أنت تتصفح أرشيف موقع بنت جبيل

زغرتا: منازل الحي القديم.. «قنابل موقوتة» قد تنفجر في أي لحظة

الإثنين 19 آذار , 2012 01:00 بتوقيت مدينة بيروت - شاهده 4,613 زائر

زغرتا: منازل الحي القديم.. «قنابل موقوتة» قد تنفجر في أي لحظة

من المرداشية صعوداً إلى حي السيدة أكثر من خمسين منزلاً تحتاج إلى ترميم وتأهيل، منها عشرة على أقل تقدير تكاد تنهار، وهي اليوم تصمد بفعل العناية الإلهية. بعض تلك المنازل، «هجره أصحابه، وبعضها تقطنه عائلات وافدة إلى المنطقة، أو من العمال الأجانب بأسعار تفوق إيجارات أفضل الشقق»، إذ تشير أم سعيد، إلى أنها تؤجر ما لديها من غرف متلاصقة بنحو عشرة ملايين ليرة شهرياً.

أكثر من التفاتة حصدها الحي القديم من المجالس البلدية المتعاقبة، ولكنها بقيت دون تطلعات سكانه الذين، يحتاجون للكثير، فالمجلس الأسبق عمد إلى تبليط الزواريب الضيقة، فيما المجلس السابق وضع أعمدة إنارة ليهتم المجلس الحالي بدراسة تهدف إلى إنشاء شارع بيئي في الحي يستقطب السيّاح، غير أن تلك التقديمات يراها الأهالي ضئيلة في حي يهجره أهله رويداً رويداً، وتتداعى منازله القديمة منزلاً وراء آخر. ويلفت المواطن يوسف دويهي إلى أن هناك شرفات تكاد تسقط على رؤوس المارة، فيما «تتهاوى أحجار جدران بعض المنازل مع كل شتوة، بعدما هبطت الأسطح التي كانت في معظمها من التراب»، لافتاً إلى أن «هناك من عمد إلى ترميم منزله، حتى أن البعض أضاف طبقات. ولكن هناك من استهتر ليتحوّل المنزل إما إلى مكب للنفايات، وإما إلى قنبلة موقوتة تهدّد بأي لحظة بالانهيار». ومن جهته، يعتبر طوني دحدح أن «الحي القديم في زغرتا يجب أن يجد يداً تنتشله من البؤس الذي هو فيه، اذ تصطف منازله إلى جانب بعضها البعض»، مشيراً إلى أن «بعض الجدران مشتركة بين الجيران، فيما بالإمكان التنقل في الحي عبر السطوح المتلاصقة»، لافتا إلى أن «العديد من العائلات التي كانت تؤلف الحي القديم انتقلت تاركة منازلها مهجورة أو مؤجرة لعائلات من خارج المنطقة، أو لعمال أجانب. أما من بقي، فعمد إلى ترميم منزله، أو أضاف طبقة ثانية إليه، من دون التأكد من سلامة البناء أو قدرة الطبقة الأرضية على الصمود».

في المقابل، يقول رئيس البلدية المهندس توفيق معوض: «لا تصدع في الأبنية في زغرتا»، لافتاً النظر إلى أنه «لم تردنا إلا شكاوى بأبنية غير مأهولة ولم تتعدّ الثلاثة منازل»، موضحاً أنه «في حي السيدة هناك مبانٍ تحتاج إلى تأهيل، إنما احتمال انهيار أي منزل ضعيف، لكون أحجارها ليست رملية، إنما صخرية، ولكون الأبنية غير متعددة الطبقات. وتقتصر على طبقة أرضية، أو طبقتين فقط. ومن هنا فإن احتمال الانهيارات أقل». ويشرح معوض أنه «عندما ترد شكوى إلى البلدية يتم التدقيق فيها، وإذا صحت، فتتم إحالتها إلى التنظيم المدني في زغرتا»، لكونه يملك الصلاحية الفنية للكشف وإعطاء التقارير، التي «على أساسها وبموجبها نعمد كبلدية إما إلى طلب الإخلاء أو تأكيد سلامة البناء». 

ويعترف معوّض أن الحي يحتاج إلى لفتة من البلدية، إنما «ضعف الإمكانات المادية لا تسمح بمشاريع كبيرة، لاسيما أن البلدية تعنى بمدينة زغرتا وبإهدن على حد سواء، ولكن هناك دراسات من أجل إعادة تأهيل سوق الساحة، ومحيط كنيسة السيدة من ضمن مشروع عام، يهدف إلى إعادة إحياء زغرتا القديمة ككل، وذلك سعياً من البلدية الى تحويل هذا الجزء الذي طالما عانى من الإهمال، الى محطة سياحية مقصودة».


Script executed in 0.21061611175537