«الأخبار» إن اللقاء كان إيجابياً، وساده انسجام كامل وتفاهم على أن على المفتي السير بالإصلاحات التي تُقررها اللجنة، وتمنى أن «يبعث الله العقل إلى رؤوس الجميع».

هواجس أمنية

على صعيد آخر، برز موقف للسفيرة الأميركية مورا كونيللي التي أبدت قلقها من زيارة وزير الدفاع فايز غصن لإيران بعدما التقت رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية في بنشعي. وشددت كونيللي، في بيان للسفارة الأميركية، على «قلق الحكومة الاميركية من أن تؤدي التطورات في سوريا الى المساهمة في عدم الاستقرار في لبنان». كذلك أبدت «قلقها بشأن زيارة وزير الدفاع الأخيرة لإيران، وتصريحاته من طهران التي تشير إلى احتمال ان يؤدي النقاش الذي قام به الوزير الى انتهاك لبنان لقرارات مجلس الأمن 1747 و 1929(يتضمنان حزمة العقوبات على ايران ومنها حظر توريد الأسلحة)».

وقالت مصادر مطلعة على ما جرى في اللقاء إن موقفي كل من فرنجية وكونيللي كانا متباينين بشأن إمكانية التزود بالسلاح الإيراني، إذ أكد فرنجية أن على الحكومة اللبنانية تسليح الجيش من أي دولة كانت، في ظل الحظر الذي تفرضه الولايات المتحدة والدول الغربية على أي سلاح نوعي يمكن أن يتلقاه الجيش اللبناني.

والتقى فرنجية أيضاً، السفير الروسي الكسندر زاسبيكين الذي أيد تجنيب لبنان المخاطر التي قد تنجم عن الازمة السورية، فيما زار السفير الفرنسي دوني بييتون قائد الجيش العماد جان قهوجي.


Script executed in 0.20830607414246