بهدوء . . .
ودون أن تلوّحَ من شبابيك أوجاعها بمنديل الوداع
رحلت فداء . .
صبيّة حيّنا الوادعة تاركة ضحكاتها التي تكسّرت في قراني العصرونيات الجميلة , ووشوشاتها التي حفظتها حجارةُ المشاوير, ورفرفات ظلّها الخفيف على عجقة الجلسات في أحضان أماسٍ خجولة . .
هو رحيل موجع يا فداء . .
ترك على سطح اوقاتنا سيلاً من التساؤل :
كيف نبلسم جروح صمتنا ببوح الحكايات على "إفريز" الطريق الذي غدا صالون حيّنا المفتوح على الحبّ والدفء وطيب العشرة ؟
كيف ينادي مذياع الحي "عطاف" لِلمّ الشمل من جديد على مصطبة الربيع الآتي وتحت شجيرات الصيف القادم ؟
كيف وكيف نتلذذ بفتح باب الصبحية على فنجان قهوة مُرّة , ونغلق باب السهرة بمفتاح تصبحون على خير . .
هو رحيل موجع يا فداء . .
بختُنا عاثر . . وبختُك في فنجان الحياة قليل
بعثر كل اوراق الحلم . .
لكنه وافر وأنت النبض والحضور الأنقى ترتسمين بريشة الصفاء على جدار كل قلب صورة حييّة وترهجين في كل عين ضحكة حلوة
فداء . . الجارة والاخت والرفيقة
لن ننساك .