هذان النشاطان يأتيان في إطار مشاريع «سكول نت» التي تقام برعاية وزارة التربية والتعليم العالي، بدعم من الجمعية التربوية لتطوير المعلوماتية (EAID). تقول الطالبة كاملة قطيش، إن هذا المشروع «سمح لنا بالتعرّف على واقع المنطقة البيئي والحرجي، وقد فوجئنا بأن أحراج وادي الحجير كانت ممتدّة قبل عشرات السنين إلى معظم جبال المنطقة وأوديتها، لكن الإهمال والحرائق وعمليات القطع قضت عليها، وما تبقى منها اليوم مهدّد من بعض الكسارات التي بدأت تقترب منها، لا بل إنها غزت بعضها قرب بلدتي شقرا وعيترون».
وتشرح زميلتها فاطمة فتوني أن الطلّاب جمعوا المعلومات عن وادي الحجير والمشكلات التي يتعرّض لها، «ثم وزّعنا استمارات على عدد من أبناء المنطقة، لمعرفة مدى اهتمامهم بالأشجار، وكيفية المساعدة على حمايتها». وتوضح أن «الطلاب أنشأوا صفحة على موقع الفايسبوك من أجل خلق خلية ناشطة لمكافحة الحرائق والاعتداء على الأشجار في المنطقة». وفي هذا السياق عمد الطلّاب الى التواصل مع بلدية الطيبة التي خصّصت لهم قطعة أرض مجاورة لمبنى الثانوية، وأمنت لهم كل الإمكانات اللوجستية من أجل تشجيرها «لتصبح حديقة عامة في المستقبل في جوار الثانوية الرسمية، بعدما كانت مهملة ومتروكة» تقول فتوني. ولجأت مجموعة ثانية من الطلّاب إلى إجراء تحقيق خاص عن الأمراض المستشرية التي يتعرّض لها أبناء المنطقة، ولا سيما مرض السرطان، في إطار مشروع يعملون على تنفيذه تحت عنوان «اختاروا التمريض مهنتكم». فتقول الطالبة فاطمة هاشم «كانت لافتة حاجة المنطقة إلى الممرضين المتخصّصين في ظلّ تفشّي حالات مرضية مستعصية تحتاج الى العناية التمريضية اليومية، بعيداً عن المستشفيات وكلفتها المالية الباهظة». وقد أعدّ الطلّاب فيلماً قصيراً يكشف معاناة الأهالي مع مرض السرطان، وعدد المصابين به، «كما أجرينا مقابلات مع عدد من الأطباء والممرضين الذين عبّروا عن أهمية اختيار هذه المهنة، وأطلقنا صفحة على الفايسبوك للتواصل مع أبناء المنطقة بشأن أهمية هذه المهنة ودورها وفرص العمل المتاحة». وتوضح هاشم أن «هذا العمل سيعرض لاحقاً أمام لجنة متخصصة تشرف عليها لجنة سكول نت في وزارة التربية، وعدد من المعنيّين».
